أفاد محللون عسكريون أن روسيا تحاول أن تستخدم في عدوانها على المعارضة السورية نفس النهج الذي استخدمته في الشيشان من تقديم دعم جوي وأيضاً تعزز الروح المعنوية لدى الجيش السوري للمضي قدماً في محاربة المجموعات المسلحة ،فلقد دأب النظام السوري على استهداف مناطق المدنيين وخصوصا تلك التي تقع بالقرب من خطوط الجبهات والتي يكون قد خسر فيها معاركه مع قوات المعارضة بحجة استهداف “الإرهابيين ” تماماً مثل ماتفعله روسيا اليوم التي أتت بحجة القضاء على تنظيم الدولة والتقارير الصادر تؤكد أن معظم الغارات الجوية استهدفت مناطق سيطرة “الجيش الحر” والأماكن المكتظة بالمدنيين فتركز الاستهداف على المدارس والمشافي والأسواق والمناطق 1443694852os01010201509-سوريا-800x500_0المزدحمة بالسيارات ليتلخص من هذا إلى تطبيق خطة “تهجير السكان”، مثلما فعلت قبل أعوام في الشيشان، حيث أجبرت المدنيين على مغادرة المناطق التي يقيمون فيها بفعل القتل الممنهج وارتكاب المجازر ، وذلك بعد كل خسارة تتكبدها أمام المقاتلين الشيشان بالقوات البرية. وقد انطلقت المقاتلات جوية الروية في سورية في 30 سبتمبر/أيلول الماضي بدعوى “مكافحة الإرهاب”، لكن المناطق الخاضعة لسيطرة قوات المعارضة المعتدلة والمدنيين المقيمين فيها نصيب من الاستهداف ، أكثر من استهدافها لمواقع تابعة لتنظيم “الدولة الإسلامية”.

وكثّفت المقاتلات الروسية غاراتها الجوية في أكتوبر/تشرين الأول الماضي على محافظات إدلب وحماة وحمص فضلاً عن شمال محافظة حلب، وبدأت بعد منتصف الشهر نفسه، باستهداف المناطق التي تسيطر عليها قوات المعارضة جنوبي إدلب وجنوبي وشمالي حلب، ومنطقة جبل التركمان “بايربوجاق” ذات الغالبية التركمانية في ريف محافظة اللاذقية، شمال غربي سورية، وتواصل ذلك حتى اليوم.

وبحسب معلومات من الشبكة السورية لحقوق الإنسان، فإن الغارات الجوية الروسية في سورية، أسفرت عن مقتل ألف مدني خلال مئة يوم. وكان المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة “ستيفان دوجاريك”، أعلن بتاريخ 3 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، أن 123 ألفاً و842 شخصاً اضطروا للنزوح من منازلهم بسبب الغارات الروسية التي ازدادت على حلب وحماه وإدلب خلال الفترة من 5 إلى 30 أكتوبر/تشرين الأول 2015وبالعودة إلى الماضي فإن القوات الروسية شنّت نحو ألف و700 غارة جوية على العاصمة الشيشانية غروزني والمناطق المحيطة بها، خلال الفترة ما بين نهاية اغسطس/آب ونهاية سبتمبر/أيلول من عام 1999، وتواصلت الغارات التي استخدمت القنابل العنقودية، نحو ستة أشهر، قُتل جراءها مئات المدنيين واضطر نحو مئة ألف للنزوح عن المناطق التي كانوا يقيمون فيها. وتأتي هذه الخطوة الروسية لضرب الحاضنة الشعبية لقوات المعارضة السورية أيضاً وإجبارها أما على ترك الأرض أو في محاولة من كلا النظامين السوري والروسي بغض وكره الحاضنة الشعبية والمدنيين عامّة لقوات المعارضة المسلحة في سورية .

و استهدفت المقاتلات الروسية حسب غحصائيات وثقها ناشطون بتاريخ 12 يناير/ كانون الثاني الحالي مسجداً في حلب،في حي قاضي عسكر ما أسفر عن مقتل 8 أشخاص، فيما قُتل في نفس اليوم، 37 شخصاً وأصيب 55 آخرون في غارات نفّذتها على مناطق مأهولة بالسكان في إدلب. وقُتل 17 شخصاً بينهم 8 طلاب بتاريخ 11 يناير/كانون الثاني الحالي، في قصف للمقاتلات الروسية، استهدف ثلاث مدارس في بلدة عنجارة في ريف حلب الغربي .

وفي اليوم ذاته قامت باستهداف أحد الأفران في بلدة معارة الأرتيق في ريف حلب الأمر الذي أسفر عن سقوط قتيل وعدد من الجرحى وخروج الفرن الآلي في البلدة عن الخدمة وفي 26 ديسمبر/كانون الأول الماضي استهدفت المقاتلات الروسية مدرسة في إدلب، ما أدى لمقتل 9 أشخاص بينهم 5 أطفال، وإصابة 11 شخصاً بجروح. كما قُتل 16 مدنياً وأصيب 20 آخرون بتاريخ 18 يناير/كانون الثاني الماضي، في قصف استهدف منطقة سكنية ببلدة جسر الشغور التابعة لإدلب. واستهدفت المقاتلات الروسية بتاريخ 30 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، مخبزاً في منطقة سراقب التابعة لمحافظة إدلب، كان يوفر الخبز لـ 40 ألف مدني، وقصفت في 26 من الشهر نفسه، شاحنات محملة بالمساعدات الإنسانية ببلدة اعزاز (في حلب)، ما أدى إلى مقتل 7 أشخاص وإصابة 10 آخرين، فضلًا عن إلحاق أضرار كبيرة بـ 20 شاحنة.

سامر دحدوح | مصدر