قال سالم المسلط، المتحدث باسم الهيئة العليا للمفاوضات، التابعة للمعارضة السورية، إن “لقاءها اليوم مع المبعوث الأممي ستيفان دي مستورا، كان إيجابيا”، مبينًا أنهم بانتظار ردٍ من وفد النظام حول المطالب الإنسانية بعد لقائهما غدًا.

وفي تصريح عقب اللقاء مع المبعوث الأممي، مساء اليوم الإثنين، في مدينة جنيف السويسرية، أضاف المسلط، “اجتمعنا مع دي مستورا لمناقشة ما جئنا لنناقشه، وهو القرار 2254، ورفع الحصار عن المناطق المحاصرة، ووقف قصف المدنيين، وكذلك إطلاق سراح المعتقلين”.

وشدّد بالقول إن “رسائل دي مستورا كانت إيجابية، ونتمنى تطبيقها، وأعتقد أنه سيقابل غدًا وفد النظام، وننتظر الردود على ذلك”.

من ناحية أخرى، أوضح السلط أن “الهدن (في بعض المناطق) جرت تحت تهديد السلاح والقتل والتجويع، وماذا فعل (النظام) عند التهديد في بعض المناطق، باعتقال الشباب وتجويع المناطق، الهدن ليست فاعلة، نحن نريد حلًا جذريًا لمشاكل السوريين في كل المناطق”.

وأكد أنهم “يريدون رفع الحصار عن كل المناطق، حيث إن هناك 18 منطقة محاصرة، بغض النظر عن الطرف، الطرف الحقيقي الذي يحاصر ويجوع هو النظام، ونريد رفع المعاناة عن كل السوريين دون استثناء”.

وأشار أن “الاجتماع اليوم هو لمناقشة الأمور الانسانية، وهكذا تبدأ الأمور، وجئنا من أجله، وإن كانت هناك نوايا صادقة من الطرف الآخر، هناك عملية سياسية نسعى إلى إنجاحها، إن تحقق ما جئنا لأجله”.

وفي السياق ذاته، ذكر أن “الأمور الإنسانية نص عليها بيان الرياض (قبل أكثر من شهر)، كبوادر حسن نية، ولكن نتحدث عن قرار دولي وقعت عليه 15 دولة، منها دول دائمة العضوية، وواحدة منها تقترف جرائم بحق الشعب السوري (روسيا)، وواجب الدول إقرار ما وقعت عليه، وهذه النقاط ليست للتفاوض”.

واعتبر أنه “إذا كان نقل حليب والخبز مطلوب للمفاوضات، فإن هذا كارثة، ويجب على المجتمع الدولي أن يكون على قدر تحمل المسؤولية، تجاه تنفيذ ما يرفع عن الشعب معاناته”، على حد تعبيره.

كما لفت إلى أن “جميع الفصائل الثورية موجودة في وفد المعارضة، سواء في مؤتمر الرياض، أو الهيئة العليا للمفاوضات، أو الوفد المفاوض، حيث إن الكل ممثل فيه”.

وعن تصنيف هذه الفصائل بالإرهاب، قال المسلط إن “التصنيف لدى روسيا أن كل السوريين إرهابيون، باستثناء النظام، وهذه مغالطة، الإرهاب هو النظام وما استقدمه من ميليشيات إرهابية من الخارج، وما صنعه من ميليشيات في الداخل”.

وأكد قائلًا “نعرف من هو الإرهابي والمناضل، ونعتز بوجود الفصائل، وهي معتدلة، وتحرص على حياة الشعب السوري، ولكن من يقوم بقتل الشعب السوري، هو النظام، وروسيا، الذي سيجلب هتلرًا جديدًا، ونحن نعاني من هتلر في سوريا”، على حد تعبيره.

وانتهت الجلسة التفاوضية بين وفد المعارضة السورية، والمبعوث الأممي ستيفان ديمستورا، بعد أن استغرقت نحو ساعتين.

مباحثات جنيف تتواصل في ظل استمرار القصف

تستمر مباحثات جنيف لإحلال السلام في سوريا،thumbs_b_c_22434ca95d410b0ade6e5a1d80645fdd التي بدأت في 29 كانون الثاني/ يناير المنصرم، برعاية الأمم المتحدة، في ظل تواصل الغارات الروسية، والحصار المفروض من قِبل النظام، على المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة.

وبحسب المعلومات الواردة من مصادر محلية، فقد استهدفت المقاتلات الروسية، طيلة الأسبوع الفائت، عدداً من المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة في ريف اللاذقية الشمالي، ومحافظتي حلب وإدلب.

وزوّدت الشبكة السورية لحقوق الانسان، مراسل الأناضول بمعلومات عن مقتل 153 مدنياً في الغارات الروسية خلال الفترة الممتدة من 25 إلى 31 كانون الثاني/ يناير الماضي.

ففي بلدة عندان التابعة لمحافظة حلب، قُتل اليوم الاثنين، 4 أشخاص وجُرح 60 آخرين، جراء استهدافه من قِبل المقاتلات الروسية.

