بسم الله الرحمن الرحيم

منذ سنوات ومصطلحات التوحد والاندماج والاتحاد تروج بين قادة الثوار في سوريا.. في المناطق السورية المحررة يكثر ذكر التوحد وضرورة العمل المشترك صفا واحدا. يجتمع 10511232_124012767932154_1269403044628332652_nالقادة الكثر اجتماعات عديدة كثيرة وكلهم يهتف: لن نخرج من هذا الاجتماع إلا وقد اخترنا قائدا واحدا… لن ننفض إلا وقد اخترنا أميرا نبايعه.

لن نهزم العدو إلا إذا توحدنا…. لن يستقيم أمرنا وتقوى شوكتنا إلا أن نصبح جسدا واحدا وكيانا موحدا. وازداد الصراخ والهتاف من القادة المتشرذمين في كل اجتماع وفي كل مجلس وجميعهم كان يطالب بالتوحد والانصهار … لقد ازداد الصراخ والحماس في بعض المرات لدرجة وصلت الأمور فيها إلى تكوّن جبهات واتحادات ومجالس وأعلنوا عن اندماجات وانصهارات وبعد كل تشكيل واتحاد كانت مكوناته تزداد تشرذما وتفككا ونفورا….تشرذم وتفكك ونفور بين القادة والامراء .

وتململ الناس وضجّوا ثم ثاروا وتظاهروا ضد الفرقة والشرذمة في كل الأنحاء المحررة وكان القادة المتشرذمين أنفسهم يشاركون في المظاهرات ويهتفون مع الهاتفين ضد الفرقة والمفرقين ويطالبون بتنحية القادة المسببين للشرذمة ثم يدخلون بعدها مباشرة في اجتماعات لتعطيل أي تنسيق أو توحد.

حتى عندما تضيق دوائر الاتهام حولهم ويكاد الوصف يذكر أسم كل واحد منهم فإن واحدهم يشمل الجميع ويستثني نفسه ويأمر الجميع بالتجاوب والتجرد وينسى نفسه …لقد تكرر ذلك وشاع وفاح حتى انطلقت في الأراضي المحررة نكتة الضفدع والتمساح… حين وجهت حيوانات الغابة كلها في يوم تهمةَ للضفدع الحاضر بينهم ولم تسمه بالاسم غير أنها قالت هو حيوان برمائي أخضر له فم واسع يمتد على عرض وجهه وعيناه جاحظتان في أعلى رأسه فقفز الضفدع هاتفا صارخا هيك وهيك من التمساح بدنا نعمل ونفعل بالتمساح.