مع ارتفاع مستويات التضخم في سوريا، أصبح ارتياد المطاعم من مظاهر الترف وانحصر بشريحة معينة من الأسر، وفي المقابل لا يزال ارتياد المقاهي الشعبية قائماً بين شريحة الشباب لكنه محصور بيوم محدد في الأسبوع للعب الورق، أو في المناسبات مثل عرض مباريات معينة، وبطلبات محدودة جداً قد لا تتعدى النرجيلة وفنجان قهوة أو كأس شاي.

حتى معظم المطاعم المعروفة في العاصمة دمشق، باتت تقدم خدمات الكافيتريات أكثر من خدمات الطعام، وأكد مديرو صالات مطاعم بدمشق لموقع تلفزيون سوريا، أن معظم الزبائن يأتون لشرب فنجان قهوة أو كأس شاي مع نرجيلة أو من دونها، هرباً من دفع مبالغ ضخمة مقابل تناول الطعام.

في باب شرقي بدمشق بدت معظم المطاعم خالية في بداية الأسبوع، حيث يكاد لا يوجد سوى طاولة أو طاولتين في كل مطعم وبعضهم كان دون إشغال نهائياً. ويؤكد كاشير أحد تلك المطاعم “أن خدمة الإطعام خلال الأيام العادية من الأسبوع تكاد تكون شبه معدومة خاصةً أيام الثلاثاء والأربعاء، والزبائن رغم قلتهم، يطلبون القهوة والشاي والنسكافيه والنرجيلة فقط، بينما يزداد الإشغال أيام الخميس مساءً والجمعة.

§

هجرة إلى المقاهي الشعبية

§

رغم توجه رواد المطاعم نحو طلب خدمات الكافيتريا فقط دون طعام، إلا أن ذلك لا يعني أن أسعار تلك الخدمات مناسبة لشريحة واسعة، ويؤكد محاسب في إحدى مطاعم باب شرقي أن “بعضا من رواد المطعم السابقين فقط تحولوا إلى طلبات الكافتيريا، بينما الغالبية العظمى هجرت المطعم تماماً وأعتقد أنهم إما تخلوا عن عادة ارتياد المطاعم أو توجهوا نحو المقاهي الشعبية”.

 

وصل سعر النرجيلة في مطاعم باب شرقي إلى 25 ألف ليرة، وهي من المفترض أن تكون (خبز الكافيتريات والمطاعم) أي أنها عامل جاذب وعماد أساسي للإيرادات لا يمكن التخلي عنه في أي منشأة إطعام، لكن سعرها المرتفع جعل الزبائن يهجرون تلك المطاعم نحو المقاهي الشعبية. وتراوح سعر فنجان القهوة بمطاعم باب شرقي بين 15 -18 ألف ليرة، ما يعني تكلفة تصل إلى 45 ألف ليرة للشخص الواحد لو شرب نرجيلة مع فنجان قهوة فقط، دون احتساب سعر عبوة المياه الإلزامية التي قد تصل إلى 10 آلاف ليرة، وضريبة الإنفاق الاستهلاكي.

في مطاعم أخرى شهيرة في المزة والمالكي وأبو رمانة و”قاسيون مول” يصل سعر النرجيلة إلى 30 ألف ليرة.

§

رغم انخفاضها.. الأسعار في المقاهي الشعبية مرتفعة

§

في المقاهي الشعبية في منطقة الحجاز والمرجة وساروجة اختلفت أسعار النرجيلة بين 15 – 18 ألف ليرة وقد تصل إلى 20 ألف ليرة، في حين تراوح سعر فنجان القهوة بين 8 – 13 ألف ليرة، ما يعني أن تكلفة جلوس شخص في قهوة شعبية تتراوح بين 23 إلى 33 ألف ليرة دون احتساب عبوة المياه التي تبدأ من 8 آلاف ليرة.

رغم أن سعر المشروبات والنراجيل في المقاهي الشعبية أقل من نظيرتها المصنفة سياحياً، إلا أنها بعيدة المنال عن شريحة واسعة من سكان دمشق، لكن ذلك لا يعني عدم السعي من قبل أصحاب تلك الاستثمارات لرفع الأسعار.

 

“هناك تسعيرة جديدة تعمل عليها الجمعية الحرفية للمطاعم والمقاهي والمتنزهات في دمشق، من المتوقع صدورها خلال الأيام القليلة القادمة، وذلك بعدما شهدت أسعار المواد الأولية، وخاصة حوامل الطاقة من الكهرباء والمازوت والغاز”، بحسب صحيفة البعث الرسمية التي نقلت عن رئيس الجمعية الحرفية للمطاعم والمقاهي والمتنزهات في دمشق، كمال النابلسي، تأكيده وجود تسعيرة جديدة للمأكولات تتوافق مع الأسواق لكن بعد أخذ موافقتها النهائية من وزارة التجارة الداخلية التابعة للنظام ومحافظة دمشق لإصدار السعر، مضيفاً أنه سيتمّ مراعاة ارتفاع تكاليف كل المواد الداخلة في الإنتاج وبإصدار النشرة التي تتمّ دراستها، وستشمل الأسعار الجديدة المعجنات والسندويش والنراجيل والمشروبات.

§

ارتفاع سعر النراجيل بشكل عام

§

شهد سعر النراجيل داخل أو خارج المطاعم والمقاهي الشعبية ارتفاعاً كبيراً جعلها بعيدة المنال عن عشاقها، فقد تراوح سعر المعسل نوع مزايا بين 16 – 18 ألف ليرة، وارتفع السعر لماركة النخلة التفاحتين إلى 30 ألف ليرة، وفي ذات الوقت وصل سعر عبوة الفحم النوع الأول من جوز الهند ماركة إيكو نارة 500 غرام إلى 35 ألف ليرة، بينما تباع الفحمة بالفرط بـ1000 ليرة.

ووصل سعر “عبوة القصدير (السلفان) إلى 5 آلاف ليرة، بينما اختلف سعر النراجيل تبعاً لنوعها إن كانت من النحاس أو الألمنيوم، حيث بدأ سعر القصبة النحاس من نصف مليون ليرة (يختلف السعر تبعاً للحجم والوزن والماركة)، والزجاجة بدأت من 50 ألف ليرة وقد تصل لأكثر من 200 ألف ليرة لبعض الأنواع، والنرابيش النايلون (صحية) تبدأ سعرها من 5 آلاف ليرة وتتجاوز الـ12 ألف ليرة لبعض الأنواع الأكثر جودة، وسعر النربيش القماشي يبدأ من 25 ألف ليرة للجيد ويرتفع سعره تبعاً للجودة والمصدر وقد يفوق سعره الـ100 ألف ليرة، وحقيبة النرجيلة بدأ سعرها من 40 ألف ليرة وصولاً إلى 100 ألف. الأنواع  مرتفعة الثمن معظمها مهربة من خارج سوريا سواء للزجاج أو النرابيش، بينما معظم القصبات النحاسية مصنوعة في سوريا.”

في جولة على محال بيع النراجيل، وصل سعر بعضها من القياس الكبير النحاسي وذات الجودة الممتازة في حال اختيار كل قطعة وحدها، إلى أكثر من 1.2 مليون ليرة، ومن الممكن رفع السعر أو خفضه تبعاً لرغبة الزبون وقدرته المادية، حيث توجد أنواع مهربة من السعودية بأسعار تصل إلى 2 مليون ليرة.

§

§

§

§

§