فتحت الشرطة الألمانية تحقيقاً في حوادث اعتداء أحد المعلمين على أطفال من خلفيات مهاجرة في إحدى مدارس مدينة كوتبوس بولاية براندنبورغ شرقي البلاد، وذلك بعد شكوى تقدم بها والدان سوريان تعرض ابنهما لضرب عنيف على يده استدعى نقله إلى المستشفى.

وأثارت حوادث الضرب المتكررة من قبل المدرس للأطفال من أصول مهاجرة، الكثير من التساؤلات لدى الصحف وجمعيات الحماية من العنصرية والتطرف اليميني في المنطقة، وقالت متحدثة باسم الشرطة إنهم يجرون تحقيقاً بشأن الدوافع العنصرية.

وبحسب تقرير لصحيفة (RBB) الألمانية نشرته الأربعاء “في أيلول الماضي قيل إن مدرساً في إحدى مدارس مدينة كوتبوس ضرب التلميذ السوري (م) البالغ من العمر 12 عاماً في رقبته”. وقال والد الطفل (عبدالله. أ) إن “ابني كان يتألم كثيراً وبدأ في البكاء، فطلب منه المعلم أن يصمت ويتوقف عن البكاء، ثم أقدم على دفع طاولة على صدر الصبي بركبته”.

ووفقاً للتقارير الطبية “جرى تشخيص إصابة مؤلمة في العمود الفقري العنقي وتقييد الحركة المرتبطة بالألم وكدمة في الصدر، تم نقل الصبي إلى المستشفى لمدة ثلاثة أيام”.

§

المدرسة تسترت على الحادثة

§

ويروي الأب عبد الله أن “المدرسة أبلغته في ذلك اليوم أن ابنه لم يكن على ما يرام وبدا عليه التعب، فاعتقد في البداية أنها كانت نوبة ربو، لكن عندما وصل إلى المدرسة، وجد ابنه في حالة مزرية، وأخبره زملاؤه الذين كانوا يقفون حوله أن المعلم كان يشغل موسيقا صاخبة لإخماد بكاء الصبي والتلاميذ الآخرين”.

وأضاف أن “المدرسة اتصلت به بعد ساعتين، وأرادوا مقابلته حتى لا يرفع دعوى قضائية ضد المعلم، ولتسوية الأمر برمته بطريقة ودية”، ويتذكر الأب “كنت في غرفة الطوارئ بالمستشفى مع ابني في ذلك الوقت، وبسبب حالة ابني، رفضت ذلك وقدمت شكوى وهو لا يزال في المستشفى”.

§

التحقيقات ضد المدرس جارية

§

أكدت الشرطة أنها تلقت شكوى ضد المدرس المذكور، وجار التحقيق في بلاغين آخرين ضده، وفي قضية سابقة، يقال إن المعلم ركل تلميذاً آخر في ظهره، وذهبت والدته بعد ذلك إلى المدرسة وأرادت التحدث إلى المدرسين. ولكن وفقاً لأقوالها، فإنها لم تُؤخذ على محمل الجد.

يوشكا فروشنر من جمعية (Opferperspektive) النشطة في الدفاع عن ضحايا العنصرية والتمييز والتطرف اليميني، والذي كان يدعم الأطفال وأولياء أمورهم منذ وقوع الحوادث يشير إلى أن “المدرسة أو هيئة التعليم لم يعتذروا لعائلة الطفل السوري على الرغم من الطلبات المكتوبة”.

ويقول مستغرباً من سلوك المدرسة “في الواقع، بعد اليوم الذي حصلت فيه حادثة ضرب الطفل السوري

لم تتصل المدرسة بعائلته أو أي من العائلات المتضررة، والشيء الوحيد الذي حدث هو أن المتخصصة الاجتماعية بالمدرسة اتصلت وسألت عن حالة الطفل، وعلى حد علمي، لم تفعل ذلك نيابة عن المدرسة، بل بمبادرة شخصية منها لأنها كانت على علم بما حدث”.

§

المعلم المتهم ما يزال يعمل في مدرسة أخرى

§

ونقلت الصحيفة عن الدوائر الأمنية، أنه “من الممكن تصنيف اعتداءات المعلم على أنها جريمة ذات دوافع عنصرية مشتبه بها”. منوّهة أن “المدرس والمدرسة والسلطة التعليمية المسؤولة في كوتبوس لم يردوا على استفساراتها”.

وقالت وزارة التربية والتعليم في منطقة بوتسدام إنها “تأخذ القضية على محمل الجد”. مضيفةً “نأسف بشدة لظهور الحالة التي وصفتها، وقد تعاملت جميع الإدارات المعنية مع التحقيق بجدية بالغة، بما في ذلك أولياء الأمور أو الأوصياء”.

ووفقاً للصحيفة فإن “السؤال عما حدث للمعلم ما يزال دون إجابة إلى الآن، ويقال إنه غادر المدرسة وهو حالياً مدرج موظفاً في مدرسة أخرى مسؤولة عنها هيئة التعليم في كوتبوس، والآن الأمر متروك لسلطات التحقيق لتوضيح حقيقة الادعاءات ضد المعلم المتهم”.

§

§

§

§

§