هذا الائتلاف الوقح .. د. عوض السليمان.

بمنتهى الصفاقة السياسية والافتقار الأخلاقي، أدان ما يسمى ائتلاف المعارضة السورية، عملية التفجير التي وقعت في مدينتي جبلة وطرطوس، وأدت إلى هلاك المئات من شبيحة الأسد، أولئك الذين يقتلون السوريين من المسلمين السنة في طول البلاد وعرضها.
أول ما يتبادر إلى العقل في عملية الإدانة الرخيصة ، أنها جاءت فقط من أطراف ثلاثة، حتى الآن، هم الأسد، وموسكو، وائتلاف المعارضة أيضاً.13254127_1613615122298311_4973818364160805109_n
ليست المسألّة صدفة، فإن الائتلاف قصد بهذه الإدانة، أن يفتح الباب للدول الغربية، وخاصة الولايات المتحدة الأمريكية، لشجب العملية والتذكير “بإرهاب المسلمين السنة” الذين يدافعون عن أنفسهم. ولعل الأمر أبعد من ذلك، فليس من المستبعد أن يتهم الائتلاف حركة أحرار الشام، سعياً منه لوضعها في قوائم الإرهاب ، بعد أن عجزت روسيا. ومن هذا الباب اتهم الأسد على الفور، أحرار الشام بالعملية علماً أن تنظيم الدولة الإسلامية هو الذي تبناها.
بالعودة إلى الائتلاف فإنه، وإن كانت إدانته وقحة، لكنها ليست مفاجئة، والحقيقة أنني تأخرت عن كتابة مقالي هذا، بانتظار أن أتأكد أن السادة الأعضاء سيشجبون العملية ، وإن عدم تفاجئنا بما فعلوه ناجم عن تاريخهم الأسود، وتاريخ المجلس الوطني الأشد سواداً بالتعامل مع الأسد، والانصياع للغرب والشرق ضد مصالح الشعب السوري.
وللتذكير فقط ، فإن معاذ الخطيب كان قد قال “إن شمس دمشق ستشرق من موسكو” وأن رؤساء الائتلاف قد “ناضلوا” بالفعل لعدم نقل المعركة مع العدو إلى أماكن تواجده في الساحل السوري حيث مركز الأسلحة ومركز الشبيحة أيضاً.
أذكر جيداً أن ميشيل كيلو والجربا والخطيب وبقية الأعضاء لعبوا أقذر الأدوار لإبقاء معركة الأسد في مناطق السنة، والحؤول دون نقلها لأوكاره في اللاذقية وطرطوس. بل إن بعض الأعضاء تعهد بكل قوة لأسياده في الغرب بعدم نقل المعركة إلى مخابئ الأسد.
من المضحك والمؤسف، أن بيان الائتلاف يشير إلى إدانة العملية كونها قصدت المدنيين، متجاهلاً أنها قصدت شبيحة النظام وحسب، وأن كل الهالكين فيها هم من داعمي الأسد بالسلاح والمال والمقاتلين، وإلا فليشرحوا لنا كيف يخرج الشبيحة أفواجاً من طرطوس واللاذقية ليقتلوا السوريين في درعا وحلب وحمص.
أرجو أن تساعد ضربة اليوم، ثوار سوريا بالانتباه إلى نقل المعركة إلى أرض العدو، وعليهم أن يتساءلوا: لماذا يقتل السنة فقط ولماذا يهجر السنة فقط، ولماذا تدور المعارك على أرض حوران ويحاصر الوعر وتدمر حلب.
أجزم أن كل ثوري وكل سياسي معارض للأسد لا يريد نقل المعركة إلى أرض الشبيحة هو متواطئ بالضرورة بقطع النظر عن اسمه وصفته، و أجزم أن كل ثائر يرفع السلاح في وجهٍ غير وجه الأسد هو متواطئ بالضرورة أيضاً.

 

 

رئيس التحرير

مقالات ذات صلة

‫4 تعليقات

  1. يدعي ما يسمى ” الائتلاف الوطني السوري ” أنه يمثل السوريين منذ خمس سنوات.
    و ما رأينا من عندهم أمرا مثبتا واحدا تجاه الشعب السوري.
    كلهم كذابون عبدة المخابرات الأعجمية و هدفهم الوحيد مصالحهم البسيطة : المال و الشهرة ألخ.
    و طبعا لا علاقةََ لهم بالدين أصلا.
    و كما أفاد الدكتور لا أحد استغرب من موقف الائتلاف.

    لن نتذكر منكم إلا سفالتكم يا جماعة الفنادق و الخمر.

  2. الائتلاف وسخ أي نعم، لكنه ليس أوسخ من بشار اأسد، بضل أفضل شوي، كمان هم الله يعينهم بدهم ياكلوا ويشربو ويسكروا كمان، يعني يشحدوا مثلاً

  3. أنقسم المجتمع السوري بعد تفجيري طرطوس و جبله الى أكثر من فسطاط فمنهم من شجب و منهم من ندد و منهم من أيد لكن ما أود أن أقوله ألم يحن الوقت كي يعرفوا مدى حقد النظام الطائفي لدينا و قبله المجتمع الدولي و أدواته القذره عالارض أمثال الائتلاف و الفصائل المجنده و العميله للدول المعادية لحرية الشعب السوري
    فلا مجتمع دولي و لا حقوق انسان و لا حتى العرب سيقدموا لنا يد العون بعدما شاهدنا صمتهم حيال الأجرام الأسدي و الإيراني ممثلة بمليشياتها على الأرض حزب الله إضافةً إلى آلة القتل الروسيه فلهذا يتوجب واتمنى من كل حر و شريف و ليس بخز من الجيش الحر او المعارضه أن يوجه بندقيته الى الساحل و أن يقوموا بنقل المعركه الى عقر دار هذا النظام الغاشم .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى