قد يبدو السؤال محفزا للاستغراب او الاستفزاز، ولكنه محاولة لاستدراك ما تتم قراءته من كتب سياسية وما تأثيرها في الاخرين. فيما تزدهر رفوف المكتبات بكتب الادب والثقافة ومختلف العلوم ، نجد ان الكتب السياسية لا تملك حيزا جيدا من تلك الرفوف وربما لا تملك حيزا الا عند فئة قليلة لاعتبارات عديدة ،فيما تساءل البعض: وهل توجد كتب سياسية ؟، وقد اعتقد البعض ان كتب الرواية والتاريخ تصنف باعتبارها كتبا سياسية، لكننا حاولنا التعرف على قدر ما لدى البعض من قدرة على التواصل مع الكتب التي تمتلك صفة (السياسية) تحديدا ، لذلك جاء سؤالنا الذي طرحناه عن أفضل كتاب سياسي عام 2015

سهى الجندي
الاستخبارات: من الأسرار إلى السياسة
للمؤلف الأمريكي مارك لوينثال طبعة 2015، الناشر سيج للنشر واشنطن دي سي
في هذا الكتاب يستعرض رجل الاستخبارات المخضرم لوينثال تاريخ الاستخبارات المركزية الأمريكية وكيف كان قيام اليابان بضرب بيرل هاربور (1941) نقطة تحول في السياسة الأمريكية التي أخفقت في اتخاذ الاحتياطات اللازمة مسبقا لتتجنب تلك الضربة، فكان تأسيس الاستخبارات الأمريكية المركزية في عام 1947 وقد سخرت الولايات المتحدة معظم إمكانات جهازها الاستخباراتي في الحرب الباردة ضد الاتحاد السوفيتي، إلى أن تفكك في عام 1991، كجهاز مركزي ولكنه ليس الوحيد، فهناك جهات كثيرة تقوم بجمع المعلومات، ويقول ليونثال أن الجهاز الاستخباري مهمته جمع المعلومات ولكن ليس كل المعلومات استخبارية، إذ يجري تحليلها وفرز الغث من السمين، ويدافع لوينثال عن موقف الاسختبارات الأمريكية حين كان يعمل مساعدا لرئيسها من غزو العراق وتلفيق تهمة امتلاك أسلحة الدمار الشامل وكان أحد مفبركي ذلك الاتهام بالقول أنه حين بتعلق الأمر بالأمن القومي، فإن كل معلومة مهمة ولا بأس من تسييس القرار الاستخباراتي. ويضيف أن جورج بوش الابن (2001-2009) طلب من الاستخبارات تزويده بالمعلومات 6 أيام في الأسبوع ليرتكز عليها في قراراته.
يعدد الكاتب نجاحات الاستخبارات مثل الإطاحة بنظام مصدق في إيران (1953) وتنصيب الشاه كنظام حكم موال للولايات المتحدة، ثم إعادة السيناريو في غواتيمالا (1954) بالإطاحة بحكم جاكوبو آربنز جوزمان الذي كان مواليا للاتحاد السوفيتي. والنجاح الأكبر هو انهيار الاتحاد السوفيتي في عام (1991) نتيجة لسياسة الاحتواء التي انتهجتها الولايات المتحدة وكان الانهيار صاعقا للجميع إذ لم يكن متوقعا بهذا الحجم وهذه السرعة.
ويعدد لوينثال إخفاقات الاستخبارات ومنها هجوم كوريا الشمالية على كوريا الجنوبية في عام (1950) إذ لم تتوقع الولايات المتحدة ذلك الهجوم وكانت تلك الحرب نقطة تحول في الحرب الباردة، التي وسعت نطاقها لتكون عالمية لا يمكن لأحد النأي بنفسه عنها. والإخفاق الثاني كان في الحرب الفيتنامية (1964-1975) وقد أشعلت تلك الحرب جدلا بين الكونغرس والاستخبارات واتهمت بإعطاء معلومات مغلوطة أدت إلى حسائر كبيرة للولايات المتحدة. والإخفاق الآخر كان في الفشل في توقع الإطاحة بشاه إيران (1979) الذي جعل الولايات المتحدة تخسر مواقع استخباراتية لها في شمال إيران كانت تراقب من خلالها التجارب الصاروخية التي يقوم بها الاتحاد السوفيتي. أما الإخفاق التالي فكان فضيحة الكونترا في عام (1986-1987) حين قامت إدارة ريغان ببيع أسلحة لإيران إبان حربها مع العراق واستخدمت الأرباح لدعم ثوار الكونترا في نيكاراغوا في ثورتهم ضد نظام الساندنستا الموالي للاتحاد السوفيتي، وكان ذلك تصرفا غير دستوري هدم ما بنته الحكومة لتقوية الجهاز. وثمة إخفاق آخر يتعلق بجاسوسين من موظفي وكالة الاستخبارات يعملان لصالح الاتحاد السوفيتي هما أيمز (1994) وهانسن (2001) واتهمت الاستخبارات بالتهاون وعدم التدقيق. وكان الإخفاق الأكبر للاستخبارات هو في الحرب على الإرهاب فقد ركزت الوكالة جهودها على بن لادن وأغفلت احتمال قيام البعض ممن قامت هي بتدريبهم بمهاجمة الولايات المتحدة.
