يعيش السوريون المقيمون في الخارج حالة من التوتر الدائم، نظرا للأوضاع التي تمر بها بلادهم، إذ لم تقتصر المآسي على الدمار والتهجير القسري من البيوت.
فقد طالت انتهاكات الشبيحة وخلايا النظام مناطق اللجوء والإغتراب، لتتعدد الإنتهاكات بين الضرب والقتل والإختطاف، والتعرض للتعذيب على يد مجموعة من الشبيحة المهاجرين مستغلين فرصة فتح أبواب اللجوء إلى أوروبا.
يقول ناشطون إنّ جنود قوات النظام والميليشيات المؤيدة له استغلوا فتح الدول الأوروبية حدودها أمام اللاجئين السوريين للفرار إلى الخارج.
كما أنشأ عدد من الناشطين صفحات لفضح عناصر “نظام الأسد” ممن هربوا من سوريا وطلبوا اللجوء إلى أوروبا على حساب ضحايا الحرب وأبريائها.
وقد حظيت تلك المواقع بتفاعل كبير خلال فترة قصيرة من تأسيسها، فقد ساهم مرتادوها في كشف أسماء ووثائق وصور لبعض مؤيدي النظام ممن تم توثيق حصولهم على طلبات لجوء ومنهم أسماء معروفة وبعضهم أُرسل بمهام “تشبيحية” من قبل نظام الأسد.
في حين كشفت صفحات ومجموعات على مواقع التواصل الإجتماعي حجم الأعداد الكبيرة لجنود قوات النظام الذين ارتكبوا جرائم حرب وأصبحوا اليوم لاجئين في أوروبا.
تهتم هذه الصفحات بتسليط الضوء على ظاهرة استغلال معاناة اللاجئين، عبر نشرها صور مقاتلين في قوات النظام وهم يشاركون في المعارك أو يرتكبون المجازر بحق المدنيين.
هي صفحات لناشطين وفريق تطوعي للتوثيق يعتمد على دعم المتبرعين يأملون في تحويل الملفات الموثقة إلى محاكم دولية تطبق العدل والقانون بحق مجرمي الحرب الفارين من سوريا.
تحدث مشرف أحد هذه المجموعات “عمر الخطيب” لجريدة مصدر “لدينا موقع على الويب ونملك أرشيفاً كاملاً عن ملفات مجرمي الحرب الفارين إلى خارج سوريا”.
عند سؤاله عن صفحتهم القديمة على الفايسبوك التي تجاوز عدد روادها 36 ألف معجب قال الخطيب “إن الصفحة أغلقت بسبب التبليغات من قبل الأشخاص الموثقة جرائمهم”.
أجاب الخطيب على سؤال متعلق بالمصداقية في عمل الصفحة والابتعاد ما أمكن عن الشبهات والاتهامات الكيدية بالقول: “لدينا فريق متكامل في مختلف أنحاء العالم مهمته التوثيق والتأكد وجمع البيانات اللازمة ولابد من التفرغ لكل حالة والتدقيق حتى لانظلم أحداً”.
فيما تحدث لمصدر مشرف صفحة مجرمين الحرب اللاجئين بأن “لاتنسيق مع المجموعات الأخرى ولكن صفحتهم تكمل مابدأه المؤسسون”.
أما عن تاريخ إنطلاق الحملة ومن يدعمها وكيفية التأكد من صحة الشهادات والإتهامات قال:
“بلشت اول صفحة بشهر 12 / 2014، تسكرت الصفحة مرات كتير بسبب التبليغات
دعم مافي اي نوع دعم وهوه عمل تطوعي، المصادر عم تكون من أشخاص ومقربين للاشخاص وأغلب القضايا عم تجي من خلالهم”
عند سؤال مصدر لصفحة مجرمين الحرب اللاجئين عن المشكلة الكبرى التي تعيق عملهم قال المشرف: “المشكلة الكبيرة أن هناك بلاغات كيدية كبيرة جداً من أخوة لأخواتها ومن زوجات لأزواجهن وهذا الموضوع مربك وصادم”
عن التعامل مع هذه المشاكل قالت الصفحة: “نتجاهلها ﻷنوا مو الهدف فضح الناس واﻷعراض،وإذا كان هناك مستمسكات على هذا الشخص صور نأخد فيها،
أما إذا كانت اتهامات بدون صور نتجاهلها تماماً”
وأكدت الصفحة على “ضرورة التأكيد للناس أن الإتهامات الكيدية حرام شرعاً ويجب التأكد مراراً وأن الوضع صعب ويستدعي تعاون الجميع”
يشير ناشطون في هذا المجال إلى أن عشرات الرسائل تصل إلى صفحاتهم ومجموعاتهم من الشبيحة أنفسهم عندما يتم فضحهم فيقومون بتوجيه الشتائم والسباب والتهديد والوعيد بالقتل والذبح والاغتصاب.
يقوم العاملون ضمن فريق التوثيق بالتأكد من المعلومات إضافة إلى حقيقة وصولهم إلى أوروبا بصفة لاجئين، وتطلب الصفحات من سلطات الدول الأوروبية إعادة النظر في ملفات هؤلاء الجنود ومحاسبتهم وحرمانهم من الحصول على حقوق اللاجئ.
بحسب ناشطين في تلك المجموعات تعد النسبة الأكبر من مجرمي الحرب الفارين إلى أوروبا من عناصر “الشبيحة” وميليشيا “الدفاع الوطني”، بالإضافة إلى جنود يقاتلون في جيش النظام.
يحذر ناشطون من العدد الكبير للجنود الذين وصلوا إلى أوروبا بمثابة خلايا نائمة قد يستخدمها النظام كورقة ضغط على الدول الأوروبية من جهة، وللإساءة لبقية اللاجئين السوريين الذين أنهكتهم الحرب من ناحية أخرى.