وفيما يلي احصائيات عن الغارات الروسية خلال الاسبوع الذي سبق بدء مفاوضات جنيف:

31 كانون الثاني/ يناير: قامت المقاتلات الروسية باستهداف مركز ثقافي ومنطقة مأهولة بالمدنيين في محافظة حلب، أسفر عن مقتل 3 أشخاص وجرح 6 آخرين.

30 كانون الثاني / يناير: قُتل 5 أشخاص في مخيمات اللجوء الموجودة بمنطقة بايربوجاق بريف اللاذقية الشمالي، عقب تعرض المخيم لاعتداء بقذائف هاون وصواريخ، وفي نفس اليوم سقط صاروخ بالستي، على مدينة اعزاز بحلب، أطلقته روسيا من قاعدتها في محافظة اللاذقية.

في 29 كانون الثاني/ يناير: استهدفت المقاتلات الروسية شاحنات المساعدات الإنسانية في مدينة اعزاز بحلب، ما أسفر عن مقتل شخصين وإصابة 10 آخرين.

28 كانون الثاني/ يناير: قُتل 18 شخصا وأصيب 28 آخرين خلال استهداف المقاتلات الروسية لمسجد وأحياء مأهولة بالسكان في بلدة كفر تخاريم بمحافظة إدلب.

26 كانون الثاني/ يناير: استهدفت الطائرات الحربية الروسية سوقاً شعبياً في منطقة أريحا التابعة لمحافظة إدلب، أسفر عن مقتل 9 أشخاص وجرح 12 آخرين.

– استمرار الحصار:

من جانب آخر، أعلنت الامم المتحدة في 28 كانون الثاني الماضي، عن ارتفاع عدد المناطق المحاصرة في سوريا من 15 إلى 18 منطقة، معظمها في ريف دمشق، حيث تم إيصال مساعدات إنسانية محدود لمدينة مضايا، مرتين، وللزبداني مرة واحدة، فيما تستمر حالات الموت جوعاً في تلك المناطق.

وجاء في بيان نشرته هيئة التفاوض العليا التابعة للمعارضة السورية المشاركة في مفاوضات جنيف في 30 كانون الثاني/ يناير الماضي، أنّ الهيئة لن تشارك في المباحثات قبل أخذها ضمانات من الأمم المتحدة والدول الفاعلة في القضية السورية، بخصوص رفع الحصار عن المناطق، وإيصال المساعدات الإنسانية إلى الأهالي، بالإضافة إلى إخلاء سبيل المعتقلين.

وحظيت هيئة التفاوض العليا للمعارضة السورية، التي تم تشكيلها في العاصمة السعودية الرياض قبل نحو شهر، بدعم وتأييد معظم الشرائح والفصائل العسكرية المعتدلة في سوريا، إلا أنّ استمرار حصار النظام للعديد من المناطق والقصف الروسي المتكرر على مواقع المدنيين، زادت من العوائق التي تقف أمام المعارضة الراغبة في المشاركة بالمباحثات.

وخلال تصريحاته الصحفية التي أعقبت لقائه بالمبعوث الأممي”استيفان دي مستورا”، قال “سالم المسلط” أحد المتحدثين باسم لجنة التفاض العليا للمعارضة، نرغب في البدء بالمحادثات، لكن علينا أن نلمس أولاً الجدية في تطبيق القرارات المتخذة من قِبل الدول الاعضاء في مجلس الأمن الدولي، والجدية في إيصال المساعدات إلى أطفال سوريا الذين يموتون جوعاً، إضافة إلى الجدية في العمل على إطلاق سراح المعتقلين”.

وكان رئيس وفد النظام “بشار الجعفري” في جنيف، قد أعلن عقب لقائه بالمبعوث الأممي، أنّ النظام لن يقبل بأي شروط مسبقة للبدء بالمحادثات.

“دي مستورا”:اجتماع اليوم مع المعارضة السورية بداية رسمية لمباحثات جنيف

قال المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا ستيفان دي مستورا، إن اجتماعه اليوم الاثنين مع وفد المعارضة السورية، يشكل بداية رسمية لمباحثات جنيف.

جاء ذلك في تصريح صحفي أدلى بهthumbs_b_c_4fb9b434d94d46cc25c0ab0855ca9f0c “دي مستورا”، عقب لقاء استمر نحو ساعتين مع وفد المعارضة، بمقر الأمم المتحدة، في جنيف.

وأوضح “دي مستورا”، أن “المعارضة السورية لا زال لديها تحفظات على تنفيذ المطالب الإنسانية، تتمثل في وقف القصف، وفك الحصار عن المناطق المحاصرة، وإيصال المساعدات”، مضيفا أن “إطلاق سراح المعتقلين سيكون مؤشرا جيدا في بداية المحادثات”.

وكشف أن “يوم غد سيشهد لقائين مع أطراف الصراع، الأول مع وفد النظام، واللقاء الثاني سيكون مع وفد المعارضة”، مشيرا أنه “يهدف إلى ضمان تمثيل جميع أطياف السوريين في المباحثات”.

وجدد المبعوث الأممي التأكيد على ضرورة “عمل القوى الكبرى لإنجاح المباحثات، من أجل وقف القتال في سوريا”.

الاناضول | مصدر