وينتقل الكاتب إلى التطورات والمستجدات في الاستخبارات الأمريكية ومن أهمها هو الباتريوت آكت في عام 2001 وهو اختصار لعبارة طويلة هي : “Uniting and Strengthening America by Providing Appropriate Tools Required to Intercept and Obstruct Terrorism Act of 2001”
وكما يدل العنوان فهو يجيز للاستخبارات الحصول على ما تحتاجه من أدوات تجسس وتصنت في سبيل الحرب على الإرهاب.بالإضافة إلى تأسيس مجلس الأمن القومي عقب هجمات الحادي عشر من سبتمبر.
ينتقل الكاتب بعد ذلك للحديث عن أجهزة الاستخبارات العالمية والدور الذي تلعبه وارتباط المعلومات الاستخبارتية بالقرارات السياسية.
ماجد البرهومي:
“بورقيبة كما عرفته”
أهم ما يلفت الانتباه من القراءات السياسية في سنة 2015، كتاب بعنوان “بورقيبة كما عرفته” أهداني إياه مؤلفه في إحدى الندوات التي انتظمت بالعاصمة التونسية حول التوافق في التجربة السياسية التونسية. ومؤلف الكتاب هو السيد  عمر الشاذلي طبيب الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة ووزير التربية الأسبق في عهد الزعيم التونسي الراحل.
ويستعرض الدكتور الشاذلي الذي بقي وفيا لبورقيبة حتى بعد مغادرته للحكم، في هذا الكتاب سيرته الذاتية في جانبها المتعلق بعلاقته ببورقيبة خلال فترة النضال ضد الاستعمار الفرنسي وخلال مرحلة بناء الدولة بعد الاستقلال وبعد الإطاحة بالنظام الملكي وإعلان الجمهورية سنة 1957. ويصل المؤلف إلى الفترة التي مهدت لانهيار نظام بورقيبة من خلال انقلاب 7 نوفمبر 1987 ودسائس قصر قرطاج التي انتهت بالقضاء على الدائرة المحيطة ببورقيبة والتي مثلت صمام أمان يقيه خطر الإطاحة به وإخراجه من الحكم.
وهذا الكتاب هو بمثابة شهادة على العصر على مراحل مهمة في تاريخ تونس الحديث وهو مصدر مهم للباحثين في تاريخ الحركتين الوطنية والإصلاحية التونسيتين، وقد صدر بالفرنسية وترجمه إلى العربية الأستاذ علي حمريت وهو أستاذ مبرز متخرج من كلية الآداب والعلوم الإنسانية بتونس. وأنجز وطبع من قبل “سمباكت للطباعة والنشر” في تونس.
ماجد البرهومي، كاتب وباحث سياسي تونسي، الأمين العام للمعهد العربي للديمقراطية
أحمد أبو مطر
عصر التطرفات: القرن العشرون القصير 1914 – 1991″
هو “عصر التطرفات: القرن العشرون القصير 1914 – 1991” تأليف المؤرخ البريطاني “إريك هوبزباوم”، ترجمة الباحث الدكتور الأردني فايز الصيّاغ، الناشر ” المنظمة العربية للترجمة ” مؤسسة ترجمان ، لبنان.
هذا الكتاب مهم للغاية لأنّه يرصد بدقة موثقة أحداث القرن العشرين الرئيسية التي نتيجتها أو خلاصتها أنّه قرن “عصر التطرفات”، حيث شهد هذا القرن القصير حسب سنواته إل 77 التي يقصدها المؤلف  حسب القسم الأول من الكتاب “عصر الكارثة”: الحرب العالمية الأولى التي شاركت فيها غالبية الدول الأوربية، والثورة الروسية، والحرب العالمية الثانية، واندلاع حركات الاستقلال والتحرر في العديد من الأقطار، وانهيار الاتحاد السوفييتي والأنظمة الشيوعية الشمولية. وأخطر ما في عصر الكارثة بالنسبة للأقليم العربي وعد بلفور وما نتج عنه ضياع فلسطين واقامة دولة إسرائيل. أمّا العصر الثاني في القرن العشرين القصير حسب رؤية “هوبزباوم” فهو القفزة الاقتصادية التي أوصلت إلى ما يسميه “العصر الذهبي” حيث ثورة التكنولوجيا والمعلومات التي ربطت الحاضر بالماضي وبآفاق المستقبل. وتؤكد ترجمة الدكتور فايز الصيّاغ لهذا المرجع المهم معرفته الشخصية بالمؤلف الذي كتب مقدمة خاصة للترجمة العربية رصد فيها أهم انعكاسات عصر التطرفات على العالمين العربي والإسلامي. كتاب مهم قراءته يمكن أن توصل لإنطباع خاص بالقرن الحادي والعشرين الحالي الذي شهد عصر الإرهاب الذي هو وجه من وجوه التطرف مصبوغ بدم ليس أكثر سيولة من ” عصر الكارثة ” التي قتلت بعض حروبه عشرات الملايين. هذه الترجمة لكتاب مهم تضاف إلى رصيد ثري للدكتور فايز الصيّاغ الذي نال أكثر من جائزة على ترجماته المميزة.
