وثقت منظمة العفو الدولية، شهادات 40 لاجئة أكدن أنهن تعرضن للتحرش الجنسي أثناء عبورهن الحدود إلى أوروبا، وقالت فتاة عراقية تبلغ من العُمر 22 عاماً، إن حارساً أمنياً يرتدي زيه الرسمي في ألمانيا عرض عليها بعضاً من الملابس مقابل أن تقضي معه وقتاً بمفردهما.

المنظمة قالت يوم أمس الاثنين، إن النساء اللاجئات “يواجهن خطر الاعتداءات والاستغلال والتحرش الجنسي خلال عبورهن أوروبا”، مؤكدة أن هذا الخطر يهددهن “في كل مراحل المسار الذي يسلكنه، بما فيه الأراضي الأوروبية”.

وتحدثت المنظمة التي جمعت في ألمانيا والنرويج شهادات 40 لاجئةً عبرن تركيا ثم اليونان عن “اعتداءات جسدية واستغلال مالي أو ضغوط تهدف إلى حضهن على إقامة علاقات جنسية مع مهربين وموظفين مكلفين بالأمن أو مع لاجئين آخرين”.

وأضافت أن “جميع هؤلاء النساء قلن إنهن شعرن بأنهن مهددات وفي خطر خلال رحلتهن”.

كما أوردت منظمة “أمنيستي إنترناشيونال” العديد من حوادث التحرش الجنسي، حيث قالت فتاة عراقية تبلغ من العُمر 22 عاماً، إن حارساً أمنياً يرتدي زيه الرسمي في ألمانيا عرض عليها بعضاً من الملابس مُقابل أن تقضي معه وقتاً بمفردهما.

وقالت النساء والفتيات اللواتي يسافرن وحدهن أو برفقة أطفال -بينهن لاجئات سوريات وعراقيات- إنهن شعرن بالتهديد خصوصا في المجر وكرواتيا واليونان.

وقالت تيرانا حسن، مسؤولة التعامل مع الأزمات في المنظمة، إن هؤلاء النساء “خاطرن بكل شيء ليكنّ في أمان مع أبنائهن”، بعدما عشن “رعب الحرب في العراق وسوريا”. وأضافت: “من اللحظة التي تبدأ فيها رحلتهن فإنهن معرضات مجدداً للعنف والاستغلال من دون دعم كبير ولا حماية”.

وأوضحت أن بعض النساء اللواتي سألتهن المنظمة شعرن “بالخطر خصوصاً في مناطق ومخيمات العبور في المجر وكرواتيا واليونان”، فيما أكدت أخريات “أنهن اضطررن إلى استخدام الحمامات نفسها مع الرجال”.

وشددت حسن “على وجوب القيام بالمزيد من الجهود للتعرف على النساء اللاجئات واقتراح آليات محددة بهدف حماية حقوقهن الأساسية وسلامتهن”، معتبرة أن “من العار أن تشعر (النساء المذكورات) بالخطر حتى في الأراضي الأوروبية”.

ويقول أحد عمال الإغاثة الذين يعملون في اليونان إن “أحد التحديات التي تواجهنا، أن المجتمع الدولي والحكومات الغربية استغرقت وقتا طويلا لتصحو وتواجه هذه الأزمة وتدرك أنها أمر لا يمكن الهروب منه”.

ا ف ب