اشتدت حدة المعارك على أطراف الغوطة الشرقية حيث تجري مواجهات عنيفة بين قوات النظام السوري، التي استقدمت تعزيزات كبيرة إلى المنطقة، وفصائل المعارضة السورية التي تمكنت قبل أيام من حصار قاعدة لجيش النظام قرب دمشق.

وتأتي هذه المعارك غداة ارتفاع حصيلة مجزرتين في الغوطة الشرقية إلى 30 مدنياً على الأقل، معظمهم جراء غارات روسية وسورية على منطقتي مسرابا وعربين.
وتكشف أرقام خسائر كبيرة لقوات النظام السوري خلال أسبوع من المواجهات العنيفة ضد قوات المعارضة المسلحة، حيث بلغت الحصيلة الموثقة لخسائر قوات النظام البشرية، أكثر من 100 قتيل توزعوا على جبهتين رئيسيتين، الأولى في محيط قاعدة المركبات العسكرية على يد فيلق الرحمن، حيث أكد مقتل أكثر من 60 جندياً للنظام خلال الأيام القليلة الفائتة، والأخرى على محور الزريقية شرق الغوطة على يد “جيش الإسلام”.
وأشار المرصد السوري إلى “معارك عنيفة تخوضها قوات النظام محاولة استعادة إدارة المركبات، قاعدتها العسكرية الوحيدة في الغوطة الشرقية” بعدما تمكنت “جبهة تحرير الشام” (النصرة سابقاً) وفصائل معارضة أخرى وإسلامية، من حصارها مطلع الأسبوع.
في المقابل ارتكبت المقاتلات الحربية الروسية والسورية أمس مجزرتين في حق المدنيين في ريف دمشق الشرقي المحاصر، راح ضحيتهما 30 قتيلاً وأكثر من 100 جريح بينهم 28 طفلاً و27 امراة بعضهم بحالات حرجة، بالتزامن مع احتدام المعارك والمواجهات المتواصلة بكافة أنواع الأسلحة بين فصائل المعارضة من جهة وقوات النظام والميليشيات الداعمة له.
ووفقاً للدفاع المدني في ريف دمشق فقد استهدفت المقاتلات السورية والروسية الأحياء السكنية في كل من مسرابا وعربين بالصواريخ الارتجاجية، وتعرضت المنطقة ذاتها لقصف جوي ومدفعي، حيث انتهت حصيلة الغارات خلال الـ24 ساعة الماضية بـ 45 غارة، أسفرت عن انهيار المباني فوق ساكنيها وانتشال العشرات ما بين قتيل وجريح من تحت الأنقاض. كما استهدفت قوات النظام مدن الغوطة الشرقية بأكثر من 220 قذيفة مدفعية، بالإضافة لـ28 صاروخ أرض أرض وصاروخين محملين بقنابل عنقودية وخراطيم تي إن تي.
وفي مدينة حرستا حيث تدور مواجهات هي الأعنف في المنطقة، حافظت فصائل المعارضة بحسب مصادر مطلعة على المواقع التي سيطرت عليها خلال المرحلة الثانية من المعركة، وثبتت نقاط تمركزها في “كراج الحجز”، فيما تحاول الفصائل اقتحام مبنى المحافظة وسط مقاومة قوات النظام ومساندة روسية، حيث كثفت المقاتلات الحربية من قصفها على حرستا واستهدفتها بأكثر من 20 غارة جوية، مما أدى لمقتل 3 مدنيين وجرح 13 آخرين بينهم 4 أطفال و3 نساء.
ونشر صحافي روسي، أمس الخميس 4 يناير/كانون الثاني 2018، صوراً لطائرات روسية بعد ساعات من نفي وزارة الدفاع أي استهداف لطائراتها، ويظهر حسب الصور الضرر واضحاً، وأشار الصحافي إلى أن الصور تعود لتلك المقاتلات الـ7 التي استهدفتها قوات المعارضة السورية ليلة رأس السنة في قاعدة حميميم جنوب شرقي اللاذقية بسورية.
وقال رومان سابونكوف في تعليقه على الصور الثلاث التي نشرها على صفحته بموقع فيسبوك، إن الضرر كان في محركات بعض الطائرات، وذكر بالتفصيل نوعية الطائرات التي استهدفها الهجوم؛ وهي 4 قاذفات من طراز “سوخوي-24″، ومقاتلتان من طراز “سوخوي-35 إس”، وطائرة نقل من طراز “أنتونوف-72”.

 

 

 

 

 

 

وكالات | صحف