تلتقي خمس دول أوروبية متوسطية هي قبرص وإسبانيا واليونان وإيطاليا ومالطا، وهي الدول التي تقع على الخطّ الأمامي لاستقبال المهاجرين، يوم الجمعة 19/3، في أثينا، لصياغة “اقتراحات مشتركة” لميثاق الهجرة الأوروبي الجديد و”آلية إعادة مهاجرين”.

ويهدف الاجتماع الوزاري، الذي يستمرّ على مدى يومين، تحت اسم “ميد 5” (الدول الخمسة المطلة على البحر المتوسط)، إلى عرض “المواقف والاقتراحات المشتركة” لهذه الدول التي ترغب أن يأخذها الاتحاد الأوروبي بعين الاعتبار في بروكسل بالنسبة لعبء الهجرة الذي تتحمله هذه الدول، بحسب وزير الهجرة اليوناني نوتيس ميتاراخي.

وتشدد أثينا على “أهمية تطوير آلية أوروبية قوية وفعّالة لإعادة إجبارية لمهاجرين” بعد رفض طلبات لجوئهم، منتقدةً رفض تركيا المجاورة استعادة مهاجرين قدموا من أراضيها.

ويأتي اجتماع أثينا قبل أسبوع من قمة أوروبية تُعقد في 25 و26 آذار/مارس مخصصة للبحث في العلاقات بين الاتحاد الأوروبي وتركيا. ومن المقرر عقد مؤتمر عبر الفيديو بين الرئيس التركي رجب طيب إردوغان ورؤساء الهيئات الأوروبية بعدما حذّرت بروكسل أنقرة من انتهاك القوانين الأساسية.

وتمّ التطرّق إلى آلية إعادة مهاجرين في إطار تطوير “الميثاق الجديد حول الهجرة واللجوء” الذي قدّمته المفوضية الأوروبية في أيلول/سبتمبر الماضي. وبحسب الاتحاد الأوروبي، فإن التعاون مع الدول الأصلية للمهاجرين يمرّ أيضاً عبر المساعدة على التنمية والاستثمارات والتجارة وتنظيم أفضل لطرق الهجرة الشرعية.

وفي منتصف مارس / آذار، اعتبرت المفوضة الأوروبية لشؤون الهجرة إيلفا جوهانسون أنه “من الملحّ” تحديد، بالاتفاق مع الدول الأعضاء، قائمة بالبلدان ذات الأولوية، والتي يمكن عقد مفاوضات معها “لتحسين التعاون” بشأن “إعادة قبول” مهاجرين.
وأعربت المفوضة عن استعدادها لتقديم اقتراحات قيود في مجال التأشيرات حيال الدول التي لا تتعاون بما فيه الكفاية لاستعادة مواطنيها الذين يتواجدون في وضع غير قانوني في الاتحاد الأوروبي.

ويدعو وزير الهجرة اليوناني نوتيس ميتاراخي إلى أن تخلق الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي “ممرات لإعادة” مهاجرين وتحدّد مسارات لإعادتهم، ويكتسب الأمر أهمية كبيرة بالنسبة لأثينا، إذ إن تركيا المجاورة، والتي يأتي منها آلاف المهاجرين واللاجئين كل عام إلى اليونان، لا تقبل إعادة المهاجرين الذين رفضت السلطات اليونانية طلبات لجوئهم.

وتحدث ميتاراخي عن الإعلان المثير للجدل بين الاتحاد الأوروبي وتركيا الموقع في 18 آذار/مارس 2016، في خضمّ أزمة الهجرة لخفض عدد المهاجرين في أوروبا، ودعا تركيا إلى قبول 1450 مهاجراً رُفضت طلبات لجوئهم.بعد خمسة أعوام من توقيع هذا الميثاق، تراجعت أعداد القادمين بشكل كبير، إلا أن الطرفين يتبادلان الاتهامات بعدم احترام تعهّداتهما، وأنقرة ترغب في إعادة النظر فيه، كما تتحدث أثينا عن البروتوكول الثنائي الموقع عام 2001 مع أنقرة الذي يتيح إعادة مهاجرين وصلوا إلى اليونان ورُفضت طلبات لجوئهم إلى تركيا.

وغالباً ما تستخدم أنقرة، التي لا تزال تتحفظ على استعادة مهاجرين، مسألة الهجرة للضغط على أوروبا والمطالبة بمساعدات مالية أكبر للاجئين المتواجدين على أراضيها، والذين يفوق عددهم 3.5 ملايين.

كما تعتزم الدول المتوسطية الخمس أيضاً التطرق إلى مسألة التعاون “التضامني” بين الدول الأوروبية من أجل “تخفيف عبء الهجرة” عن كاهلها كونها “الدول الأولى التي تستقبل المهاجرين”.

في تشرين الثاني/نوفمبر، اعتبرت إيطاليا وإسبانيا واليونان ومالطا أن التضامن غير كافٍ بين الدول الأعضاء الـ27 والذي اقترحته المفوضية في “الميثاق الجديدة حول الهجرة واللجوء”. وأشارت في رسالة مشتركة إلى “اختلالات في التوازن بين تضمان ومسؤوليات” الدول.