كشفت منصة تحقيقات عربية هويّة القائمين على موقع في تركيا يمنح مكافأة لمن يجلب أجساداً أو أعضاء عائدة لسوريين على ما يُعرف بـ”الإنترنت المظلم”.

وأوضحت منصة “إيكاد” التي تُعرّف عن نفسها بأنها منصة تحقيقات “استخبارات المصادر المفتوحة”، حقيقة الدعوات لقتل اللاجئين السوريين والجهات التي تقف وراءها.

وكشفت المنصة كيف حاول القائمون على موقع إلكتروني عبر “الدارك ويب” إخفاء أي أدلة تشير إلى هويتهم، حيث نشروا إعلاناً متطرفاً يدعو إلى قتل السوريين في تركيا أو تقطيع أياديهم أو أرجلهم أو إيذائهم مقابل مبالغ مالية.



 

ورصد فريق التحقيقات تغريدة نشرها حساب يُدعى “قديروف” يُقيم صاحبه في روسيا، التغريدة عبارة عن تصميم يطالب بقتل السوريين في تركيا مقابل عائد مالي بالدولار، مشيراً إلى موقع إلكتروني يُدعى “http://Darkwebtr.com”.

 

وتضمنت التغريدة ملحوظة هامة، وهي أن المكافآت سيتم إيصالها عبر عملة “بتكوين”، للتحايل على أنظمة المراقبة، وضمان الحفاظ على سريّة هوية مقدمي المكافآت والحاصلين عليها.

 

وأثارت التغريدة تفاعل المواطنين الأتراك والنشطاء السوريين، ما دفع بعض الحسابات التركية والعربية للزعم بأن الموقع الإلكتروني لا وجود له، وأنه مجرد إشاعة لتصعيد خطاب الكراهية.

 

 

 

 

لكن المنصة قالت إنه بالبحث عن الرابط الخاص بالموقع المُشار إليه، وجدت أنه موقع حقيقي تم تسجيله في أمريكا في 2020، ثم سُجل في تركيا بتاريخ 29/09/2021.

 

وكشفت بيانات تسجيل الموقع عن البريد الإلكتروني الذي استُخدم في عملية التسجيل، والذي كان مشفراً بتقنيات برمجية خاصة، وهي محاولة لإخفاء هوية مالك الموقع، وتجنّب العواقب القانونية.

وتمكَّن فريق المنصة عبر تقنيات برمجية متخصصة؛ من تخطي التشفير الخاص بالبريد الإلكتروني، ليتضح أن الموقع تم تسجيله بعنوان البريد Dtdreamer@gmail.com

 

 

وبالبحث عن البريد الإلكتروني، تبيّن ارتباطه بعدة حسابات وأرقام هواتف، تعود جميعها لشخص يُدعى “يغيت تورغوت يلماز”.

 

 

 

 

 

ومن خلال تحليل البيانات، تبيّن أن “يغيت” يعيش في حي “بولغورلو” في منطقة “أوسكودار” الواقعة في الشق الآسيوي من إسطنبول.

وبالعودة إلى حساب “يغيت” على Linkedin، تبيّن أنه ما زال يُقيم في أوسكودار، وأنه تخرج في جامعة “كوجالي” عام 2016.

 

الحساب كشف كذلك أنه عاطل عن العمل حالياً، لكنه عمل في وقت سابق متخصصاً في تكنولوجيا المعلومات في بنك “Yapi Kredi” التركي، ثم متخصصاً تقنياً في شركة “Boyteam” التركية المتخصصة في الأثاث المنزلي.

 

الفريق تمكن من رصد تنقلات “يغيت” داخل إسطنبول بدءاً من 2019 وحتى نهاية 2022، وذلك عبر تحليل دقيق لنشاطاته ومنشوراته على مواقع التواصل، إضافةً إلى تقييماته للأماكن التي زارها على تطبيق “Google Maps”.

 

 

إلا أن التحليل الرقمي لموقع “Darkwebtr” كشف ارتباطه بصفحة فيسبوك تحمل اسم الموقع ذاته، وبالعودة إلى تلك الصفحة، لاحظ فريق اهتمامها بالعملات الرقمية والبتكوين، وهي الوسيلة التي ادّعى الموقع أنه سيقدم المكافآت من خلالها لمن يُقدم على قتل السوريين في تركيا.

