وفقا لمنظمة “إغاثة جوعى العالم” فإن سوريا تعاني من أسوأ أزمة جوع حتى الآن. فأكثر من 12 مليوم فرد سوريا لا يوجد لديه ما يكفيه من الطعام. وبحسب المنظمة فإن النازحين هم الأكثر تضررا.

بعد عشرة أعوام من الحرب الأهلية في سورية، صارت البلاد تعاني من أسوأ أزمة جوع حتى الآن، بحسب تقديرات منظمة “إغاثة جوعى العالم” الألمانية. وقال منسق منظمة الإغاثة في سورية، كونستانتين فيتشل، في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) إن هناك “رقما قياسيا منذرا”، يزيد عن 12 مليون فرد ليس لديهم ما يكفي من الطعام، بنسبة نحو 60% من إجمالي السكان، مضيفا أن الوضع الإنساني تدهور بوجه عام على نحو كبير خلال العام الماضي.

وبحسب البيانات، فإن أكثر المتضررين هم النازحون. وقال فيتشل عقب زيارة قام بها إلى مدينة أعزاز، شمالي سورية: “الوضع في المخيمات مروع”، موضحا أن درجات الحرارة الشتوية والأمطار الغزيرة تزيد من معاناة الناس بشدة في الوقت الحاضر. كما أشار إلى وجود نقص في كل شيء بمخيمات اللاجئين، وقال: “التقينا خلال زيارتنا 30 طفلا كانوا يرتدون فقط سترات وصنادل في درجات حرارة تصل إلى ست أو سبع درجات مئوية”.

وذكر فيتشل أن انهيار الليرة السورية ضاعف أسعار المواد الغذائية ثلاث مرات، مضيفا أنه لا يمكن التخفيف من العواقب الاقتصادية لجائحة كورونا. وقال إن الكثير من الناس لا يمكنهم سوى تغطية نصف ما يحتاجون إليه كحد أدنى للبقاء على قيد الحياة. يُذكر أن الحرب الأهلية في سورية بدأت في آذار/مارس 2011 باحتجاجات ضد الحكومة.

الليرة السورية تهبط إلى مستوى قياسي أمام الدولار

وجدير بالذكر أن متعاملين ومصرفيين، قالوا إن الليرة السورية هوت إلى مستوى قياسي جديد الأحد (21 شباط/ فبراير 2021) مع التدافع لشراء الدولار في بلد تضرر بشدة من العقوبات ويواجه نقصا حادا في النقد الأجنبي.

وقال متعاملون إن سعر الدولار في السوق السوداء بلغ 3450 ليرة الأحد، وهو ما يقل عن سعرها نهاية الشهر الماضي بأكثر من 18 بالمئة.

وكان آخر هبوط سريع لليرة الصيف الماضي عندما كسرت الحاجز النفسي البالغ ثلاثة آلاف ليرة للدولار لمخاوف من أن يزيد فرض عقوبات أمريكية أشد من محنة اقتصاد البلاد المتداعي. وتئن سوريا تحت وطأة عقوبات غربية منذ سنوات إضافة إلى حرب أهلية طاحنة.

وقال متعامل كبير مقره دمشق إن سعر الدولار ارتفع بعد أن فاق الطلب العرض بكثير عقب أشهر من الاستقرار النسبي عند مستوى 2500. وقال متعامل في حلب “هناك طلب كثير على الدولار لكن العملة الصعبة غير متاحة”.

كان الدولار يساوي 47 ليرة قبل الاحتجاجات على حكم الرئيس بشار الأسد الاستبدادي في مارس/ آذار 2011 في اضطرابات أفضت إلى حرب.

ويقول مصرفيون ورجال أعمال إن من أسباب نقص الدولار الأزمة المالية في لبنان حيث جمدت البنوك، التي تكابد أزمة مضنية هناك، مليارات الدولارات الخاصة برجال أعمال سوريين.

وظل القطاع المالي اللبناني لعقود ملاذا آمنا لكبار رجال الأعمال السوريين وأيضا للشركات المرتبطة بالحكومة التي استخدمت بعض بنوكه لتفادي العقوبات واستيراد المواد الخام.

ويقول رجال أعمال إن البلاد اضطرت لخفض دعم الوقود وتوفير العملة الأجنبية للواردات الضرورية.

وأدى انهيار العملة إلى ارتفاع التضخم مما زاد معاناة السوريين لتوفير كلفة الغذاء والطاقة والاحتياجات الأساسية الأخرى.

ويقول مصرفيون إنه على الرغم من تعهد البنك المركزي الأسبوع الماضي بالتدخل لدعم العملة المنهارة إلا أنه يحجم عن ذلك من أجل الحفاظ على ما تبقى من احتياطياته الشحيحة من النقد الأجنبي. وكانت الاحتياطيات 17 مليار دولار قبل اندلاع الصراع منذ عشر سنوات.

بيدرسون يناقش في دمشق “الوضع الصعب للشعب

يذكر أن المبعوث الأممي إلى سوريا جير بيدرسون قد وصل إلى دمشق الأحد وقال لدى وصوله إن المباحثات التي سيجريها في دمشق، ستركز على تنفيذ القرار الأممي 2254 الخاص بوقف إطلاق النار في سوريا والتوصل إلى تسوية سياسية. وأضاف بيدرسون “هناك العديد من القضايا التي آمل أن نتحدث بشأنها، وعلى رأسها الوضع الصعب الذي يعيشه الشعب السوري”.

يشار إلى أن اللجنة الدستورية السورية، برعاية بيدرسون اختتمت أعمال جولتها الخامسة في مكتب الأمم المتحدة في جنيف الشهر الماضي وسط توترات وعدم توافق بين الوفود المشاركة للمعارضة والنظام والمجتمع المدني.

ص.ش/ع.ج (رويترز، د ب أ)