أزمة مياه كبيرة تعيشها مدينة حلب منذ ما يقارب العام ، جراء القصف المتكرر الذي تقوم به قوات الأسد على الأحياء السكنية والذي يطال في كثير من الأحيان شبكات المياه والكهرباء في المدينة ، وهو ما تسبب بأزمة إنسانية مفتوحة انعكست صعوباتها على حياة الناس اليومية وطريقة معيشتهم .. فكيف يتغلب الحلبيون على هذه الأزمة ويتعايشون معها ..
الكهرباء المفقودة شرطٌ للمياه
تقول السيدة أم عمر، من حيّ الميدان بحلب، “بيتي في الطابق الخامس. والماء لا يصل إلينا بدون الكهرباء. والكهرباء الحكومية مقطوعةٌ بشكلٍ تام منذ ثلاثة شهور. والكهرباء الخاصّة (الأمبيرات) لا تصل إلى شارع بيتنا . حيث يذهب ابني عمر يوميا إلى جامع الميدان ليأتي من هناك بمياه الشرب”.
وتضيف: “عندما تصل المياه الحكومية إلى المنازل نشغّل المولدة لسحب المياه وتخزينها. كما يكلفنا تشغيل المولدة لمدة 4 ساعاتٍ 400 ليرةٍ سورية ”
أما أبو لؤي، حارس إحدى المدارس في حلب، فيتحدث عن صعوبة توفير ماء الشرب لطلاب المدارس قائلا ” أضطر يوميا لنقل مياه الشرب إلى المدس من خلال الأوعية ومناطق بعيدة أحيانا .. ويردف : الأمر متعب كثيرا بالنسبة لي وخصوصا أن المشكلة غير معروف متى ستنتهي . “”.
ويضيف أبو لؤي “ليس لدي تصور عن الجهة التي قطعت الماء، ولكني أعلم أن النظام قصف محطة الكهرباء التي تغذي محطة المياه .. المياه التي نشربها الآن هي مياه آبار مالحة وغير صحية .. ” ويتابع : ” لقد تحملنا انقطاع الكهرباء ، لكن انقطاع الماء أمر صعب للغاية ”
وفي نفس السياق يقول أحد الناشطين الإعلاميين في مدينة حلب “تعايشنا مع واقع الحرب، القصف، الدمار، الخوف، انقطاع الكهرباء .. تعايشنا مع كل هذه المخاوف وصمدنا ، ولكن من دون ماء لن يستطيع أحد الصمود أكثر، لا نعلم لماذا المياه مقطوعة، الشائعات كثيرة جدا و نتمنى أن نعرف السبب الحقيقي لانقطاعها ”
غياب الحقيقة
ويقول أحد الصحفيين في المدينة : “المصيبة التي نواجهها في أزمة المياه تكمن بصمت جميع الأطراف وعدم توضيح الحقائق … النظام يتهم المعارضة والمعارضة تتهم النظام ” لكنه يرى أن النظام هو من يقوم بقطع المياه ، لأن المشكلة في أغلبها ، تقع في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة .. مشيرا إلى أن المعارضة لا يمكن أن تقطع المياه عن نفسها وحاضنتها الشعبية ..!

 

سامر دحدوح | مصدر