د. دياري صالح مجيد (أكاديمي عراقي)
“ثورات قلقة”
افضل كتاب سياسي قرأته هذا العام كان لمجموعة من المؤلفين، “ثورات قلقة” (مركز الحضارة لتنمية الفكر الاسلامي بيروت 2012). الكتاب يتناول مقاربات جيوبولتيكية وسوسيولوجية لتفسير الحراك العربي وكيفية استغلاله من قوى اقليمية ودولية اسهمت لاحقا في تحوله الى قضية خلافية في تحديد مصير المنطقة. كان البعد الديني في اطاره السياسي وكيفية تضاربه مع الرؤية الشعبية مصدرا مهما لتحليل واقع الحراك العربي ومآلته المستقبلية. الاشارات كانت تجمع في كثير من الاحيان على ان استغلال عفوية الجماهير المطالبين بحقوقهم قد قاد الى تعميق الصدع الذي تحول اعصارا على الهويات والولاءات والمذاهب السياسية في زمن غاب فيه الاستقرار الفردي وانهارت فيه قيم التضامن الاجتماعي والتفاعل السلمي. الفرق بين التفكير النقدي والاخر التبريري وأثر التنوير والعقلانية في امكانية رسم مستقبل مغاير يخلو من الفتن الدينية تؤكد بان مجتمعاتنا بحاجة لإعادة ترميم وفقا لقيم التسامح وتقبّل الاخر بعيدا عن التخوين والتكفير.
هاني نقشبندي
اعترافات تولستوي
آفضل كتاب قرأته كان عنوانه “اعترافات تولستوي” والذي كتبه تقريبا في عام 1883 ميلادية.
وفي هذا الكتاب يتحدث تولستوي عن تجربته ككاتب بلغ قمة المجد والشهرة والثراء وهو في سن مبكرة، بين الاربعين والخمسين. بعد كل ذلك ظهر له سؤال فضيع : ماذا بعد ذلك؟ وأي شر يخفيه الخير الذي يعيش فيه، ولماذا يعيش؟ ولأول مرة اكتشف من خلال هذه الإعترافات ان تولستوي كان يفكر في الإنتحار. بل وبلغ به الأمر ان كان يخشى من الصيد بالبندقية حتى لا يضعف ويطلق النار على نفسه. والسبب هو احساسه ان كل ما في الدنيا شر وزائف. ويستعين في أفكاره بما قالة شبنهور عن الحاة وما كتبه بعض الفلاسفة الآخرين. ومن هنا انصرف كامل اهتمامه ليبحث عن جواب لسؤاله: ماذا بعد، ولماذا أعيش؟ ولعله يكون قد وجد جوابه في حياة البسطاء المؤمنين. لقد اكتشف ان الإيمان هو سبب حياة الإنسان، او لنقل انه الغاية التي يعيش من اجلها الإنسان. لكن ليس إيمان المدعين أو رجال الدين الذين يراهم هم ابعد الناس عن الإيمان الحقيقي..
سامي البحيري
من الكتب السياسية التي قراتها عام ٢٠١٥ هو كتاب:
أسباب فشل الدول
أصل القوة والتقدم والفقر
للمؤلفين الأمريكيين
دارون اكيموجلو
جيمس روبنسون
وفيه يناقش الكاتبان أسباب فشل الدول واهم سبب هو سوء التعليم وعدم تكافؤ الفرص الاقتصادية لجميع أفراد الشعب، حيث ان الحقوق الاقتصادية يجب ان تسير جنبا لجنب مع الحقوق السياسية.
ويعتقد الكاتبان ان دور الحكومة المركزية الأساسي هو بناء البنية التحتية للبلد وبعد هذا تترك الفرص المتاحة والمتساوية لكل أبناء الشعب لتحقيق الطموح الاقتصادي. وضرب لهذا مقارنة هامة جدا بين كوريا الشمالية والتي تتحكم فيها الحكومة المركزية في كل شيء وتتركز الثروة في يد النخبة الحاكمة فقط وبين كوريا الجنوبية حيث قامت الحكومة المركزية ببناء بنية تحتية قوية ثم تركت الفرصة للشعب للبناء والتقدم وتحقيق الطموح الاقتصادي فكانت النتيجة الواضحة ان كوريا الجنوبية أصبحت من مصافي الاقتصاديات الكبرى وأصبحت منتجاتها تنافس المنتجات الامريكية والالمانية واليابانية. وكوريا الشمالية لا تستطيع توفير الغذاء للشعب.
