يتحدث الشارع العراقي بسخط عن منبر خطابة في احدى حسينيات بغداد صنع من الذهب كلفته مليون دولار يعتليه رجل دين من مرجعية الشيرازي الشيعية في وقت تعاني فيه البلاد من ازمة مالية خانقة وارتفاع خطير في مستوى الفقر، ما دفع غاضبين الى مهاجمة الحسينية واغلاقها.

فقد أثار افتتاح المنبر الحسيني المطلّي بالذهب والمرصع بالأحجار الكريمة في حسينية قصر الزهراء بمدينة الكاظمية في بغداد والتابعة إلى المرجع الشيرازي غضبا عراقيا واسعا، اشعل مواقع التواصل الاجتماعي التي عبرت عن غضب شعبي، داعية الى إتلافه وتوزيع ثمنه على الفقراء.

وظهر رجل الدين الشيعي علي الطالقاني الاسبوع الحالي، وهو يلقي محاضرة دينية بذكرى وفاة “السيدة فاطمـة الزهراء” وسط حضور العشرات من الاشخاص.

وقد هاجم انصار زعيم التيار الصدري الحسينية امس واغلقوها بالقوة وقاموا بتفكيك المنبر، فيما لم يصدر اي موقف بعد من المرجع الشيعي الاعلى في البلاد السيد علي السيستاني حول هذا المنبر المذهب، وفيما اذا كان ذلك متوافقا مع التعاليم الاسلامية التي تحض على الزهد او منافيا لها. ولم يعلن التيار الصدري عن الكيفية التي سيتصرف بها مع ذهب المنبر الحسيني واحجاره الكريمة والى اين ستؤول.

وتتبع الحسينية الى مرجعية دينية مختلفة عن تلك التي يتبعها اتباع التيار الصدري، وهي مرجعية الشيرازي. واعتبر الصدر هذا المنبر بذهبه واحجاره الكريمة جريمة بحق التشيع والمذهب لذا وجب على أهل الحسينية إتلاف ذهب المنبر فوراً وتوزيعه على الفقراء” وطالب باتلافه.

واضاف “يجب غلق الحسينية حتى شهر رمضان القادم وأمام الأشهاد وبحضور جماهيري حاشد وعلى المؤمنين دعم هذا القرار وإلا سيتم التعامل معهم بطرق شرعية أخرى”.. داعيا الإمام الذي ارتقى المنبر أن لا يرتقيه لأيام.

من هم الشيرازيون؟
يشار الى ان الشيرازيين أو الشيرازية هم فئة من الشيعة الاثني عشرية يُشكّلون تياراً دينياً كبيراً متمدداً في البلدان والمناطق التي يتواجد بها الشيعة، وهم أتباع المرجع المُتوفّى محمد الحسيني الشيرازي والملتزمون بأفكاره وأطروحاته، والذي قد انتقلت منه المرجعية الى أخيه الأصغر صادق الحسيني الشيرازي حيث يتبعه الشيرازيون الان في التقليد ويعملون بفتاواه.

وكان للشيرازيين الدور الكبير في المساهمة في الثورة الايرانية عام 1979 والوقوف مع زعيمها الخميني إلّا أنهم انتقلوا الى صف معارضة النظام الإيراني واختلفوا مع الخميني.

وقد تفاقم خلافهم مع النظام الإيراني في عهد المرشد الاعلى الحالي علي خامنئي، والذي توفي في عهده مرجع الشيرازية محمد الشيرازي ثم وفاة ابنه محمد رضا الشيرازي

وما جرى من اتهامات مُوجّهة للنظام الإيراني بقتلهما واختطاف جنازة الأول ودفنه في مدينة قم الايرانية خلافاً لوصيته الذي ينصّ فيها على رغبته بأن يُدفن في مدينة كربلاء العراقية، حيث مرقد الامام الحسين بن الخليفة الرابع علي بن ابي طالب.

غضب عراقي من ممارسات لا تمت للاسلام بصلة
واثار ظهور رجل الدين على المنبر المذهب والمرصع بالذهب غضبا شعبيا عراقيا واسعا، حيث اشتعلت مواقع التواصل بتعليقات تابعتها “ايلاف” الاحد مستنكرة بناء المنبر بالذهب وناقمة على مدعي الدين الذين يمارسون افعالا ضد مبادئه.

