بعد إجرائها تحقيقاً دولياً، خلصت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، إلى أن سلاح الجوّ التابع للنظام السوري استخدم غاز الكلور الكيميائي، أثناء هجوم على مدينة سراقب بمحافظة إدلب في العام 2018.

وأعلنت المنظمة في بيان أن فريق محققين من منظمة حظر الأسلحة الكيميائية “خلص إلى أن وحدات من القوات الجوية العربية السورية استخدمت أسلحة كيميائية في سراقب”.

كما قالت في تقرير صادر اليوم الاثنين إن لديها “أسبابا معقولة للاعتقاد” أن القوات الجوية السورية أسقطت قنبلة بغاز الكلور على حي سكني في محافظة إدلب في فبراير شباط 2018.

غثيان وضيق تنفس وسعال

وقال التقرير الجديد الذي أعدته وحدة التحقيقات بالمنظمة إنه لم يَسقط أي قتلى عندما أصابت اسطوانة غاز الكلور الموجودة في القنبلة البرميلية حي الطليل بمدينة سراقب. لكنه ذكر أنه في مساء الرابع من فبراير شباط، عولج 12 شخصا من أعراض تتفق مع التسمم الكيماوي منها الغثيان والتهاب العينين وضيق التنفس والسعال وأزيز الصدر.

والكلور ليس من المواد الكيماوية المحظورة دوليا غير أن استخدام أي مادة كيماوية في الصراع المسلح محرم بمقتضى اتفاقية الأسلحة الكيماوية الموقعة عام 1997 والتي تشرف المنظمة على تطبيقها من مقرها في لاهاي.

قنابل على حماة

وفي أبريل نيسان 2020 خلص فريق التحقيق وتحديد الهوية التابع لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية إلى أن طائرات حربية سورية وطائرة هليكوبتر أسقطت قنابل تحتوي على غاز الكلور وغاز الأعصاب السارين على قرية في محافظة حماة خلال مارس آذار 2017.

كما وجه التقرير الأخير الذي أعده فريق التحقيق وتحديد الهوية الاتهام لقوات الحكومة السورية. فقد خلص إلى أن ثمة “أسبابا معقولة للاعتقاد” بأن اسطوانة ممتلئة بالكلور أسقطت من طائرة هليكوبتر.

انفجرت أسطوانة وأطلقت غازا ساما

وقال التقرير إنه “خلال هجمات مستمرة على سراقب، قصفت طائرة هليكوبتر عسكرية للقوات الجوية العربية السورية تحمل الرمز ألفا-253، تحت سيطرة قوات النمر، شرق سراقب بإسقاط اسطوانة واحدة على الأقل. انفجرت الاسطوانة وأطلقت غازا ساما هو الكلور والذي انتشر في مساحة واسعة ملحقا الضرر باثني عشر فردا هوياتهم معروفة”.

وقوات النمر وحدة خاصة في الجيش السوري تستخدم عامة في العمليات الهجومية في الحرب التي هدأت إلى حد بعيد بعد انتزاع الأسد السيطرة على معظم الأراضي.

وقال موجز لتقرير المنظمة “تشير كل العناصر إلى وجود قوات النمر في محيط سراقب. وقد اكتشفوا طائرة هليكوبتر كانت تحلق فوق المنطقة التي تعرضت للقصف في لحظة انطلاق الغاز”.

فحص العينات

كما أضاف أنه تم فحص العينات التي تم جمعها من المنطقة وأخذ سبل أخرى محتملة للتلوث بالكلور في الاعتبار غير أن فريق المنظمة قال إنه لم يتم اكتشاف ما يشير إلى أن الحادث يقف وراءه خصوم الأسد.

وحدد الفريق هوية الأفراد الذين يعتقد أنهم ضالعون في الهجوم المزعوم لكنه لم ينشر تفاصيل عنهم.

وبين 2015 و2017 توصل فريق مشترك من الأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية أطلق عليه اسم آلية التحقيق المشتركة إلى أن قوات الحكومة السورية استخدمت غاز الأعصاب السارين وقنابل الكلور البرميلية في حالات عدة في حين تم التوصل إلى أن مسلحي تنظيم داعش استخدموا غاز الخردل.

ولم يصدر تعليق من الحكومة السورية. وتنفي سوريا وحليفتها العسكرية روسيا باستمرار استخدام الأسلحة الكيماوية في الحرب التي يخوضها الرئيس بشار الأسد ضد قوى المعارضة منذ عشر سنوات.