“كانوا يختبئون تحت بعض الأخشاب”.. فقد 18 مهاجراً على الأقل حياتهم في بلغاريا، حيث كانوا يختبئون في شاحنة. ويشهد طريق البلقان ارتفاعاً كبيراً في أعداد محاولات الهجرة عبره، والتي يهدف المهاجرون من ورائها الوصول إلى دول الاتحاد الأوروبي الأكثر غنىً.

أعلنت وزارة الداخلية البلغارية اليوم الجمعة، عثور دورياتها على 18 مهاجرا ميتا في شاحنة. وتكافح الدولة الواقعة على طريق البلقان في الاتحاد الأوروبي لمواجهة الأعداد المتزايدة من المهاجرين الذين يحاولون عبور حدودها.

وقالت الوزارة في بيان صحفي “وفقا للمعلومات الأولية، كانت الشاحنة تنقل بشكل غير قانوني حوالي 40 مهاجرا مختبئين تحت بعض الأخشاب. وبحسب ما نعرفه حتى الآن، لقي 18 منهم حتفهم”.

ولا يزال سبب الوفاة غير محدد حتى اللحظة، لكن تم استبعاد أن تكون بسبب حادث مروري.

وأبلغ السكان الشرطة بوجود شاحنة مهجورة قرب قرية لوكورسكو، على بعد 20 كيلومترا من العاصمة صوفيا.

وأشارت الوزارة إلى أن البحث جارٍ عن المهربين الذين فروا من المكان، بينما تم نقل الجرحى إلى المستشفى.

 

منذ العام الماضي، تشهد بلغاريا زيادة كبيرة في معدلات الهجرة غير الشرعية عبر حدودها. وفي مواجهة هذه الظاهرة، شددت الدولة المرشحة للدخول في منطقة شنغن، والعضوة في الاتحاد الأوروبي منذ عام 2007، الضوابط على حدودها مع تركيا، ما تطلب اللجوء إلى “أساليب وحشية” وفقا للمنظمات غير الحكومية التي أدانت هذه السياسات.

 

خريطة توضح طريق البلقان
خريطة توضح طريق البلقان

 

الهجرة داخل الشاحنات.. طريقة شائعة وخطرة

وكثيراً ما يعبر المهاجرون حدود الدول على طريق البلقان، مختبئين في شاحنات، ما يعرضهم لخطر الاختناق والبرودة إذا كانت الشاحنة مبردة. ففي كانون الأول/ديسمبر الماضي، كانت قد ألقت الشرطة الرومانية القبض على حوالي 27 مهاجرا بعد محاولتهم عبور الحدود مع المجر بشكل غير قانوني، حيث كانوا مختبئين داخل شاحنتين محملتين بأقمشة ومنسوجات وقضبان معدنية. وتحدر المهاجرون من بنغلاديش وإريتريا وسريلانكا وباكستان، وكانت تتراوح أعمارهم بين 21 و67 عاما.

وفي نهاية شهر تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، أعلنت السلطات الرومانية العثور على نحو 50 مهاجرا كانوا مختبئين داخل شاحنتين متجهتين إلى المجر، في مدينة “آراد”. ووفقا لبيان السلطات، عثر على المهاجرين أثناء عملية تفتيش روتينية عند النقطة الحدودية.

وفي آب/أغسطس الماضي، انقلبت شاحنة كان يختبئ فيها نحو 50 مهاجراً سورياً على طريق في مقدونيا الشمالية، ما أدى إلى إصابة 35 منهم.

وتذكّر هذه المأساة بحوادث مشابهة وقعت خلال الأعوام الأخيرة. ففي 2019، عثرت الشرطة النمساوية على شاحنة مبردة مهجورة على جانب طريق سريع بالقرب من الحدود المجرية، وعلى متنها جثث متحللة لـ71 مهاجراً، من بينهم نساء وأطفال.

وفي العام ذاته، عثرت السلطات البريطانية على جثث 39 مهاجرا فيتناميا، مكدسة في شاحنة مبردة شرقي لندن. المهاجرون استقلوا الشاحنة في اليوم السابق في دونكيرك، التي توجهت بهم إلى ميناء زيبروغ في بلجيكا. هناك، استقلت الشاحنة أحد القوارب المتجهة إلى بريطانيا. يذكر أن كافة المهاجرين قضوا بداخلها نتيجة الحر والاختناق.