وأورد الكاتبان تعريف طريف ل(ماكس ويبر) للدولة:
“Monopoly of Legitimate Violence”
الدولة هي “احتكار استخدام العنف القانوني”
وهذه القوة في يد الدولة يجب ان تكون مركزية لتطبيق القانون والانضباط وبدون تلك القوة فان المجتمع يتحول للفوضى ومن ثم تتحول الدولة الى ما يطلق عليه “الدولة الفاشلة”
 د. فارس كمال نظمي
(الجهل المقدس: زمن دين بلا ثقافة)
للمؤلف: عالم السياسة الفرنسي “اوليفييه روا”،ترجمة صالح الأشمر واصدار دار الساقي، بيروت، 2012م.
 يناقش هذا الكتاب (المؤلَّف سنة 2008) وعلى نحو مستفيض إشكالية الصلة التفاعلية والتصادمية بين الدين والثقافة في أي مجتمع، مستعيناً بأمثلة تفصيلية من تاريخ اليهودية والمسيحية والإسلام، وصولاً إلى تجارب الإسلام السياسي المعاصرة، إذ يتبنى فرضية أساسية يسعى لإثباتها في كل صفحات الكتاب مضمونها: إن الانفصال الذي يحدث بين الدين والهويات الثقافية- الاجتماعية socio- cultural identities يوفر أرضية خصبة لنمو التطرف الديني. فالدين يبقى عنصراً أساسياً في ثقافة أي مجتمع حتى اللحظة التي يقرر فيها الانفصال عن تلك الثقافة ليمارس دوراً استعلائياً باذلاً قصارى جهده للاستيلاء عليها.
 ويجادل الكتاب بأن أي جماعة إيمان لا يمكن أن تكون مجتمعاً حقيقياً، إذ ستبقى محكومة بعدم استقرار دائم لأن مطلب الطهارة يضع كل إنسان في موقف مشكوك فيه، ويسميها “روا” بمجتمعات الريبة والشبهة، ذلك أن الاعتقاد الراسخ بأن على أعضاء المجتمع كافة أن يتقاسموا علانية منظومة المعتقدات نفسها هو اعتقاد عبثي ولا يمكن أن يفضي إلا إلى قهر مستدام.
د. كريم شغيدل (كاتب عراقي)
(المغرب/ مملكة بواجهات متعددة)
تأليف د. سراب جبار خورشيد عن دار كتاب في القاهرة.
:
هذا الكتاب يتناول تجربة المملكة المغربية منذ استقلالها، وهو يبحث في آليات وعوامل تشكلها سياسياً واقتصادياً، وهي تجربة متوازنة برغم نظامه الملكي استطاعت أن ترسخ مساحة كبيرة للحريات والتعددية الحزبية وبرغم ضعف الموارد واعتمادها على قطاعي الزراعة والسياحة إلا أنها خطت خطوات مهمة في قطاعات الصناعة المحلية واستخراج المعادن والطاقة وما شاكل ذلك. الكتاب هو بالأصل أطروحة دكتوراه وهذا يعني صرامة منهج البحث والأمانة العلمية، وهي تجربة يمكن أن نستفيد منها.
علي حسين (كاتب عراقي)
اصف بيات  “الحياة سياسة .. كيف يغير بسطاء الناس الشرق الوسط “
ترجمة احمد زايد ومن اصدار المركز القومي للترجمة في القاهرة .
يطرح المؤلف  في هذا الكتاب، رؤية جديدة حول  حياة البسطاء من الناس وعلاقتهم بالسياسة وكيف يمكن أن يؤثروا على مسارات التغير في مجتمعاتهم ، وذلك من خلال  محاولتهم البقاء داخل حلبة السياسة  والاصرار على ان يكون صوتهم واضحا ، برغم من محاولة القائمين على إدارة الحلبة ويقصد الساسة ، ان  يجعل من البسطاء هؤلاء مجرد ديكور في حلبة السياسة هذه .
ولعل اهم فصول الكتاب  هو الذي يقدم فيه المؤلف تحليل للعلاقة بين الفقراء المسحوقين  وبين اصحاب النزعات الإرهابية،والمؤلف يعتقد  أن الفقر  داخل المجتمعات الفقيرة المكتظة بالأسى والغربة  , يؤدي الى توليد وسط  مشحون بالعنف, والميل الى عدم طاعة القانون والتطرف. كما أن ما يلفت النظر , أننا نجد أن معظم رجال السياسية و القسم الأوسع من المثقفين  أخذوا ينظرون الى المناطق الفقيرة  من خلال مفهوم ” المناطق  المتخلفة ” التي يفترض حسب رأيهم  أن الفقر  والبناء الأسري المفكك  هو الذي يؤدي  الى الجريمة والعنف . والمؤلف يعتبر ان هذه النظرة قاصرة فالعنف وليد تراكم اجتماعي وسياسي  يقف وراءه المجتمع باكمله .
