توفي لاجئ سوري شاب متأثراً بإصابته بعدة طعنات من قبل شاب تركي في مدينة إزمير غرب تركيا، نقل على إثرها إلى المستشفى، حيث توفي هناك.
ووقعت حادثة الطعن قبل أيام في مدينة أزمير، وكشف عنها الناشط الحقوقي طه الغازي في منشور له على صفحته في فيسبوك، أرفقه بصورة للشاب السوري وفيديو يوثق اللحظات الأولى بعد طعنه.
وأوضح الغازي أن عائلة الشاب السوري “إبراهيم دلي حسن” أعلنت عن وفاته، وذلك بعد بقائه عدة أيام في قسم العناية المركزة في أحد مستشفيات إزمير إثر تعرضه لعملية طعن من قبل شاب تركي.
ونقل عن شقيق الشاب المغدور قوله: “يوم السبت الماضي، كان أخي إبراهيم (22 عاماً) رفقة صديقه يتبضعان في حي السنجق، في ساعات المساء الأولى (ما يناهز الساعة 7)، جاء شابان تركيان تجاه أخي وتذرّع أحدهم بطلب ( سيجارة)”.
وأضاف: “أخي قال للشاب أنا لست من المدخنين، حينها قام الشاب التركي بطعن إبراهيم عدة طعنات في أنحاء متفرقة من جسده، تم نقله وإسعافه لأحد المستشفيات الحكومية، ووضع تحت المراقبة الطبية في قسم العناية المركزة لعدة أيام، بالرغم من العناية الطبية التي قدمت له إلا أنّه فارق الحياة يوم أمس متأثراً بجراحه”.
وبحسب ما ذكر الغازي، أوقفت السلطات الأمنية القاتل، وأعلنت عن بدء الإجراءات في مسار محاكمته ومعرفة دوافع وأسباب الجريمة، مشيراً إلى أنه قام بالتنسيق مع عدد من الكوادر الحقوقية في نقابة المحامين الأتراك في إزمير، وذلك بغيّة تقديم كل الدعم القانوني لعائلة الشاب المغدور، و في سبيل متابعة مسارات القضية في ميدان القضاء.
؟
الاعتداء على لاجئات سوريات
وتأتي حادثة الطعن هذه بالتزامن مع حادث عنصري آخر وقع في مدينة أزمير قبل أيام، تمثل بالاعتداء اللفظي والجسدي على عدة لاجئات سوريات مع أطفالهن في حافلة نقل عام داخل المدينة، وطردهم من الحافلة بعد شتمهم والإساءة إليهم.
وعلّق طه الغازي حينها على الحادثة قائلاً: إن اللاجئات السوريات وأطفالهن وُجّهت بحقهم عبارات التحقير والإهانة وتمّ ضربهن وإجبارهن على النزول من الحافلة.
وأضاف أن المعتدين كانوا يتلفظون بعبارات عنصرية مثل (انقلعوا، غادروا بلادنا، عودوا إلى بلادكم)، في الوقت الذي أبدى فيه أحد ركاب الحافلة سعادته من الاعتداء على النساء والأطفال.
تفاقم العنصرية وخطاب الكراهية
وفي مقال له نشر على موقع أورينت نت، اعتبر المحامي والناشط الحقوقي السوري غزوان قرنفل، أنه يكاد لا يمر يوم واحد على السوريين في تركيا دون أن يتعرض أحد منهم لاعتداء لفظي أو بدني بدوافع عنصرية.
وذكر أن خطاب الكراهية للسوريين وللعرب عموماً في تركيا تحول من مجرد كلمات تصدر عن عنصريين لجزء من سلوك مجتمعي يمارسه قطاع لم يعد صغيراً من المجتمع التركي، بعض هذا السلوك انتقل إلى فعل عدواني واعتداءات بدنية بعضها أفضى إلى موت المعتدى عليه.
وانتقد قرنفل تقاعس السلطات التركية عن الاستجابة القانونية اللازمة والزاجرة لمثل هذه الأفعال، معتبراً أن ذلك يشير إلى أن تركيا تعمل بدأب وجهد حثيثين على إنهاء وجود اللاجئين السوريين لديها وطيّ هذا الملف بشكل نهائي.