تسعى الحكومة البريطانية لترحيل أول مجموعة من المهاجرين إلى رواندا في الفترة بين 1 و 15 تموز/يوليو القادم. لكن ربما تحول إجراءات قانونية تتخذها الجمعيات والنقابات دون ذلك.

أعلنت الحكومة البريطانية عزمها البدء بترحيل المهاجرين غير النظاميين الوافدين إلى أراضيها إلى رواندا، بين 1 و15 تموز/يوليو القادم، وفق القاضي في المحكمة العليا، مارتن تشامبرلين .

وكان أفاد رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك، في نيسان/أبريل الماضي، باحتمال إقلاع أولى طائرات الترحيل خلال ”10 إلى 20“ أسبوعا دون تقديم مزيد من التفاصيل. وتقترب المواعيد التي اقترحتها الحكومة من موعد الانتخابات التشريعية والرئاسية في رواندا، والمقررة في 15 تموز/يوليو.

 

مداهمات واعتقالات

 

نفذت السلطات البريطانية مداهمات واعتقلت مهاجرين، بعد أسبوع فقط من اعتماد خطة ترحيل المهاجرين إلى رواندا. وقالت يوم الاثنين 29 أبريل/نيسان، إنها بدأت باحتجاز طالبي اللجوء المحتمل ترحيلهم إلى كيغالي، ثم نشرت مقاطع مصورة على شبكة الانترنت، بداية أيار/مايو الجاري، أظهرت رجال الشرطة البريطانية ينفذون أولى الاعتقالات. وأوردت صحيفة ”التايمز“ وجود نساء بين المحتجزين، مضيفة أن أعداد عناصر الشرطة الموكلين بالاعتقال بلغت نحو 800 عنصر.

إلىى جانب ذلك، رفضت وزارة الداخلية الإجابة عن أسئلة ”مهاجرنيوز“ المتعلقة بأعداد الموقوفين وجنسياتهم. موضحة عدم الكشف عن ”التفاصيل التشغيلية“ المتعلقة بالقانون الجديد. لكن قدمت الجمعيات البريطانية مثل “كير فور كاليه” تفاصيل متعلقة باعتقال السلطات أكثر من 100 شخص من سوريا وأفغانستان وإريتريا وإيران.

وفي حين تأمل لندن إرسال 5700 مهاجر إلى رواندا بحلول نهاية العام، لا تزال كيغالي غير قادرة على تقديم إجابات واضحة متعلقة بأعداد المهاجرين اللذين ستستقبلهم.

وقال المتحدث باسم الحكومة الرواندية، يولاند ماكولو ”سنكون قادرين على الترحيب بالمهاجرين الذين ترسلهم المملكة المتحدة طوال مدة الشراكة. لكن ما لا أستطيع أن أخبركم به هو عدد الذين سنستقبلهم في السنة الأولى أو الثانية“. مضيفا في مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية ”بي بي سي“ أن الأمر ”يعتمد على عوامل كثيرة نبحث فيها حاليا“.

 

رواندا موطن “لمجموعة واسعة من الحيوانات البرية”

 

تلقى طالبو اللجوء، بعد وضعهم قيد الحجز، كتيبًا من 17 صفحة بعنوان: “سأنقل إلى رواندا. ماذا يعني ذلك بالنسبة إلي؟“، وفق صحيفة ”الغارديان“. مشيرة إلى أن الوثيقة تعد بنقل المنفيين جواً إلى “أرض الألف تل” التي تضم “مجموعة واسعة من الحيوانات البرية”.

 

يجب أن يستضيف مركز "هوب هوستل" طالبي اللجوء لمدة تتراوح من ثلاثة إلى ستة أشهر. المصدر: مهاجرنيوز.
يجب أن يستضيف مركز “هوب هوستل” طالبي اللجوء لمدة تتراوح من ثلاثة إلى ستة أشهر. المصدر: مهاجرنيوز.

 

ويرمي الكتيب إلى طمأنة المهاجرين بشأن رواندا البلد التي باتت تعدها المملكة المتحدة ”آمنة وذات تاريخ في دعم طالبي اللجوء“. كما يشير إلى حصول من يرحلون إلى رواندا على وضعية لاجئ أو على الحماية الإنسانية أو الإقامة الدائمة، كما ”ستساعد السلطات المهاجرين في العودة إلى أوطانهم“.

 

إجراءات قانونية

 

لكن هل ستنطلق رحلات الترحيل إلى رواندا؟

يشك كثير من المراقبين في جدوى المشروع، إذ يمكن أن تحول إجراءات قانونية اتخذتها الجمعيات دون انطلاق أولى الرحلات، وربما يؤخر تدخل النقابات الرحلات أو يضع لها حدا.

وعقد القاضي في المحكمة العليان مارتن تشامبرلين جلسة استماع الأسبوع الماضي، متعلقة بطلب ”استئناف لخطة رواندا“ قدمته نقابة “إف دي أي FDA” التي تمثّل قدامى الموظفين الحكوميين. وطلبت النقابة من المحاكم مراجعة القانون الذي أقر في 23 نيسان/أبريل وأعلن أن رواندا دولة ”آمنة“، إضافة إلى معرفة ما إذا كان القانون يتوافق مع قانون الخدمة المدنية (يتعين على موظفي الخدمة المدنية بموجب قانون الخدمة المدنية الدفاع عن سيادة القانون وإقامة العدالة).

ويسمح القانون الجديد المتعلق برواندا، تجاهل الحكومة أجزاء من قانون حقوق الإنسان المحلي والدولي، إضافة إلى أي أوامر قضائية من المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان. وقال الأمين العام لنقابة كبار موظفي الخدمة المدنية FDA، ديف بنمان، “لا ينبغي أبدًا أن يكون موظفو الخدمة المدنية في وضع متعارض بين تعليمات الوزراء والامتثال لقانون الخدمات المدنية“. مضيفا ”مع ذلك، فهذا بالضبط ما اختارت الحكومة القيام به”.

وأعلن القاضي تشامبرلين ”يبدو من الاستئناف اعتقاد بعض المسؤولين، أو إبلاغهم بأن الالتزام بالقرار الوزاري الذي ينص على تنفيذ الترحيل سيكون مخالفا [للاعتبارات والقواعد، ملاحظة المحرر]“. ومن المقررعقد جلسة المحكمة خلال الأسبوع الأول من شهر حزيران/يونيو القادم. وفي الأثناء تعتزم حكومة ريشي سوناك مواصلة الاعتقال والاحتجاز.