  صباح محسن كاظم (كاتب عراقي)
 وثائق ويكليكس
بالرغم من قراءاتي تتركز على تاريخ الحضارات وآداب الشعوب ، وادبنا العراقي بشكل خاص ، لكن مررت بعدة كتب تتناول الشأن السياسي العراقي والعربي وقد تناولت تلك الكتب بعروض لدراسات بمجلات مختلفة ..كتاب ايدلوجية الإرهاب وكتاب آخر المرجعية والموقف السياسي كلاهما للباحث العراقي “محسن وهيب ” وكتب تناقش العقل الاجتماعي والسياسي العراقي د.حازم حبيب وكتاب النظام الفيدرالي لاسامة الشبيب ..ومؤلفات ميثم الجنابي عن النظام التوليتاري . اهم كتاب سياسي قراته لحسن مصدق .صدر بالمغرب 2013 عن وثائق ويكليكس ..قراته قبل اشهر معدودات جلبته معي من تونس ليقراه الاصدقاء في العراق. اثارني في الكتاب الاخير هي الحقائق التي نشرت فيه ؛ مايخطط ومايضمر لشعوبنا ومنطقتنا .وتآمر السياسة الدولية مع العملاء بالشرق الاوسط على تقسيم اوطاننا ومايحاك ضدنا.
علي السراي (كاتب عراقي)
إيران من الداخل
وصلني عدد من الكتب السياسية هذا العام، لكنني شعرت بحاجة إلى إعادة قراءة كتاب فهمي هويدي “إيران من الداخل”. وكانت الطبعة التي حصلت عليها كانت من دار “الأهرام”. ربما حضور إيران الكبير، والمثير للجدل، في المشهد السياسي العراقي كان وراء الانتباه مجدداً لعدد من المؤلفات التي تناولت الثورة الإسلامية هناك عام ١٩٧٩، أزعم أن من بين أهمها كتاب هويدي، الذي حاول فهم ما حدث قبيل الثورة، وصعود الخميني وسقوط إيران الشاه. قبل هذه القراءة الثانية، كان كثيرون يعتقدون أن هويدي يدافع عن الثورة الإسلامية في إيران، بل أن كثيرين اتهموه بأن كتب مؤلفه هذا بأنه يستهدف الترويج للمشروع الإيراني في المنطقة. مهما يكن، فأنني وجدت في الكتاب سرداً معتنى به يحاول وضع القارئ في أجواء الثورة، بل حتى محاولة فهم التشيع الإيراني. إن كتاب هويدي، بغض النظر التفسيرات التي يمكن أن يوفرها محتواه، مناسبة لدراسة مجتمعات وأنظمة سياسية في المنطقة بعيداً عبر نصوص جرى تخليصها من المواقف السياسية أو الآيديولجية.
حسين الجاف (كاتب عراقي)
تاريخ الكورد والعراق
افضل كتاب  سياسي قراه قبل ايام بعنوان الفريق بكر صدقي في تاريخ الكورد والعراق  ..تاليف البرفيسور عزالدين مصطفى رسول عضو الاكاديمية العلمية في كوردستان ورئيس اتحاد الادباء الاكراد خلال ال30 سنه الاخيرة .الكتاب يبحث في نشأة ونبوغ وبروز الشخصية العسكرية الكوردية العراقية المحترفة الفريق بكر صدقي العسكري قائد اول تغيير عسكري ثوري في العراق ومنطقة الشرق الاوسط  في يوم 29.11.1936 حيث قام هو ومجموعة من ضباط الجيش العراقي بانقلاب على حكومة ياسين الهاشمي شبه المشلولة عن تقديم اية مكاسب للشعب العربي وقتها هذا الضابط الفذ الذي شهد له الاعداء قبل الاصدقاء  بجرأته وشجاعتها ومناقبيتها ومهنيتها والمدعوم من قبل الملك غازي وكان نوري سعيد وعبدالاله  والعقداء الاربعة  يدعمون الهاشمي،وكان الملك غازي يكره الانكليز الذي خدعوا جده الشريف. حسين وتسببوا  في موت ابيه فيصل الاول  وقسموا البلاد العربية،لذا اتحد حقد الملك وكراهية الفريق للانقلاب على حكومة  ضعيفة يدعمها الانكليز فحصل الانقلاب وشكل حكمت سليمان حكومة وطنية معتمدة رموزا من   تجمع  حزب الحركة الشعبية امثال  كامل الجادرجي ومحمدجعفر ابو التمن والفريق عبداللطيف نوري و ناجي الاصيل ومحمد علي محمود وعزالدين ابراهيم ومصطفى علي واسس الشاعر  محمد مهدي الجواهري جريدة الانقلاب لتأييد  الانقلاب  ولم  يدخل الوزارة بكر وبقي وكيلا لرئيس اركان الجيش العراقي وحاز الانقلاب على رضى جماهير واسعة من العراقيين وكان الانقلاب.  