الوعر آخر معاقل ثوار حمص … بين مطرقة النظام وسندان التعتيم الإعلامي

يعيش أهالي الوعر، أحد أكبر أحياء حمص -المحتلة من قبل الشبيحة والمليشيات الشيعية اللبنانية- ، تحت حصار محكم منذ أشهر, استنفذت فيه معظم المواد الغذائية المخزنة داخل الحي, إضافة للأدوية الخاصة بالعمليات والامصال وأكياس الدم , وينقسم الحي إلى الوعر القديم والوعر الجديد , وهو آخر أحياء مدينة حمص الخارجة عن سيطرة قوات الأسد.

ويبلغ تعداد سكانه اليوم 125000 نسمة, إلا أن مصدراً من داخل الحي أكد وجود 65 ألف مدني فقط الآن.
في غياب الكهرباء, ومعظم شبكات الإنترنت بات الحي يعاني من تصعيد عسكري شبه يومي بالأسلحة الثقيلة , من قصف، وتمشيط ليلي , على كافة جهات الحي , بالإضافة للقصف بالهاون والصواريخ والأسطوانات, وهي ذات السلاح الذي تسبب بمجارز رهيبة , كمجزرة العيد في حديقة ألعاب الأطفال … وغيرها , ما يودي باستشهاد العشرات، والتي كان آخرها سقوط صاروخ أرض _ أرض على المباني السكنية قبل يومين, والذي أسفر عن شهيد واحد – انثى -, و12 جريحاً, معظمهم من الأطفال والنساء, كما يسقط كثير من الشهداء، جراء القنص الذي يطال الأهالي من كافة الزوايا، ولا يميز بين طفل أو كبير، وهذا ما جعل الخروج من المنزل محفوفا بالمخاطر. وفوق كل ما سبق فإن ثمة قصف على الحي من قبل القرى الشيعية كـ “الزرزورية” و”عيصون”.
بالاسم هدنة:
يحاصر الحي ثكنات عسكرية عدة مثل الكلية الحربية, والمشفى العسكري, ومشفى حمص الكبير, وبرج الغاردينيا, وفرع امن الدولة, وكتيبة المدفعية التي تغطي الغابة بـ 11 حاجزاً, والجزيرة التاسعة بأبراجها إضافةً لبساتين الحي الذين تحتلها الميليشيات الشيعية.
تم فرض هدنة مع قوات النظام بداية العام 2015 ، ما أدى لتهدئة القصف، إلا أن الأمر لم يخلُ من أعمال القنص والتمشيط العدائية، مع منع شبه كامل لإدخال المواد الغذائية، وعدم السماح لسيارات الخضار بالدخول كي لا يتم تخزينها داخل الحي.
ماذا حصل في الحي يومَ أمس؟
بعد عصر يوم الأحد دُعِيَ إعلاميو ونشطاء الوعر من قبل الهيئة الشرعية واللجنة التفاوضية , لتوضيح بعض الأمور, وذلك على أساس أن الهيثة هي الجهة الرسمية المسؤولة عن كل شيء يتعلق بالوعر, وقد تحدث الكثير من الناس لـ (مصدر) أن اللجنة وصلت حد التدخل بشؤون الناس, وفي أدق التفاصيل.

وعندما دعت الإعلاميين للاجتماع الذي جاء إثر غدر قوات النظام وقصفها للحي، فإنها كانت تقصد أيضاً تحجيم العمل الإعلامي إذا لم يرجع فيه إليها.
فمع أن الاجتماع نص على وحدة الصف، ونبذ الخلافات، ونبه إلى أذناب النظام، وأكد على روح الثورة , إلا أن اللجنة والهيثة أكدت حسب مصادرنا على ضرورة رجوع الجميع للجنة, وعدم نشر أي خبر عبر الانترنت أو توصيله لأية جهة, إلا بعد الرجوع للهيئة الشرعية, تحت طائلة المحاسبة ؟ وهو ماأعتبره البعض لغة تشبيحية استخدمتها الهيئة كما النظام ,وحسب مصادر كان أسلوب الحديث صارماً وبلغة الأمر، علماً أن الهيئة غير مؤهلة على الإطلاق بالتصرف ولا تمتلك المؤهلات العلمية في بعض المسائل الشرعية والاعلامية.

كما يؤخذ عليها من البعض عدم امتلاكها لخطط مستقبلية أو بديلة , في حال استمر النظام بسياسة الحصار والتجويع .
الهيئة المذكورة، تأسست عام 2013, و يترأسها مجموعة من المشايخ مثلها مثل أية هيئة شرعية في المناطق المحررة, إلا أن هيئة حي الوعر تتدخل بكل شيء, مع الأخذ بالعلم أن الحي خالٍ من مكتب إعلامي مستقل.
وقد طالب الأهالي والاعلاميين بضرورة وجود مكتب إعلامي مستقل لايتبع لأي وصاية , إذ أن هناك الكثير من الأمور يجب الوقوف عندها, وأهمها انتشار الحبوب المخدرة والحشيش, ومن الضروري إيجاد فريق إعلامي دون املاءات وضغوط من أحد, ودون تبعية.

 

http://zamanmasdar.net/2016/03/24/%D9%84%D9%85%D8%AC%D8%B1%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D9%83%D9%88%D9%83-%D8%AA%D8%AD%D9%82%D9%8A%D9%82%D8%A7%D8%AA-%D9%88%D8%AA%D8%B9%D8%B0%D9%8A%D8%A8-%D8%AA%D8%AA%D8%B3%D8%A8%D8%A8-%D8%A8%D8%A8%D8%AA-2/

 

رزق العبي | مصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى