في مبادرة فريدة من نوعها ، أطلقت مدرسة أفاق السورية للتعليم الأساسي في مدينة الريحانية بتركيا مشروع مكتبة الطفل والمعلّم التعليمية ، وذلك لتنمية مهارات الطفل السوري وتعزيز الجوانب الإبداعيه في شخصيته وتوسيع مداركه الثقافية، إلى جانب المقرر المدرسي المعتمد والمعدل من قبل وزارة التربية في الحكومة السورية المؤقتة، ليتناسب مع تطور الحركة التربوية والتعليمية في تركيا والبلدان المتطورة.
وإلى جانب الطفل يستهدف مشروع المكتبة المحدث أيضا الكادر التربوي والتعليمي، ليبقى المعلم على تواصل دائم ومراجعة مستمرة لاختصاصه ، فضلا عن زيادة ثقافته واطلاعه في مجالات أخرى.
وتحتوي المكتبة على كتب في جميع المجالات التربوية والعلمية، من علوم اللغة العربية وآدابها وفنونها، والعلوم الاجتماعية بأنواعها المختلفة، وعلم نفس الطفل التربوي والتعليمي، إضافة إلى كتب خاصة بالأطفال من شعر وقصص وروايات في العلم والأدب والفن.
اسلوب تربوي وتعليمي رائد
ويقول الأستاذ ياسين جموّل المشرف التنفيذي في مدرسة آفاق “: لايكفي المقرر المدرسي بمفرده في تفتيق الجوانب الإبداعية والمهارية لدى الطفل، فكان لابد من المكتبة لترغيب الأطفال وتحفيزهم إلى حب القراءة والمطالعة ، كما اعتمدنا أيضا اسلوب المسابقات والتكريم في جميع المجالات الأدبية والعلمية، وفي مقدمتها مسابقات حفظ القرآن الكريم والشعر العربي، لتنمية مهارات اللغة والإلقاء لدى الطفل باعتبارها الحامل الرئيس لجميع العلوم الأخرى”. 13165929_10209664439230245_3989979622271856885_n
وأضاف “: لا يستهدف مشروع المكتبة مدرسة آفاق فقط، وإنما جميع المدارس السورية الأخرى ، من خلال تفعيل خدمات الزيارات المنتظمة للمكتبة من المدارس الأخرى، وخدمات قاعات المطالعة لتستوعب الجميع بشكل منظم، وعلى مدار السنة كاملة.
وتتبنى مدرسة آفاق للتعليم الأساسي أساليب حديثة ومتطورة أخرى في التعليم تتناسب مع سن الأطفال من جهة وطبيعتهم النفسية المضطربة وغير المستقرة بسبب ظروف الحرب التي عاشها معظم أطفال سورية من جهة أخرى.
وفي هذا الصدد تذكر مديرة مدرسة آفاق الآنسة أميرة خيتي أنّهم يستخدمون العديد من الأساليب التربوية والتعليمية الحديثة في المدرسة ، ومنها أسلوب التعلم باللعب والتعلم باستخدام إمكانات وسائل وتقنيات الإعلام الحديثة في العرض ، فضلا عن استخدام أسلوب القصاصات الورقية والرسوم والألوان بالنسبة للصفين الأول والثاني الابتدائي.
وتتميز المدرسة التي تستوعب 275 تلميذا من الصف الأول وحتى السادس الابتدائي بكادر تربوي وتعليمي متخصص من المربيات فقط ، فيما يقتصر دور الأساتذة والمربين على جوانب الإشراف والإدارة والعلاقات العامة والمالية ، كما تحظى مدرسة آفاق- ككل المدارس السورية في تركيا- مؤخرا برعاية وإشراف مباشر من وزارة المعارف التركية.
صعوبات وعقابيل
وتشير مديرة المدرسة إلى أنّ هناك عقبتان رئيستان تواجهما مدرسة آفاق -عدا بعض الصعوبات المالية طبعا- ، وهما المشاكل النفسية والتربوية المتعلقة بالحرب التي يعانيها الكثير من الأطفال وخاصة أولئك الذي يأتون حديثا من مناطق “تنظيم الدولة” في الرقة ودير الزور، مبينة أّنهم يبذلون جهدا كبيرا لدمجهم من جديد وذلك بالاستعانة بأخصاء في مجال علم نفس الطفل من سوريين وأتراك.
وأماّ العقبة الثانية كما تذكر خيتي ، فهي وجود أطفال كبار في السن ينضمون إلى المدارس السورية في تركيا بشكل عام ومدرستنا واحدة منها ، وقد تخلفوا عن مدارسهم في سورية لسنوات ، ليجدوا أنفسم في الصف الأول مثلا، بدلا من الثالث أو الرابع طبقا لإعمارهم.
وتوضح مديرة المدرسة أنّهم يدرسون في آفاق خطة مع الجانب التركي لنقلهم إلى صفوف مناسبة لأعمارهم عبر إجراء دورات تقوية مكافئة في هذا الصيف، شاكرة في ختام حديثها تركيا حكومة وشعبا ومنظمة سلام الإنسانية لدعمهما المدرسة والوقوف إلى جانب الشعب السوري في محنته.
وبدوره يقول مؤسس مدرسة آفاق التعليمية ومشرفها العام الدكتور محمد خير الوزير عضو الائتلاف الوطني:” إن تربية النشء السوري وتسليحه بالعلم هو من أهم المهمات الواجبة علينا في هذه المرحلة إذا ما أردنا تحصين وطننا وتحريره .
ويضيف:” لا عجب في ذلك ؛ فصلاح الدين ونور الدين وجيلهما لم يحرروا الشام وأقصاها إلا بعدما تمّ إعدادهم وتربيتهم في مدارس الفكر والعلم والأدب، فهذا الطفل السوري الذي نغرس فيه العلم والأدب اليوم ، هو تلك الشجرة الباسقة التي سيستفيء بظلّها السوريون من عناء الظلم والجهل الطويلين في المستقبل القريب بإذن الله.
وتعتبر مدرسة آفاق التعليمية واحدة من قرابة 20 مدرسة سورية في الريحانية تتواصل فيما بينها عبر ملتقيات علمية دورية منتظمة تُناقش فيها المشاكل والصعوبات التربوية والتعليمة وتُقترح فيها الحلول ، كما يتم عرض ما يتعلق من هذه المشاكل والصعوبات قانونيا وإجرائيا على الجانب التركي.

 

 

سامح يوسف | مصدر