مسنودا من الضباط الوطنيين بالجيش مثل العميد محمد علي جواد قايد القوة الجوية والعقيد الطيار موسى علي لكن الجماعات الموالية للانكليزبقيادة اللواء امين العمري واسماعيل توحلةاغروا نائب عريف شرطه من حرس بهو مطار الموصل. بعد وصول الفريق بكر والعميد جواد اليها وهما في طريقهما الى استانبول لحضور مناورة عسكرية ومن ثم للسفر الى ايطاليا والمانيا لتامين السلاح للجيش العراق الذي كانوا الانكليز  يخشون تسليحه وفي البهو قام نائب عريف الشرطة عبدالله التلعفري بقتلها غيلة لقاء وعد من توحلة بترقية التلعفري الى رتبة  مفوض. وهكذا قتل عملاء الانكليز اثنين من اجل ضباط العراق في تلك الفترة وعلى مقتلهما  سرقت الحقيبة الدبلوماسية السوداء التي كان ارسل الملك غازي رسلة فيها الى دول المحور لاسناده ضد الانكليز وعندما اوصل العملاء الرسالة الى اسيادهم الانكليز  دبروا مؤامرة قتل غازي في حادث سيارة مفتعل فتخلصوا من الملك الشاب كما تخلصوا من الضابطين الكبيرين فخلا الجو للعملاء للدخول في معاهدات استمارية مثل مهاهدة سعد اباد. هذا الكتاب يسلط الضوء على اجواء التآمر التي مربها العراق من خلال العملاء والقومجية
الناقد د.حاتم الجوهري
“التاريخ الشعبى لمصر فى فترة الحكم الناصرى:
رؤية جديدة من وجهة نظر المهمشين” للدكتور خالد أبو الليل
أرى أن كتاب” “التاريخ الشعبى لمصر فى فترة الحكم الناصرى: رؤية جديدة من وجهة نظر المهمشين”، والصادر عن الهيئة المصرية العامة للكتاب لمؤلفه د.خالد أبو الليل، هو أفضل كتاب سياسى فى 2015. وذلك لأنه يدشن لأهمية الرواية غير الرسمية للتاريخ السياسى، كما أنه يؤكد على المقاربة الأهم فى تناول الظاهرة الإنسانية، وأنها متداخلة متكاملة فى تمثلاتها، لا يمكن عزل ظاهرة ما واستقطاعها من قبل أحد العلوم منفردة، مؤكدا على فكرة التصور البينى فى دراسة الظاهرة المعاصرة، والذى يتطلب طبقة أخرى من الباحثين، يجب أن تلى أو تعلو الطبقة الأولى التى تكمن مهاراتها فى العلوم المتخصصة البحتة.. وقد قدم الكتاب رصدا لتصور مجموعة من البسطاء للوضع السياسى والاجتماعى فى مصر فى العهد الناصرى، من خلال تسجيل رواياتهم الشفاهية وإجراء المقابلات الميدانية المباشرة معهم، وتتبع وجهة نظرهم منذ قيام الثورة، مرورا بالصراع على السلطة داخليا، ثم التحديات الخارجية مع القوى الكبرى، ومشروع الوحدة العربية وحرب اليمن، وحرب النكسة، والاستنزاف، وختم المؤلف الكتاب بفصل أسماه: نهاية الحلم الناصرى.
الناقد د.سيد ضيف الله
“الجسد والسياسة” للباحثة مريم وحيد
يمثل كتاب “الجسد والسياسة” لمريم وحيد الصادر عن الهيئة المصرية العامة للكتاب، نقلة مهمة في العلوم السياسية لأنه ينتقل من الاهتمام بالأفكار السياسية والأيديولوجيات إلى دراسة العلاقة بين الأحداث السياسية والجسد الإنساني حيث يكون موضوعا للصراع السياسي وعلامة في الوقت نفسه على التحولات السياسية. يهتم بدراسة الجسد كعلامة سياسية في مصر منذ ثورة يناير 2011 وكيفية تحوله من كونه موضوعا للقمع والتعذيب إلى كونه جسد يتسم بالشباب والقوة والقدرة على مواجهة جسد نظام سياسي ضربته الشيخوخة في مقتل.كما يهتم بدراسة فكرة الاستشهاد من خلال منظور العلاقة بين الجسد الإنساني ومكانته في الأديان وواقع السياسة المصرية في تحولاتها. ويتطرق لدراسة قضايا مزمنة في المجتمع المصري مثل قضايا المرأة وقضايا الأقباط من المنظور نفسه لنرى مع الكاتبة تأثير جسد المرأة في الثورة المصرية وكذلك كيف تجلى جسد الأقباط في الثورة! الكتاب ينتمي لنوع من الدراسات يسمى بالدراسات البينية حيث يتم المزج بين مجالين أو أكثر وهو ما يجعله نقلة نوعية في مجال دراسة العلوم السياسية.