وكتب الناشط حسن الحاج يقول “سُئل احد السياسيين المؤمنين يوما من اتيت بكلفة بناء مسجد مساحته 6 الاف متر مربع بأرقى منطقة في بغداد تكلف تشييده 36 مليون دولار، فأجاب انه تبرع من احد المؤمنين جزاه الله خيرا”.

ومن جهتها، خاطبت المعلقة آمنة مقتدى الصدر قائلة “منبر وذهب هاي محد قبل عليها .. بس مال تسوي نفسك خير براس الفقره هاي واكفة وانت صاحب المولات وبيوت الحنانة إللي اشتريتها والطائرة وبيت الجادرية والمستشفيات الأهلية ومطار النجف هذولة قيمتهم ملايين الدولارات ليش ما توزعهم للفقراء او تبنيلهم بيوت لو منبر ذهب جرح شعورك؟”.واعتبرت نجية صادق المنبر بانه يمثل “لصوص الدين…وما أكثرهم”.. فيما قال عبد اللطيف محسن “علام الاستغراب فالشيرازيون اغنى طائفة شيعية والأموال التي تأتيهم كبيرة جدا وهم الوحيدون الذين يمتلكون اكبر قدر من الفضائيات في العراق والعالم … فهم ومنذ عرفتهم لا يهتمون بشي اسمه الفقر أو مساعدة المحرومين بل جل همهم هو إثارة أمور داخل الطائفة الشيعية تعمق من الخلاف الموجود اصلا ..ولذلك تراهم مميزين عن غيرهم في تبني الشعائر المرفوضة شرعا وعقلا والتي يمجها الذوق ويرفضها الشرع ولذا فإن بناء منبر من الذهب باسم الزهراء عليها السلام هو ليس خاتمة المطاف فلو مر هذا العمل فسوف يخرجون لنا بعمل مرفوض آخر”.

هاجر الموسوي كتبت تقول “الله اكبر”.. فيما علق سمير مزبان “براءّ منكم التشيع و ابا عبد الله الحسين يا من تتاجرون بالمظلومية”.. فيما اشار مصطفى عباس الجنابي قائلا “قال رسول الله صلى من سن في الإسلام سنة سيئه فعليه وزرها ووزر من عمله بها بعده إلى يوم الدين”.

اما يسر فكتبت “لا في الاولين ولا في الاخرين هؤلاء الرهط فقدوا صوابهم المراجع وحصتهم من البترول والتي تبلغ يوميا 10 ملايين دولار وتودع ببنوك لندن حصريا ومشاريعهم المليارديرية ثم تعطي الدولة الاوقاف اموال تعادل ميزانية دول وذاك عنده طائرة خاصة وآخر ملك الجادرية وزيونة وثالث يملك 200 مليار دولار”.

وعلقت ميساء العزاوي متساءلة “هل كان محمدآ وهو سيد الخلق يرتقي منبر مرصع بذهب كيف اقنع الفقراء بالزهد والصبر والتضرع الى الله والان يرتقون منبرا يسد جوع ثلة كبيرة منهم”.

وعلق ماجد يقول “الفساد يبتلع وطن”.. فيما قالت آمال “ياريت تنباع كل مظاهر الترف وتتوزع ع الفقراء”.. وكتبت كريستينا “صدعونا اسلام و اسلام و خطب للصبح عن الفقراء لو يبيع هذا الكرسي الذهب لاطعم الكثير منهم”.. وقال كرار”بدل هاي الملاين كان بنيتو بيوت لاهل التجاوزات نايمين في الساحات .. حسبي الله ونعم الوكيل”.

ابو محمد عبر عن استيائه مبينا “يجلس على منبر من الذهب حتى يدعو الناس للزهد والتقوى ويختم المجلس بالدعاء للفقراء والمساكين”.. وقال رافد”لقمة في بطن جائع خير من بناء الف جامع .. تبا لك ياأمة ضحكت من جهلها الامم”.

وعبر حيدر كريم عن رأيه قائلا “الحسينية تابعة الى الشيرازية و الشيرازية ناس ما الهم اي تدخل بالسياسة لا من قريب ولا من بعيد وقضية المنبر من اموال شخصية لا من جيب احد ولا من خزينة الدولة حالة حال اي موكب او اي مشروع حسيني .لو كانت تابعة ابو حزب او كتلة سياسية كان الحق لهم”.. بينما رأى اقبال “الكلام لاينفع لأنهم لا يملكون الاحساس او قليل من الاخلاق مع الاسف أصبحوا أدوات بأيدي الفاسدين من أجل الفلوس”.