قضت محكمة ألمانية بالسجن مدى الحياة على لاجئ سوري يبلغ من العمر 36 عاماً بتهمة قتل زوجته التي توفيت إثر اصطدام شاحنة بها، بعد هروبها من الزوج الذي قيل إنه طعنها نحو 40 طعنة بوساطة سكين.

ووفقاً لصحيفة (دي فيلت) الألمانية “حكمت محكمة مقاطعة فلينسبورغ على الزوج بالسجن مدى الحياة في القضية المتعلقة بوفاة امرأة دعستها شاحنة على الطريق السريع A7 في ولاية (شليسفيش هولشتاين)، قرب الحدود الألمانية الدنماركية، واعتبرت المحكمة أن الشروع في القتل المقترن بالأذى الجسدي الخطير والأذى الجسدي المؤدي إلى الموت قد ثبت”.

ومنذ أيار 2022 يحاكم المدعى عليه بتهمة قتل زوجته التي دعستها شاحنة على الطريق السريع بالقرب من تقاطع (شليسفيغ – شوبي) في 20 تشرين الثاني 2021، وقد توفيت بسبب الصدمة الناجمة عن الحادث، لكنها كانت مصابة بنحو 40 جرحاً بسكين. واعتبر القاضي أن “هذه الجروح كانت من المحتمل أن تؤدي إلى الموت”.

§

هل كانت الجريمة مخططاً لها؟

§

وقال رئيس المحكمة إن “نية القتل كانت واضحة، نظراً للعدد الكبير من الطعنات، إذ لا يوجد تفسير معقول آخر لهذه الهجمات، فالرجل كان يريد معاقبة زوجته لأنها حجبت أطفاله عنه، ولم يكن مهتماً بالأطفال، بل كان مهتماً بالإذلال فقط”. وتفترض المحكمة أن “الجريمة لم تكن عملاً عفوياً، بل في أفضل الأحوال كان مخططاً لها أصلاً بشكل مختلف”.

وجاء المدعى عليه وزوجته كلاجئين من سوريا وكانا يعيشان في آرهوس بالدنمارك. ووفقاً للمحكمة فإن “المتهم كان أيضاً عنيفاً تجاه زوجته في الماضي، وكانت السلطات الدنماركية قد سحبت حضانة أطفاله”.

وترجح الدائرة الجنائية الكبرى أن “الزوجين كانا مسافرين من آرهوس إلى ألمانيا، وفي الصباح الباكر من يوم 20 تشرين 2021، طعن الرجل المرأة البالغة من العمر 32 عاماً عدة طعنات، في أحد مواقف السيارات بمدينة فلينسبورغ، ثم انطلق بسيارة باتجاه هامبورغ على الطريق السريع A7 مع المرأة المصابة بجروح خطيرة في مقعد الراكب، ولم يكن من الممكن معرفة سبب قيامه بذلك على وجه اليقين”.

وتفترض الدائرة أن “المتهم كان خائفاً من اكتشاف أمره، أو ظن أن زوجته قد ماتت بالفعل، أو أنه كان يخطط لإنهاء جريمته في مكان آخر، أما بالنسبة للزوجة فأرادت الوصول إلى مكان آمن، وبما أنها لم تتمكن من الخروج من السيارة في أثناء الرحلة، فقد هربت إلى المقعد الخلفي، ثم توقف الرجل على جانب الطريق وواصل طعنها”. وأفادت التقارير بأن “المرأة أصيبت بالذعر وهربت إلى الطريق العام حيث صدمتها شاحنة، وتوفيت في مكان الحادث متأثرة بجراحها التي أصيبت بها في الحادث”.

ووفقاً للدائرة “لم يثبت الاتهام الأصلي بأن المتهم لم ينفذ جميع الطعنات إلا بعد أن كانت السيارة متوقفة على جانب الطريق السريع”. لكن مشورة الخبراء وتقييم جميع الأدلة أظهرت أن “الطعنات المختلفة التي أصابت الضحية قد تم تنفيذها على فترات متباعدة تبلغ نحو 20 دقيقة”.

وكان المدعي العام والمدعي المشارك قد طالبا بالحكم عليه بالسجن المؤبد بتهمة القتل، في حين لم ير محامو الدفاع أن هناك دافعاً للقتل ولا نية للقتل. واعتبروا أن الإدانة بتهمة التسبب في ضرر جسدي جسيم والحكم بأقل من خمس سنوات أمر مناسب. ولم يصبح الحكم ملزماً قانونياً بعد.

واستمرت الإجراءات المعقدة لمدة عامين تقريباً وما مجموعه 70 يوما من المحاكمة. ووفقاً لمتحدث باسم المحكمة، كانت المحاكمة صعبة بسبب الارتباطات الأجنبية لمختلف البلدان، من بين أمور أخرى، فعلى سبيل المثال، كان لا بد من الاستماع إلى شهود من الدنمارك وسوريا، وجرى الاستماع إلى ما مجموعه نحو 100 شاهد، بعضهم على مدار عدة أيام.

§

§

§

§

§