أكد نائب رئيس الوفد المفاوض في المعارضة السورية جورج صبرا، اليوم الخميس، أن الوفد لن يشارك في مفاوضات جنيف 3 غداً الجمعة، وذالك خلال لقائه بقناة العربية الحدث .
وأكد صبرا، أن الوفد لن يذهب إلى سويسرا لإجراء المحادثات الهادفة للوصول إلى حل سلمي في سورية إلا بعد “إزالة العقبات”.

كما قال منذر ماخوس، المتحدث باسم الهيئة العليا للمفاوضات المكلفة من اطياف واسعة من المعارضة العسكرية والسورية بالمفاوضات، لوكالة فرانس برس “نعم، اجتماعات جنيف ستبدأ الجمعة، ولن نكون هناك باعتبار اننا لم نتخذ قرارا بعد في ما يتعلق بالمشاركة”.

واضاف “سنواصل اجتماعاتنا غدا في الرياض”.

وكانت متحدثة باسم الامم المتحدة في جنيف اكدت مساء الخميس ان لا ارجاء للمفاوضات المقررة غدا في مقر المنظمة الدولية في جنيف.

واعلنت الهيئة العليا للمفاوضات التي تعقد اجتماعات متواصلة في احد فنادق الرياض منذ ثلاثة ايام انها لا تزال تنتظر ردا من الامم المتحدة على مطالب انسانية تقدمت بها.

وقال المتحدث باسم الهيئة سالم مسلط في وقت سابق الخميس ان دي ميستورا بعث برسالة جوابية ايجابية الى المجتمعين حول مطالب انسانية تقدموا بها، لكنهم لا يزالون ينتظرون ردا من الامين العام للامم المتحدة بان كي مون حول التزام الاطراف المعنية بتنفيذ هذه المطالب.

واوضح ان الهيئة بعثت برسالة الى الامين العام للامم المتحدة “تطالب اعضاء مجلس الامن وخاصة الدول الخمس الدائمة العضوية بالقيام بمسؤولياتهم والتزامهم بتطبيق القرار 2254، وننتظر الرد منه”.

وصدر القرار 2254 في كانون الاول/ديسمبر 2015 عن مجلس الامن ونص على خطة سلام للازمة السورية تتضمن اجراء مفاوضات. وتنص الفقرتان 12 و13 من القرار على ايصال المساعدات الى المناطق المحاصرة في سوريا ووقف القصف ضد المدنيين.

واوضح مصدر في المعارضة السورية لوكالة فرانس برس ان الجواب المطلوب من بان كي مون يتعلق بـ “اجراءات فعلية لتنفيذ” الفقرتين 12 و13 من قرار مجلس الامن.

واضاف “الهيئة تنظر بايجابية الى المفاوضات ولا تضع شروطا”، مشيرا الى ان النظام هو من يحاول تحويل المفاوضات الى كلام عن الملف الانساني الذي يفترض ان يكون أمرا محسوما في القرارات الدولية.

وقال “النقاش في ملف انساني على طاولة سياسية أمر غير أخلاقي وغير قانوني”.

هامش ضيق

وقالت الخبيرة في شؤون الشرق الاوسط انياس لوفالوا ان كل طرف يحاول قبل المفاوضات تحسين مواقفه.

واضافت “بما ان (الرئيس السوري بشار) الاسد يشعر بانه في وضع افضل” نتيجة تثبيت مواقعه على الارض اخيرا بفضل الدعم الجوي الروسي، يتشدد في مواقفه ويريد اعطاء الاولوية للشؤون الانسانية من اجل التغطية على الحديث عن مصيره”.

وتابعت ان هذا “يحرج المعارضة التي باتت تتحرك ضمن هامش ضيق، ولا ترغب بان يفرض عليها وفد النظام جدول اعماله”.

وقالت لوفالوا “انها اسوأ لحظة بالنسبة الى المعارضة”.

