على غرار ما ارتكبه من جرائم بحق السوريين الذين خرجوا ضده منذ عام 2011، يواجه نظام الأسد الحراك الشعبي القائم حالياً في عدة مناطق خاضعة لسيطرته بالوحشية ذاتها، من خلال الاعتقالات ونشر ميليشياته في الشوارع تخوفاً من خروج المظاهرات.

 

وتشهد محافظة السويداء مظاهرات شعبية وإضراباً عاماً منذ أسبوع، للمطالبة بإسقاط النظام ورحيل إمبراطور المخدرات بشار الأسد، فيما خرجت مظاهرات مماثلة في محافظة درعا المجاورة، إضافة إلى حالة من الغليان في مناطق أسد وخاصة بالساحل السوري نتيجة تردي الوضع المعيشي.

 

اعتقال 57 شخصاً

 

وأصدرت الشبكة السورية لحقوق الإنسان اليوم بياناً قالت فيه إن نظام أسد واجه بالحديد والنار الحراك الشعبي الحالي كما واجه حراك آذار/ 2011.

 


وأشارت الشبكة إلى أنها رصدت اتباع أجهزة أسد الأمنية أساليب عنيفة من اعتقال وتعذيب وإخفاء، واستخدام وسائل إعلام أسد لوصم المتظاهرين أو المنتقدين بالخونة والعمالة، وأيضاً محاولة إخراج مسيرات مضادة ترفع شعارات تؤيد النظام وتهدد من يخرج ضده.

 

وذكرت الشبكة أن من أبرز الانتهاكات التي وثقتها خلال احتجاجات آب الحالية، اعتقال ميليشيا أسد 57 شخصاً بينهم 11 سيدة من محافظات اللاذقية وطرطوس ودمشق وريف دمشق وحلب.

ولفت البيان إلى أنه لوحظ نشر المزيد من الحواجز الأمنية وتعزيزها بالعناصر، كما شنت ميليشيا أسد حملات دهم وتفتيش لمنازل أشخاص عبروا فقط عن مطالبهم.

 

وقالت الشبكة إن نظام أسد عيّن في أعلى المناصب المدنية قيادات عسكرية متورطة بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في سوريا.

 

تعيين مجرم حرب محافظاً لطرطوس

 

وأوضحت أن بشار الأسد عيّن العميد المتقاعد فراس أحمد الحامد محافظاً جديداً لمحافظة لطرطوس التي تشهد نشاطاً معارضاً للنظام على مواقع التواصل، مشيرة إلى أن الحامد مدرج على لائحة العقوبات الأوروبية.

وينحدر الحامد من القنيطرة، وترأس سابقاً عدة أفرع أمنية، وشارك في قمع المتظاهرين وبعمليات التعذيب والإخفاء القسري للمدنيين السوريين عندما كان رئيساً للفرع 318 بحمص (فرع البادية) التابع للمخابرات العامة.

 

تعزيزات عسكرية بمحيط دمشق

 

وبحسب بيان الشبكة، استقدمت ميليشيا أسد تعزيزات عسكرية إلى مواقعها القريبة من بلدة كناكر بريف دمشق الجنوبي، وذلك بهدف ردع هذه المناطق عـن الانضمام للاحتجاجات.

 

وفي السياق ذاته، دفع نظام الأسد ميليشياته وعناصر أجهزته الأمنية للانتشار في شوارع مدينة جرمانا التي تسكنها غالبية درزية، بسبب تخوفه من خروج مظاهرات في ضواحي العاصمة دمشق، بحسب ما أظهرت صور تم تداولها على مواقع التواصل الاجتماعي.

 

 

 

 

 

وكانت صفحات وحسابات على مواقع التواصل قد تداولت صورة لتعميم صادر عن وزارة دفاع أسد، يقضي بمنع الإجازات لكافة عناصر ميليشيا أسد بدءاً من 22 آب/ أغسطس الحالي، وذلك بسبب “الظروف الحساسة التي تمر بها سوريا”، بحسب ما جاء في التعميم.