محمد منصور في (أدب الرحلات النبيلة): غوص معرفي عميق وانتصار للعدل والحرية
محمد منصور في (أدب الرحلات النبيلة): غوص معرفي عميق وانتصار للعدل والحرية


“الرحلات النبيلة” جاءت على التوالي:
1_ أنطون تشيخوف في جزيرة سخالين: رحلة شاقة لتفقد ظروف السجناء والمنفيين.!
وهي الرحلة التطوعية التي قام بها الأديب العالمي في نهاية القرنِ التاسعَ عشرَ، ودونها في كتابه (جزيرة سخالين)، وهو “مؤلفٌ إنسانيٌّ يفيض بالخواطر عن الإنسان والألم والكفاح والقسوة والتخاذل والشجاعة”، وأحدثت رحلته حينها صدى واسعاً…
2_ غراهام غرين في أدغال أفريقيا: مدن عاجزة عن إخفاء الحقيقة.
وهي رحلة الروائي الإنجليزي المعروف في عام 1935 إلى مجاهل أفريقيا التي دونها في (رحلة بلا خرائط) بنبرة احتجاجية.
3_ أندريه جيد في الكونغو: صدمة الواقع وخيبة الحلم الشيوعي.
وهو الأديب الفرنسي الحائز على جائزة نوبل للآداب، وصاحبُ كتابي (الرحلة إلى الكونغو) 1927، ثم(العودة إلى تشاد) 1928 اللذين يعدان إدانة للاستعمار والرأسمالية، التي لم تكن خيبته من الشيوعية بأقل منهما بعدما زار الاتحاد السوفيتي في عهد ستالين.
وما يجدر ذكرُه أن هذا الفصل أيضًا لم يكن في الطبعة الأولى، وأضيف في الطبعة الثانية.
4_ جورج برناردشو في الاتحاد السوفيتي: سخرية لاذعة من تناقضات الشيوعة.
وهي رحلة الكاتب الإيرلندي الساخر في أربعينات القرن الماضي إلى الاتحاد السوفيتي التي جعلها “جزءًا أصيلًا من السعي نحو الحقيقة والدفاع عن العدالة”.
5_ كاتب ياسين في فيتنام: مرافعة دفاع عن عدالة القضية الفيتنامية.
وهو الكاتب والروائي الجزائري المعروف الذي كتب مسرحيته (الرجل ذو الحذاء المطاطي) بين عامي 1967_ 1970 من “وحي المعاناة اليومية في أرض المعركة، ورسم أجمل تجليات أدب التحرر الإنساني الذي ينشد للحرية”.
6_ جان جينيه في صبرا وشاتيلا بعد المذبحة: هنا أدرك بذاءة الحب…وبذاءة الموت.!
وهي رحلة الكاتب المسرحي الفرنسي، الثمانيني، إلى بيروت، الذي دخل المخيمين ورأى “آثار المجزرة وهي ماتزال حارةً وطازجةً، وماثلةً وقائعُها للعيان.” معتبرًا أن “الذاكرة المتحضرة” “تنعم بالنسيان” “حين يكون الدم المراق عربيًّا”.
7_ ألبرتو مورافيا في شبه الجزيرة العربية: النفط والحياة الجديدة.
الكاتب والروائي الإيطالي الذي تمخضت رحلته لشبه الجزيرة العربية عن فيلم من خمس حلقات وخمس ساعات عبَّر فيه عن “تفهمه الإنساني العميق لخصوصية هؤلاء البشر، في موقف نزيه يستقرئ الواقع بعيدًا عن الرؤى السابقة والأكاذيب”.
على الغلاف الأخير للكتاب، 132 صفحة من القطع الوسط، كلمةٌ مختصرةٌ وقيمةٌ جدًّا، تعريفية بالكاتب والكتاب، للصحفي والكاتب حسام الدين محمد جاء فيها:
الكتاب الشيق في أسلوبه، وفي متعته وفائدته، لا يغني هذا العرض البسيط عن قراءته؛ لأنه يُعدُّ وجهًا آخرَ نبيلًا لرحلات وأسفار شخصياته وقيمهم الأصيلة.
التعليقات