 

 

 

 

 

وبالبحث في بيانات الصفحة على فيسبوك، تبيّن أنها وضعت في تفاصيل الاتصال بريداً إلكترونياً باسم Kralperso@darkwebtr.com، الذي يعود لشخص يُدعى “سنان أكتورك”.

 

 

وبالبحث عن هذا البريد الإلكتروني، وجد فريق المنصة أنه استُخدم لإنشاء صفحتين على موقع Linkedin، الأولى شخصية لـ”سنان”، والثانية باسم مطابق للموقع “DarkWeb Darknet”، ما أكد ارتباط “سنان” بإدارة موقع “http://Darkwebtr.com”.

 

 

وبتحليل حساب “سنان” على Linkedin، تبيّن أنه درس في جامعة “كوجالي” وتخرج فيها عام 2016، وهو عام التخرج وجامعة “يغيت” نفسهما، الذي كشفنا في البداية ملكيته للموقع الإلكتروني الداعي لقتل السوريين.

 

 

 

 

 

ويعني ذلك وفق المنصة أن موقع “Darkwebtr” المرتبط بالتصميم الداعي لقتل السوريين مقابل مكافآت مالية، هو موقع إلكتروني مُسجّل في تركيا، والمسؤولون عنه شخصان؛ الأول هو “يغيت” متخصص تكنولوجيا المعلومات المقيم في أوسكودار، الذي عمل في بنك “Yapi Kredi” التركي، والشخص الآخر هو “سنان” الذي اتضح أنه تخرّج في جامعة المالك الأول “يغيت” ذاتها، ما يرجّح أنهما أصدقاء سعياً للنيل من السوريين في تركيا.

 

في السياق، ذكر ناشطون أنه تم اعتقال الشخصين التركيّين من قبل أفراد الأمن التركي، فيما لم يتسنّ لأورينت التأكد من صحة الرواية والمعلومات الواردة في التحقيق من مصدر مستقل.

 

 

موقع غير نشط

 

وفي وقت سابق، فنّدت المحامية التركية يلدز شاهين مزاعم وجود الموقع، وقالت في منشور على منصة “إكس”، إن الموقع غير نشط، وذلك على خلاف ما ذكرته المنصة.

وتابعت: “نأمل أن لا يأخذ مواطنونا والسوريون المقيمون في تركيا وفق بند الحماية المؤقتة هذه الأخبار على محمل الجد وأن يتعاملوا مع هذه المرحلة بحس سليم”.

وأكدت أنه من الواضح أن الشائعات الأخيرة هدفها جر تركيا إلى الفوضى وخلق تصور عنها بأنها بلد غير آمن وموثوق.

 

الإنترنت المظلم

 

وتداول مستخدمون على مواقع التواصل الاجتماعي صورة تظهر موقعاً تركياً يعرض مكافأة مقابل قتل اللاجئين السوريين، حيث تظهر في الصورة قائمة أسعار عمليات القتل التي تختلف بحسب الضحية إذا ما كان رجلاً أو امرأة أو طفلاً.

كما تظهر الصورة قائمة بأسعار أعضاء الجسد والتي شملت اليدين والأرجل والرأس، وذلك مقابل مبالغ تتراوح ما بين 1000-3000 دولار.

 

 

ويذكر أن الإنترنت المظلم لا يمكن الوصول إليه من قبل المستخدمين العاديين ويروج لكل ما هو ممنوع مثل المخدرات وتجارة الأسلحة والسحر والشعوذة وجرائم القتل.

 

 

ويلجأ مستخدمو هذه المنصات إلى متصفحات خاصة يصعب تعقبها أو معرفة المستخدمين أو القائمين عليها، فيما يتم التعامل بينهم بواسطة العملات الرقمية المشفرة التي يصعب أيضاً تعقبها.

 

 

ورغم كثرة التصرفات العنصرية والحالات التي تم  فيها الاعتداء على لاجئين سوريين، إلا أن قادة البروباغندا العنصرية معروفين للجميع، ويكفي أن تكتب في خانة البحث في غوغل لتظهر لك صور أوميت أوزداغ وإيلاي أكسوي وتانغو أوزجان إضافة لدينيز بستاني.

 

 

 

 

اورينت