“عودة الدولة” للدكاترة علي الدين هلال، ومي مجيب، ومازن حسن
الباحث ممدوح مبروك
كتاب “عودة الدولة” لعلي الدين هلال، ومي مجيب، ومازن حسن، الصادر عن الدار المصرية اللبنانية 2015 وهو  الجزء الثاني لكتاب صادر عام 2013 بعنوان “الصراع من أجل نظام سياسي جديد” أبرز ما يميز الكتابين حيادية تناولهما لتجربة التحول الديمقراطي في مصر بعد ثورتي يناير 2011، و30 يونيو 2013 رغم أن المؤلف كان يشغل منصب أمين الإعلام في الحزب الوطني الحاكم في نظام مبارك
وقد قدم الكتابان توثيقا وتحليلا بالغ الأهمية لتلك المرحلة الحرجة التي مرت بها مصر على مدار 4 سنوات، وتناولا بالرصد والتحليل أسس بناء نظام ما بعد الثورة في ضوء التفاعلات والتحالفات بين القوى التي حملت راية التحول الديمقراطي.
“الدولة والدين في الاجتماع العربي الإسلامي” للمفكر المغربي عبدالإله بلقزيز
الكاتب الصحفي محمد عبد الرشيد
كتاب “الدولة والدين في الاجتماع العربي الإسلامي” الصادر عن “منشورات منتدى المعارف” ببيروت حيث استخدم بلقزيز أسلوب طرح الأسئلة الصعبة قبل أن يجادل تقديم أو تلمس إجابات تلامس الوعي العام في مسائل عدة : كيف أمكن أن يتحول الدين الإسلام من عقيدة للأمة جمعاء، إلى أيديولوجيا سياسية في سباق الصراع على السلطة؟ كيف أمكن لبعضهم مصادرة الإسلام وتقديم رواية مختلفة عنه إلى درجة ممارسة حد القتل عليه؟ كيف أمكن أن يحول دين توحيدي جامع، إلى موضوع نزاع وسبب للانقسام والفرقة والحرب الأهلية؟ كيف أمكن التزوير الصارخ لصورة الإسلام والذهاب به إلى مآلات دراماتيكية. وأسئلة أخرى تفتح باباً لنقاش تحليلي عميق للظاهرة “النازلة أو المحنة” الكبرى التي يعيشها الإسلام المعاصر، لا سيما الإسلام السياسي منه. وقد رأى بلقزيز أن التداخل المتزايد بين الدين والسياسة في المجتمعات العربية اليوم، بل منذ عقود، لا يمثل إلا وجهاً من وجوه أزمة السياسة والدولة في بلادنا. لكنه وجه رئيس لا معنى لاستصغار شأنه، أو استسهال مقاربته، أو التهوين من نتائجه الواقعة والمحتملة. تبدو الأزمة هذه مستفحلة في الفترة الحاضرة، في معظم تلك المجتمعات، وإن بدرجات متفاوتة، وإلى حدود يُخشى من أن لا تصبح السيطرة عليها ممكنة. فهي، في بعض من البلدان العربية، في أطوارها الابتدائية: أزمة ثقة متبادلة بين قوى سياسية نتيجة فقدان المشترك الثقافي ـ السياسي الذي يقوم عليه مشروع مجتمعي جامع لا غنى لدولة، أية دولة، عنه. وهي، في بعض ثان منها، أزمة وجود في كيان الدولة ذاته: تتجمّع فيها وبها ـ عناصر التفجر والتدمير التي تأتي عليه إن انفجرت مادتها الحارقة.
“تحولات الخطاب الإسلامي في أفريقيا من الصوفية الإصلاحية إلى بوكو حرام” للدكتور حمدي عبد الرحمن
الكاتب والروائي محمد الشاذلي
“تحولات الخطاب الإسلامي في أفريقيا.. من الصوفية الإصلاحية إلى بوكو حرام” تأليف د.حمدي عبد الرحمن والصادر عن مركز الأهرام للنشر هو أفضل كتاب سياسي برأيي حيث يناقش بعمق الحالة الإسلامية في أفريقيا. وتنبع أهمية الكتاب من أنه يتناول أنماط الخطاب الإصلاحي التجديدي الإسلامي في عدة مراكز مهمة في أفريقيا, في السنغال, نيجيريا، جنوب أفريقيا، بوكو حرام، والشباب المجاهدين في الصومال. ولا يختلف الحال عنه في أوروبا حيث إشكالية التعامل مع الآخر غير المسلم، كما لا يختلف الحال أيضا عنه في الشرق الأوسط، حيث قضايا الديمقراطية وخطاب التجديد الديني ومحاولة أسلمة الحياة السياسية. ويؤكد الكتاب أن الإسلام هو أحد المكونات الرئيسية للموروث الحضاري الأفريقي, ولكنه يعطي مؤشرات عن كيفية جعل أفريقيا كما قال جمال حمدان احتياطي توسع الإسلام في المستقبل.
“الإسلام والجمهورية والعالم” للباحث الفرنسي آلان غريش
الكاتب الصحفي باسل عودات
يُناقش الكتاب الصادر عن دار الساقي الإسلام السياسي ومدى توافقه مع الديمقراطية وقيم الجمهورية في فرنسا التي شهدت مؤخراً سلسلة هجمات إرهابية قام بها فرنسيون من أصول عربية إسلامية، حيث ينطلق الكاتب من حقبة الاستعمار الفرنسي لدول المغرب العربي ويرى أنها حقبة اضطهاد للأيدي العاملة الرخيصة التي جُلبت من هذه البلدان لإعمار فرنسا، ويقول إن الفرنسيين تعاملوا معهم فيما بعد كمواطنين الدرجة الثانية، ويعتبر أن فرنسا صنعت عدواً داخلياً لها، وبثّت خوفاً غير مبرر ضد هذه الشريحة.
