قبالة قوس النصر في باريس.. موقف سيارات يتحول لمركز إيواء مؤقت للمهاجرين المشردين
قبالة قوس النصر في باريس.. موقف سيارات يتحول لمركز إيواء مؤقت للمهاجرين المشردين

في أحد مواقف السيارات بالقرب من قوس النصر في باريس، التجأت مجموعة من المهاجرين هربا من الطقس البارد وسعيا للنوم تحت سقف، بعد ليال طويلة من التشرد. منظمة “يوتوبيا 56” المسؤولة عن إدارة هذا المكان “المؤقت”، اعتبرت أن هذا المكان يوفر القليل من الكرامة لهؤلاء الأشخاص (…) ليحصلوا على الراحة ويتمكنوا من التركيز على إعادة بناء حياتهم”.
مطبخ صغير مرتجل ومرحاضان وعدد قليل من المقابس الكهربائية ومساحة مخصصة لتخزين الحقائب… هذا بالإجمال ما يبدو عليه المشهد داخل أحد مواقف السيارات بالقرب من قوس النصر في الدائرة الثامنة للعاصمة الفرنسية. مجموعة من المهاجرين التجأوا إلى ذلك المكان قبل أسابيع قليلة، معتبرين أنفسهم “محظوظين” كونهم وجدوا سقفا ينامون تحته، يقيهم درجات الحرارة المتجمدة في الخارج.
نحو 70 مهاجرا يقيمون هناك في خيام متراصة، بعيدا عن الأنظار.
“إنه أفضل من التواجد في الخارج”، وفقا لآنجي، المهاجرة القادمة من ساحل العاج أثناء حديثها لفرانس برس.
منذ وصولها إلى فرنسا في كانون الأول\ديسمبر الماضي، أمضت الأم البالغة من العمر 29 عاما لياليها “في الشارع”. “أن يتم استقبالي (في مركز إيواء) هي أمنيتي الكبرى. عندما أتصل بـ 115 (رقم الطوارئ المخصص للمشردين) ، يقال لي إنه لا يوجد أماكن”.
منذ بضعة أسابيع، تتوجه آنجي إلى موقف السيارات بالقرب من قوس النصر، وفي الصباح تصعد المنحدر الدائري المخصص للسيارات. واحد من أكبر مخاوفها أن يولد طفلها (حامل بشهرها الثامن) بين الخيام، في أحد المخيمات العشوائية في باريس. قبل بضعة أيام ذهبت إلى مستشفى في باريس من أجل متابعة حملها، “لكن الطبيب لا يستطيع فعل شيء. كل ما أريده هو أن لا تنام ابنتي في الخارج”.
حسب نيكولاي بوسنر، من منظمة “يوتوبيا 56” المسؤولة عن إدارة هذا المأوى المؤقت، “هذا أمر غير معتاد، فهو نتاج الإرادة السياسية الساعية لإخفاء المهاجرين”. ويضيف “إنه ليس فندق 4 نجوم، إنه مكان انتقالي يوفر القليل من الكرامة لهؤلاء الأشخاص (…) ليحصلوا على الراحة ويتمكنوا من التركيز على إعادة بناء حياتهم”.
ويورد بوسنر أن “مضايقات الشرطة هي إحدى الممارسات الهادفة لمنع الناس من الاستقرار في الأماكن العامة. اليوم هم ممنوعون حتى من التواجد في الشارع”.
وتقدر المنظمة أن أعداد المهاجرين المختبئين بعيدا عن أعين السلطات في أماكن مشابهة “بالآلاف”، وذلك منذ أن اتخذت السلطات قرارا بعدم السماح بإقامة نقاط تجمع دائمة في باريس في 2020، والذي جاء على إثره عمليات تفكيك المخيمات العشوائية خاصة شمال شرق المدينة.
هذا ما تتوافق معه دلفين رويلو من منظمة “فرنسا أرض لجوء”، حيث قالت لفرانس برس “نحصي 400 مهاجر في الشارع في الوقت الحالي في منطقة باريس، بينما لا تزال أعداد الوافدين كبيرة…”.
مدير المكتب الفرنسي للهجرة والاندماج (Ofii) ديدييه ليتشي اعتبر أن “نظام استقبال أفضل يتطلب توزيعا أفضل على الأقاليم”، مؤكدا أن “75% من طالبي اللجوء يتم إيواؤهم”، بما في ذلك 1800 شخص شهريا.
لكن يبقى الواقع على حاله للكثير من المهاجرين، مثل خديجة كوني، القادمة من ساحل العاج والبالغة من العمر 26 عاما. منذ شهرين تؤدي نفس الطقوس اليومية، تتجول في الشوارع نهارا إلى أن تفتح بوابة موقف السيارات حوالي الساعة الثامنة مساءً.
“الشارع صعب للغاية”، من داخل الخيمة التي تتقاسمها مع ابنتها البالغة من العمر ثلاث سنوات. قميص أزرق وسروال كاكي وسترة “هذا كل ما أملكه بعد أن هربت” من “الانتهاكات” في ليبيا وتونس.
مثلها، ترى سيما هامالا، وهي وافدة جديدة من مالي تبلغ من العمر 27 عاما، أن هذا المكان (الموقف) وعلى الرغم من كونه مؤقتا، إلا أنه يوفر “الضروريات، الحماية والراحة والقهوة الساخنة”.
في شهر نيسان\أبريل القادم، سيتعين على الجمعية مغادرة موقف السيارات وإخلائه من المهاجرين. لم تكن سيما تعرف ذلك، لكنها تبتسم بقلق “إذا أغلقوا هذا المكان، فسيكون الأمر صعبا للغاية بالنسبة لنا”.
تعليقات الفيسبوك
مختارات
-
أطفال مقاطع “التيك توك”… سلعة رائجة في سبيل الشهرة والمال .. مي عامر
-
مقتل 15 وفقدان 45 شخصاً من جامعي الكمأة شرق حماة
-
“دمارٌ لم يُعهد من قبل”… كيف استخدمت الحكومة السورية كاسحات الألغام ضد المدنيين؟
-
الخوذ البيضاء: النظام وروسيا يتعمدان استهداف المدنيين كل عامٍ في شهر رمضان المبارك
-
ألمانيا.. مراهقة سورية تتعرض للعنصرية والضرب من امرأتين مخمورتين
-
خيام تعليمية.. مدارس ما بعد الزلزال في “جنديرس”
-
عاصفة هوائية تضرب شمال سوريا.. وجرحى في صفوف المدنيين
-
واشنطن تعلن دعمها إنشاء كيان دولي بشأن المعتقلين والمفقودين السوريين
-
لاجئ سوري يمثل أمام محكمة في النمسا بتهمة تعذيب خروف
-
“غوتيريش” يدعو لإنشاء مؤسسة لكشف مصير 100 ألف مفقود في سوريا
-
الأخطاء الطبية تهدد حياة المرضى في مشافي دمشق
-
منظمة إغاثية: الشمال السوري يشهد ارتفاعا للأسعار مع عجز في الاستجابة الإنسانية الدولية
-
شبكة حقوقية: نظام الأسد يحتجز آلاف العرب والأجانب في سجونه
-
“الأونروا” تستثني فلسطينيين متضررين من زلزال سوريا من المساعدات !!
-
الجندرما التركية تواصل قتل السوريين على حدودها
التعليقات