داود أوغلو: لم يعد في سوريا مكان آمن بعد تدخل روسيا فيها

قال وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، إن “بشار الأسد من خلال استخدام السلاح ضد شعبه في سوريا، تسبب بحدوث إحدى أكبر الأزمات الإنسانية في التاريخ”.

جاء ذلك، في كلمة له بجلسة خاصة عقدت في إطار منتدى الاقتصاد العالمي في دافوس، حيث أشار كيري، أن “الأسد استخدم السلاح بشكل وحشي ضد شعبه، وتسبب بأكبر أزمة إنسانية في الوقت الراهن، حيث استخدم الغاز الذي يعد إحدى أسلحة الدمار الشامل المحظورة منذ زمن طويل”.

وأشار كيري، أن “العقوبات المفروضة على روسيا، يمكن رفعها في حال التزمت موسكو، ببنود اتفاقية مينسك للسلام”، قائلًا “إذا ما كانت هناك رغبة شرعية من قبل الطرفين، بعد إبداء حسن نية من أجل حل المشكلة، فإنه من الممكن أن نصل إلى مرحلة لرفع العقوبات بشكل مناسب خلال الأشهر المقبلة، عن الجهات التي تنفذ اتفاقية مينسك”.

وبيّن كيري، أن “الحرب ضد تنظيم داعش متواصل من قبل التحالف الدولي، الذي تشكل قبل 16 شهراً، ونفذ نحو 10 آلاف غارة جوية ضد التنظيم”، مؤكداً أنهم بذلك “أظهروا مدى تأثير وحدة القوات الجوية للتحالف”.

ولفت كيري، أن “التحالف يتعاون مع العناصر المحلية في حربه ضد داعش، وأنهم حققوا انتصارات مهمة في الحرب ضد الإرهاب، ومنعوا قنوات التمويل للتنظيم، الأمر الذي أدى إلى انخفاض تسديد التنظيم لمنتسبيه بنسبة 50 بالمئة”.

وقال رئيس الوزراء التركي، أحمد داود أوغلو، إنه “لم يعد في سوريا مكان آمن بعد التدخل الروسي فيها”، مشيراً أن “الأوضاع بها تزداد سوءًا تبعاً لذلك”.

جاء ذلك، في تصريحاتٍ أدلى بها، داود أوغلو، خلال مؤتمر صحفي مشترك، عقده، مساء اليوم الجمعة، مع نظيرته الألمانية أنغيلا ميركل، عقب مباحثات ثنائية، جمعت بينهما، في مقر المستشارية بالعاصمة برلين، التي يزورها حاليا.thumbs_b_c_c3530c5a0fddf186b26a854926e9f68a

هذا وأوضح أن “تنظيم داعش بات يشكل تهديدًا للإنسانية جمعاء، وأن تركيا وألمانيا، مستعدتان لمكافحة هذا التهديد في سوريا، والعراق، وأنقرة، وبرلين، وفي أي مكانٍ آخر”.

وأعرب داود أوغلو، عن امتنانه لألمانيا لـ”تقديمها الدعم لتركيا من أجل مكافحة داعش”، مضيفًا أن “أنقرة وبرلين، تجريان مشاورات مكثفة، حيال مكافحة التنظيم في سوريا والعراق”.

بدورها أكدت المستشارة الألمانية، أن بلادها ستتحرك بالتعاون مع تركيا في مكافحة داعش، مشيرة أن “برلين ستكثف وتواصل غارتها ضد مواقع التنظيم”.

جدير بالذكر أن الأزمة السورية دخلت منعطفًا جديدًا، عقب بدء روسيا بقصف مدن وبلدات ومواقع في سوريا، منذ نهاية سبتمبر/أيلول الماضي، وتقول موسكو إن هذا التدخل “يستهدف مراكز تنظيم داعش”، الأمر الذي تنفيه كل من واشنطن، وعواصم غربية، وقوى المعارضة السورية التي تقول بدورها إن أكثر من 90% من الأهداف، التي يستهدفها الطيران الروسي لا يوجد التنظيم المتطرف فيها، وإنما تستهدف المدنيين وفصائل المعارضة، ومواقع للجيش للحر.

وبخصوص أزمة اللاجئين، قال رئيس الحكومة التركية، إن بلاده “تسعى لتحسين أوضاعهم، وتعمل ليل نهار، لتحقيق السلام الدائم في سوريا”، مؤكداً “قناعته بوجود خطوات هامة، ستقدم عليها أنقرة مع برلين في هذا الخصوص”.

وذكر أنهم “يأملون في إيجاد حل للأزمة السورية عبر الحوار، حتي يتسنى للاجئين في ألمانيا وتركيا العودة إلى ديارهم”، مشددًا في الوقت ذاته، على أن “بقاء الأسد في دمشق، سيثني اللاجئين، عن فكرة العودة لبلادهم”.

وأفاد أنه “في حال خفض تدفق اللاجئين، فإن مسألة دمج الموجودين منهم سيكون أفضل”، موضحًا أن بلاده بذلت مجهودا ذاتيًا دون طلب مساعدة من المجتمع الدولي إزاء المسألة السورية واللاجئين.

ولفت رئيس الوزراء التركي، أن بلاده عززت تعاونها مع وكالة حماية الحدود التابعة للاتحاد الأوروبي “فرونتكس”، لمنع تدفق اللاجئين، إضافة إلى فرضها تأشيرات المرور “فيزا”، على السوريين القادمين من دول أخرى إليها، وذلك من أجل الحد من الهجرة غير الشرعية، بحسب قوله.

وأوضح أن “أنقرة تعول على حدوث تغيير سياسي حقيقي في سوريا، وتهيئة الظروف المناسبة لعودة السوريين إلى بلدهم”، مشيرًا إلى “ضرورة التعاون الدولي في هذا الصدد”.

وفي معرض ردوه على سؤال، حول بقاء ألمانيا وحيدة في مواجهة أزمة اللاجئين، أكد داود أوغلو، أن “تركيا ستقف دائمًا إلى جانب برلين في هذا الخصوص”.

وعن مفاوضات السلام المزمع إجراؤها في يناير/كانون ثان الحالي، بين المعارضة والنظام السوري في جنيف، قال داود أوغلو، إن “كلا من تركيا وألمانيا تبذلان جهودًا لإنجاح هذه المفاوضات”، مؤكدًا أن “نجاحها يشكل عنصرًا مهمًا لمنع تدفق اللاجئين لأوروبا”.

وحول العلاقات الاقتصادية بين بلاده وألمانيا، أشار داود أوغلو، أن”هناك علاقات اقتصادية جيدة تربط البلدين”، موضحًا أن أنقرة، مستعدة لتطويرعلاقاتها التجارية مع برلين.

وفي شأن آخر، وبخصوص مقتل مواطنين ألمان في تفجير إرهابي، وقع بالساحة المجاورة لمسجد السلطان أحمد بإسطنبول، الشهر الحالي، أشار داود أوغلو، أن هؤلاء الضحايا “كانوا ضيوفًا لدى تركيا، والآن أصبحوا أصدقاء”، متمنيًا الشفاء العاجل للجرحى.

جدير بالذكر، أن 10 أشخاص قتلوا، وأصيب 15 آخرون بجروح، في تفجير انتحاري، وقع في الـ12 من الشهر الجاري، في ميدان السلطان أحمد السياحي، وسط مدينة إسطنبول، فيما أعلن داود أوغلو، آنذاك، أن منفذ الهجوم أجنبي ينتمي إلى “داعش”.

الاناضول