وانبثقت الهيئة العليا للمفاوضات التي يراسها رئيس الوزراء السوري السابق رياض حجاب من اجتماع موسع لأطياف من المعارضة العسكرية والسياسية عقد في الرياض في كانون الاول/ديسمبر.

وتتمسك الهيئة بان الوفد الذي شكلته الى المفاوضات برئاسة اسعد الزغبي مع محمد علوش، المنسق السياسي لفصيل جيش الاسلام، ككبير للمفاوضين، هو الممثل الوحيد للمعارضة. ورفضت تسمية مفاوضين آخرين اقترحتهم موسكو بينهم حزب الاتحاد الديموقراطي الكردي، وهيثم مناع، الرئيس المشترك لمجلس سوريا الديموقراطية، وهو تحالف عربي كردي معارض، ورئيس الجبهة الشعبية للتحرير والتغيير قدري جميل المقيم في موسكو.

واذا كان حزب الاتحاد الديموقراطي الكردي برئاسة صالح مسلم لم يتلق حتى الآن دعوة للمشاركة في المفاوضات، فان جميل ومناع وصلا الى جنيف، بحسب ما افاد صحافيون في وكالة فرانس برس.

ضغط اضافي

ويبدو تمسك الامم المتحدة بعقد الاجتماع في موعده، بمثابة ضغط اضافي على المعارضة.

واكد دي ميستورا في رسالة وجهها الى الشعب السوري الخميس ان المفاوضات “لا يمكن ان تفشل”.

وقال في شريط مصور بالانكليزية مع تسجيل صوتي مرفق بالعربية موجه “إلى كل رجل، الى كل امرأة، الى كل طفل وطفلة من سوريا، سواء كانوا بداخل سوريا أو خارجها، في مخيمات اللاجئين أو في أي مكان كان”، “نحن لن نخيب آمالكم فينا، ولن تتخلى الأمم المتحدة أبدا عن الشعب السوري”.

وتسبب النزاع السوري المستمر منذ خمس سنوات بمقتل اكثر من 260 الف شخص وبتهجير الملايين.

في باريس، دعا الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الى البدء سريعا بالمفاوضات من اجل انتقال سياسي في سوريا.

وقال في مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس الايراني حسن روحاني “من الملح اتخاذ اجراءات انسانية والتفاوض على انتقال سياسي. انه أمر ممكن”.

وحضت الولايات المتحدة الاربعاء الهيئة العليا للمفاوضات على المشاركة في مفاوضات جنيف دون شروط مسبقة.

وفي موسكو، اعلن نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف ان بلاده اقترحت عقد اجتماع دولي حول الازمة السورية بحضور مسؤولين غربيين وعرب وايرانيين في ميونيخ في 11 شباط/فبراير المقبل.

وكان دي ميستورا اعلن ان مفاوضات جنيف قد تستمر ستة اشهر.

في هذا الوقت، تستمر الاعمال العسكرية في مناطق عدة من سوريا، وبينها الغارات الجوية الروسية الداعمة للنظام والتي حصدت خلال الساعات الماضية 54 قتيلا بين المدنيين.

وأدت الغارات الروسية الى مقتل أكثر من الف مدني خلال أربعة أشهر، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.

الى ذلك، التقى وزير الدفاع السوري فهد جاسم الفريج الخميس في موسكو نظيره الروسي سيرغي شويغو وبحث معه في  “تطوير” العلاقات العسكرية في اجتماع مفاجئ عشية الموعد المقرر لبدء مفاوضات السلام حول سوريا في جنيف.

وكان ستافان دي ميستورا، المتحدث باسم مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا، قد أعلن عن بدء المحادثات الرامية لإنهاء الحرب في سوريا، غدا الجمعة.
وبالرغم من موقف المعارضة السورية بعدم المشاركة، إلا أن المتحدثة باسم مكتب دي ميستورا، أكدت أن المحادثات ستبدأ غدا .

سامر دحدوح | وكالات | مصدر