يحاول غريش، وهو باحث متخصص بالشرق الأدنى ورئيس تحرير سابق للوموند ديبلوماتيك، تفكيك هاجس الخوف من الإسلام انطلاقاً من رؤية مُتفهمة للمسلمين، ويُقدّم مبررات موضوعية للتطرف لدى قسم من مسلمي أوربا وتقوقعهم وعدم اندماجهم مع المجتمعات الأوربية (العلمانية)، ويتعاطف معهم لكن دون أن يُهادن بأهمية العلمانية والديمقراطية.
لم يُقدّم الكاتب ذو الأهواء الشيوعية إجابات شافية عن سبب انتقال الاحتقان إلى الجيل الثالث من مسلمي أوربا، وهما الجيل الذي يحمل عملياً تطرفاً غريباً، وعدم اندماج غير مبرر، وسبب محاربتهم قيم الجمهورية (العدالة والمساواة والأخوة) التي تضمن لهم الآن نفس الحقوق والامتيازات التي يحصل عليها الفرنسيون الأصلاء.
“ثقافة النظام العشوائي” للدكتور غالي شكري
الروائي صبحي موسى
لا أعرف هل يمكن اعتباره كتاباً سياسياً أم لا، لكنني موقن أنه يتناسب مع قضايانا الراهنة، رغم صدوره في النصف الأول من التسعينات، وإعادة مكتبة الأسرة 2015 إصداره، وهو كتاب “ثقافة النظام العشوائي ـ تكفير العقل وعقل التكفير”، هذا الكتاب الذي جعلني أعيد اكتشاف مؤلفه المفكر الكبير الدكتور غالي شكري، هذا الذي لم نضعه ضمن قائمة أهم المدافعين عن العلمانية والتنوير في بلادنا، في هذا الكتاب تحدث شكري عن مجموعة من القضايا المهمة بدئاً من رصده للعوامل التي أدت إلى صعود التيارات الراديكالية في مصر خاصة والعالم العربي عامة، وصولاً إلى رفضه استخدام مصطلح أقلية على الأقباط في مصر، لأنهم ليسوا أكرادا أو زنوج ولم يكونوا يوماً جماعة وافدة، ورفضوا طيلة مسيرتهم المشروع الاستعماري الغربي، وذهب شكري إلى أن هناك ثلاثة مشاريع مضادة لوحدة الشعب المصري وهي المشروع الاستعماري الغربي، والمشروع الصهيوني ومشروع الإسلام السياسي، فكل منهم يعتمد فكرة فرق تسد، ومن ثم فجميعهم يلعبون على التقسيم والنفخ في نيران فكرة الأقلية والأغلبية. هذا الكتاب لا تعود أهميته إلى ما يطرحه من أفكار وقضايا مهمة في صميم أزمتنا الثقافية ولكن لكونه يطرح مأزقنا السياسي عبر خطاب ثقافي بانورامي واعي.
كتاب جرائم الحرب.. والإبادة الجماعية والقانون، للكاتب آرنولد كرامر
الكاتب والمترجم طاهر البربري
يأتي كتاب “جرائم الحرب، والإبادة الجماعية والقانون” للكاتب آرنولد كرامر War Crimes, Genocide and Law by Arnold Cramer أحد أهم الكتب التي انتهيت من قراءتها في أواخر العام 2015، ورغم أن الكتاب قد صدر للمرة الأول العام 2010، إلا أنه يمثل حجر زاوية في هذا النطاق المعرفي. هناك تاريخ طويل من جرائم الحرب شهدتها مدن العالم شرقًا وغربًا وشهدتها كذلك جبهات القتال في التاريخ الدموي الممتد على الكرة الأرضية. ومع مواصلة كرامر سرد ما شهدته البشرية من حروب، يرصد أيضًا تطور القانون الدولي الذي تتغير مواده وبنوده على نحو يتوازى والتغيرات التي تشهدها جرائم الحرب؛ واتجاهات الإبادة الجماعية في عالم التسليح والصراعات. يضم الكتاب أيضًا مجموعة من وثائق المعاهدات الدولية إضافة إلى صور متعددة للمجازر الجماعية والإبادات التي قادتها الدول الفاشية بنزعاتها العسكرية والدينية المتطرفة. أتصور أن أهم ما ينطوي عليه الكتاب هو ردود الفعل الأمريكية ـ في ضوء ما تزعمه من صون للسلم والقانون العالميين ـ تجاه حوادث الإبادة الجماعية وجرائم الحرب، والكيل بأكثر من مكيال وفقًا لشبكة مصالحها ونزعاتها تجاه هذه المنطقة أو تلك من العالم.

 

ايلاف