يخطط التحالف الحزبي الحاكم في ألمانيا لتسهيل عملية التجنس بصورة ملموسة. فما هي خطط الحكومة في هذا السياق؟ ومن الذي يحصل على الجنسية في الوقت الحالي؟ وكيف تتعامل الدول الأخرى مع جوازات السفر؟ أسئلة متعددة تجيب عليها الخدمة الصحفية الإنجيلية (epd)وسط نقاش محتدم حول المواطنة والقواعد الجديدة للتجنيس

من يمكنه التقدم بطلب للحصول على الجنسية الألمانية حاليًا؟

 

حاليًا ، يمكن لأي شخص عاش في ألمانيا لمدة ثماني سنوات ولديه حق في الإقامة الدائمة ويستوفي عددًا من المتطلبات الأخرى التقدم بطلب للحصول على الجنسية.

تشمل هذه المتطلبات المهارات اللغوية والقدرة على تأمين سبل العيش الخاصة بشكل مستقل واجتياز اختبار التجنس (Einbürgerungstest) بنجاح.

يمكن لأي شخص لديه ما يسمى بـ “إنجازات الاندماج الخاصة” (Integrationsleistungen) – مثل التمتع بمستوى جيد بشكل خاص من إتقان اللغة الألمانية أو الأداء الأكاديمي أو المهني الجيد – التقدم بطلب للحصول على الجنسية بعد ست سنوات.

عندئذٍ يتمتع أولئك الذين يحصلون على جواز السفر الألماني بجميع حقوق المواطن الألماني ويمكنهم – على سبيل المثال – التصويت أيضًا في انتخابات البرلمان (البوندستاغ).

 

ما الذي يريد ائتلاف “إشارة المرور” تغييره؟

 

في اتفاق ائتلاف الأحزاب الذي يشكل الحكومة الألمانية والمعروف باسم “إشارة المرور Ampel-Koalition”، وافق الحزب الاشتراكي الديمقراطي SPD وحزب الخضر Grüne والحزب الديمقراطي الحر FDP على تقليل العقبات التي تواجه عملية التجنيس.

يريد التحالف الحاكم تقليص فترة الانتظار للحصول على الجنسية من ثماني إلى خمس سنوات، بل وتخفيضها إلى ثلاث سنوات في حالة وجود إنجازات خاصة في مجال اندماج الشخص في المجتمع الألماني.

من حيث الجوهر، لا يريد التحالف تغيير أي من الشروط الأخرى للتجنيس، مثل ضرورة أن يكون المتقدم للحصول على الجنسية الألمانية قادر على إعالة نفسه. بالإضافة إلى ذلك، هناك خطط لتسهيل الأمر على ما يسمى بـ “جيل العمال الضيف” (Gastarbeitergeneration) والسماح بجواز السفر المزدوج، أي أن يحتفظ الشخص بجنسيته الأصلية مع حصوله على الجنسية الألمانية (Doppelpasses).

 

تقع ألمانيا في المنطقة المتوسطة إلى المرتفعة بين الدول فيما يتعلق بالفترة الزمنية اللازمة ليحصل الشخص على جنسيتها
تقع ألمانيا في المنطقة المتوسطة إلى المرتفعة بين الدول فيما يتعلق بالفترة الزمنية اللازمة ليحصل الشخص على جنسيتها

ماذا عن “جواز السفر المزدوج”؟

 

يشترط القانون الألماني حتى الآن التخلي عن الجنسية الأصلية “من حيث المبدأ” قبل التجنس في ألمانيا. ومع ذلك، فإن هذا الأمر لا يتم تطبيقه بالفعل في كثير من الحالات، مثل مواطني الاتحاد الأوروبي أو الدول التي لا يمكن التخلي عن جنسيتها. هناك بالفعل 25 دولة لا يمكن لمواطنيها التخلي عن جنسيتهم، وهذا هو الحال مثلاً في إيران وأفغانستان وسوريا.

في العام الماضي، أصدرت وزارة الداخلية الألمانية الفيدرالية أيضًا مرسوماً بتعليق شرط تسليم جواز السفر الآخر في حالة المواطنين الأوكرانيين، لأن هذا الإجراء الإداري غير ممكن في الواقع بسبب الحرب.

تضمن الاستثناءات العديدة ، وفقًا لوزارة الداخلية الاتحادية، السماح بما يسمى بالجنسية المتعددة في أكثر من ثلثي حالات التجنيس (69 بالمائة) في عام 2021. لذلك يريد التحالف بشكل عام السماح بتمتع الأشخاص بجوازات سفر مزدوجة في المستقبل.

كم عدد الأشخاص الذين حصلوا على الجنسية مؤخراً؟

 

الحقيقة أن الرقم أقل بكثير مما هو متوقع: ففي عام 2021 ، تم تجنيس 2.45٪ فقط من الأجانب الذين عاشوا في ألمانيا لمدة عشر سنوات على الأقل.

في الوقت نفسه – ووفقًا لتقرير الهجرة الصادر عن الحكومة الفيدرالية – وصلت عمليات التجنيس إلى مستوى قياسي في ذلك العام حيث حصل 131595 شخصًا على جوازات سفر ألمانية، والسبب في ذلك هو العدد الكبير من حالات تجنيس اللاجئين السوريين الذين قدموا إلى ألمانيا بأعداد كبيرة منذ عام 2015 وكانوا مؤهلين للحصول على الجنسية في عام 2021 حيث تمكنوا من إثبات تحقيقهم لإنجازات خاصة بالاندماج.

تم تجنيس حوالي 19 ألف سوري في عام 2021، 28 في المائة منهم قضوا ست سنوات فقط في ألمانيا. ولكن قبل ذلك تم تجنيس أشخاص من دول أوروبية أخرى – بما في ذلك تركيا – (حوالي 63000).

كيف تنظم الدول الأخرى عملية التجنيس؟

 

وفقًا لتحليل أجرته مؤسسة كونراد أديناور فإن ألمانيا تقع في المنطقة المتوسطة إلى المرتفعة بين باقي الدول فيما يتصل بعملية التجيس من الناحية الزمنية والتي تبلغ حالياً ثماني سنوات وست سنوات على التوالي.، أي أنها أصبحت في “خط الوسط الأعلى”على مستوى العالم.

على جانب آخر، هناك العديد من البلدان – بما في ذلك فرنسا وفنلندا والولايات المتحدة – لديها مهلة زمنية مدتها خمس سنوات، في حين تكفي ثلاث سنوات من الإقامة في أيرلندا وكندا للحصول على الجنسية. لكن بعض البلدان مثل سويسرا وليتوانيا وإسبانيا لديها فترات أطول للتجنيس.

وفقًا للتحليل، يُسمح بجواز السفر المزدوج في معظم أنحاء أوروبا. وبالإضافة إلى دول مثل النمسا وإستونيا وهولندا تعد ألمانيا من الدول التي تسمح بإزدواج الجنسية لكن في حالات خاصة.

 

 

 

 

ع.ح./ د.ص. (epd)