
دمشق تعتقل أبرز القياديين الفلسطينيين السابقين في “تحرير الشام” : شامل والزبير الغزي
اعتقلت أجهزة الأمن السورية كلاً من شامل الغزي والزبير الغزي، وهما من أبرز القياديين الفلسطينيين السابقين في “هيئة تحرير الشام”، وذلك على خلفية تصريحات تحريضية ونشاط إعلامي متزايد على مواقع التواصل.
القياديان، المعروفان بنشاطهما الدعوي والإعلامي في إدلب، كانا قد أبديا مؤخراً مواقف علنية أثارت حساسية لدى السلطات، خاصة في ظل تزايد تغطية الإعلام الإسرائيلي لتحركاتهم بعد سقوط النظام السابق، ما شكل ضغطاً على السلطة الجديدة في دمشق لإبعادهم عن المشهد.
وبحسب مصادر حقوقية، فإن الاعتقالات تأتي في سياق سياسة متبعة لإسكات الأصوات التي تثير الحرج الداخلي أو الإقليمي، لا سيما من قبل شخصيات أجنبية كانت مقربة من المعارضة أو محسوبة عليها سابقاً.
الباحث في الجماعات الإسلامية محمد الإبراهيم علّق قائلاً إن توقيت اعتقال الزبير الغزي، على خلفية منشوراته التي تناولت عقائد الأقليات، يشير إلى رغبة واضحة في نزع فتيل التوتر الطائفي، وإن كان الغزي من أبرز مؤسسي مدارس دار الوحي ومبادرات إغاثية في إدلب مثل “جاهد بمالك لغزة”.
أما شامل الغزي، فقد تحوّل من مقاتل في الهيئة إلى أحد أبرز وجوه الإعلام الإسلامي الموالي للنظام الجديد، لكن ظهوره المتكرر في تسجيلات تهاجم إسرائيل وتنتقد “التطبيع” جعل منه مادة إعلامية لوسائل إعلام معادية، ما دفع السلطات إلى التحرك ضده.
مراقبون يرون أن هذه الاعتقالات قد تشكل بداية لسياسة جديدة تتجه إلى “تحييد الأجانب” عن المشهد العام، وإعادة ضبط علاقة السلطة مع الشخصيات غير السورية، لا سيما من يحملون الفكر الجهادي أو الإرث المقاوم، وسط ضغوط إقليمية ودولية لتجنب أي تصعيد غير محسوب.
الاعتقالات تفتح نقاشاً واسعاً حول حدود الحريات العامة وحرية التعبير في سوريا ما بعد الأسد، وتضع تساؤلات حول مستقبل الشخصيات المؤثرة في المعارضة السابقة، سواء من السوريين أو الأجانب.
؟
مصدر