اعترافات ضابط سابق في النظام البائد تفجّر حملة اعتقالات واسعة في درعا

سقوط "صندوق أسود" يزلزل درعا.. اعترافات ضابط سابق تكشف شبكات الخيانة وتفتح جراح الماضي

خاص : لم يكن اعتقال الضابط السابق في “النظام البائد”، سامر أديب عمران، في ريف اللاذقية مجرد عملية أمنية عادية، بل كان بمثابة فتح لـ”صندوق أسود” ظل مغلقاً لسنوات، لتتدفق منه اعترافات خطيرة كشفت عن شبكة واسعة من الخيانة والتجسس في محافظة درعا، وأشعلت حملة ملاحقات هي الأوسع منذ سنوات.
فبعد إلقاء القبض عليه في 9 تشرين الأول/أكتوبر، بدأت اعترافات عمران، الذي كان يشغل منصب رئيس مفرزة الأمن العسكري في درعا، ترسم خريطة معقدة لشبكة من المتعاونين مع الأجهزة الأمنية السابقة. وبحسب مصادر أمنية وميدانية متقاطعة، فإن هذه الاعترافات لم تكن مجرد معلومات، بل كانت قوائم اسمية دقيقة.
قوائم الموت والخيانة
كشفت التحقيقات عن تورط شخصيات لم تكن في دائرة الشبهات، حيث شملت القوائم:
  • وجهاء وأعيان: شخصيات دينية ومجتمعية استغلت نفوذها المحلي للعمل كواجهة للأجهزة الأمنية.
  • “عناصر نسائية”: نساء استُخدمن في جمع المعلومات وتسهيل عمليات أمنية دقيقة.
  • وسطاء محليون: عناصر أمن سابقون ومدنيون تورطوا بشكل مباشر في عمليات اغتيال واختفاء قسري لناشطين وثوار.
هذه الاعترافات لم تكشف عن أسماء الخونة فحسب، بل أعادت فتح ملفات الضحايا الذين اختفوا قسراً أو قضوا تحت التعذيب، بعد أن ربطت التحقيقات بين مصيرهم وبين وشاية أو معلومة قدمها أحد هؤلاء المتعاونين.
عاصفة أمنية في حوران
بناءً على هذه المعلومات، أطلقت الأجهزة الأمنية عاصفة من المداهمات والاعتقالات في مناطق متفرقة من درعا. وبينما سارع بعض المطلوبين للتواري عن الأنظار بمجرد انتشار الأخبار، سقط آخرون في قبضة الأمن، لتتكشف معهم فصول جديدة من قصص الخيانة التي كانت تجري في الخفاء.
وكانت وزارة الداخلية قد أعلنت في بيان سابق أن عمران متورط في جرائم اغتيال وخطف وابتزاز، بالإضافة إلى إدارة شبكات تهريب مخدرات، مؤكدة إحالته إلى القضاء. لكن الأثر الأكبر لاعتقاله لم يكن في محاسبته هو فقط، بل في الزلزال الذي أحدثته اعترافاته في “عاصمة الثورة الأولى”، والذي من المتوقع أن تستمر ارتداداته لأسابيع قادمة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى