تحصل درعا على المياه بشكل رئيسي من بحيرتي الأشعري ومزيريب غرب المدينة، وقد تعرض الخط القادم إلى المدينة من البحيرتين لأعطال جراء السرقة والقصف، كما زاد الوضع سوءًا قطع شركة المياه في حكومة النظام المياه عن المدينة، ما جعلها دون ماء لأشهر طويلة، وبالتالي اضطر السكان إلى شراء مياه الآبار غير النظيفة تمامًا والتي كانت سببًا في انتشار كثير من الأمراض.

وقال الدكتور محمد أبو سلام، أحد اطباء مشفى عيسى عجاج الميداني، لعنب بلدي، إن “تلوث مياه الشرب أدى إلى انتشار مرض التهاب الكبد الوبائي A (اليرقان)، ويمكن أن يتطور المرض ويسبب قصور كبد أو اعتلال كبد دماغي ما يسبب الوفاة.

ويشير الطبيب إلى أن الفايروس ينتقل عن طريق تلوث المياه والطعام غالبًا، وسبب انتشاره في مدينة درعا هو “تلوث مياه الشرب”، وخلال الفترة التي انقطعت فيها المياه عبر الخط الرئيسى المغذي للمدينة، اعتمد الكثير من الأهالي على مياه الآبار في “وادي الزيدي” الذي لا يبعد عن مجرى الصرف العام سوى أمتار قليلة، فانتشر مرض التهاب الكبد بشكل مفاجئ، وخاصة في أيام الصيف، حيث ساهمت قلة المياه وتراجع مستويات النظافة العامة في زيادة انتشاره.

وبحسب الطبيب بدأ المشفى باستقبال عدد كبير من الحالات وصلت من 10 إلى 15 حالة يوميًا، إذ تجاوز عدد الحالات المصابة ألف حالة خلال ثلاثة أشهر، وزادت المشكلة أثناء دوام المدارس، حيث كان الأطفال أكثر من عانى وفق ما يقول المهندس مؤيد أبازيد، رئيس المجلس المحلي في مدينه درعا.

وكرد من المجلس المحلي على انتشار المرض، أكد أبازيد أن المجلس ساهم في تأمين ضخ المياه للمدينة عبر الخط الرئيسي، وأجرى فحوصات للمياه، وكانت النتيجة أن المياه غير صالحه للشرب.

كما أنجز المجلس حملة توعية لتجنب الأمراض التي تسببها المياه، ولكن رخص سعر الصهريج في ظل الظروف الاقتصادية الراهنه جعل شراء المياه الملوثه أخف عبئًا.  كما يعمل المجلس المحلي حاليًا على مشروع استجرار مياه من عدد من الآبار المحيطة بالمدينة إلى خزان في درعا البلد، وربطه بالشبكة الرئيسية كمصدر ثان لاستجرار المياه للمدينة.

عنب بلدي