عثرت السلطات التركية فجر الثلاثاء على جثة الطفل السوري “خالد حسين حياني” 12 عاماً مخنوقاً في قبو المبنى الذي يقطن فيه مع عائلته بحي Çiftlikköy التابع لمنطقة ينشهير بعد اختطافه.
وروى الناشط “أحمد محمد القزعل” أن عائلة الطفل حياني تقيم في المجمع السكني رقم A بمدينة مرسين، وصباح يوم الاثنين ذهب الطفل إلى مدرسته كعادته ولكنه لم يعد.
وأضاف المصدر أن والد الطفل “حسين الحياني” تلقى اتصالاً من مجهول يخبره باختطاف ابنه ويطالبه بفدية قيمتها 400 ألف يورو، وحذره من إبلاغ الجهات المعنية، وأرسل صوراً لطفلهم خالد وهو مكبل اليدين.
وبحسب محدثنا كان الخاطف الذي تبين فيما بعد أنه حارس المبنى الذي تسكن فيه العائلة يظن أن أهله يملكون متجراً للذهب، لكن الحقيقة خلاف ذلك فوالد الطفل لديه مكتبا لتأجير السيارات.
وتابع القزعل أن الحارس عاود الاتصال بوالد الطفل فرفض الثاني إعطاءه الفدية، وأخبره أنه لا يملك هذا المبلغ، وأن لديه مكتب لتأجير السيارات وليس متجرا للذهب.

وعرض الأب رسالة نصية على هاتفه من القاتل مرفقة بصورة الطفل مقيداً وكُتب فيها باللغة العربية: “إذا أبلغت الشرطة سيموت ابنك وطلب منه 200 ألف دولار و200 ألف يورو مساء الخميس”.

وقام والد الطفل بإعلام السلطات التي جاءت على الفور للمجمع السكني وبدأت بمتابعة الكاميرات الأمنية، ليتبين لها أن الطفل جاء من المدرسة ولم يغادر المجمع السكني.

ولأن خيوط الجريمة لا تكتمل لاحظت أجهزة الأمن التركية أن الكاميرات الأمنية في القبو كانت مطفأة يوم وقوع الحادث والشخص الوحيد الذي لديه مفتاح القبو هو حارس البناء، وحاولت الأجهزة الأمنية الدخول إلى القبو فرفض الحارس “ح. س” بذريعة عدم وجود إذن من النائب العام

وداهمت الشرطة القبو فوجدت جثة الطفل مخنوقاً وملفوفاً بسجادة حيث كان يعتزم الحارس إخفاءها قبل كشفه.
وقامت الشرطة بإلقاء القبض على حارس البناء وإبعاد عائلته من المنطقة حيث كانت تقطن بنفس المجمع السكني الذي كان يقيم به أهل الطفل المقتول، وتم إحالة الجاني للعدالة وفق الأصول القانونية.
وفي التفاصيل نقل موقع tgrthaber عن أحد سكان المبنى ويدعى “إينيس أوتر” أن الصبي اختفى بعد قدومه من المدرسة أمس.
وقال: بعد علم الجاني بقدوم الشرطة أغلق كاميرات المبنى بما فيها كاميرا القبو.
وروى المصدر أن شقيقه الصغير رأى الطفل خالد يوم الجريمة وهو ينزل مع الحارس وصهره إلى الطابق السفلي، واختطف الطفل ليتصل الحارس بذويه ويبلغهم أنه يريد فدية 400 ألف يورو، معتقداً أن عائلة الطفل تعمل في المجوهرات، مهدداً بقتل الطفل إن لم يفعلوا وهو ما حصل للأسف.
وبدورها كشفت وكالة “DHA” التركية أن القاتل يدعى “حسن سينجوز” وهو متزوج وأب لطفلين ، ويعمل في الموقع منذ 17 عامًا ، وتم اعتقاله ونقله إلى مركز الشرطة للإدلاء بشهادته ليعترف بجريمته.
وسجلت الولايات التركية خلال الأشهر الفائتة، زيادة كبيرة في معدل الجرائم التي استهدفت اللاجئين السوريين، قُتل خلالها عدد من الشبان، في حوادث عنصرية، فيما طالت حوادث الاعتداء أيضاً محال ومتاجر السوريين في عدد من الولايات أبرزها أنقرة وإسطنبول.
وكانت الطفلة السورية “غنى مرجميك” 9 سنوات قد لقيت مصرعها على يد مواطن تركي بمدينة كيلس في نيسان الماضي بعد عودتها من المدرسة.
ونتيجة للبحث الذي أجرته الأجهزة الأمنية تم العثور على جثتها في بئر ماء، في فناء منزل بقرب منزلها وكانت يداها مقيدتين إلى عنقها.
وقالت وكالة “الأناضول” حينها إن رجال الإطفاء الذين أتوا إلى مكان الحادث بدؤوا العمل على تصريف المياه في البئر. وبعد سحب المياه من البئر، تم رفع جثة الطفلة السورية غنى من البئر من عمق 12 متراً.

وضمن نطاق التحقيق الذي أجرته إدارة الشرطة الإقليمية تم التوصل إلى القاتل الذي كان يجلس مع أهل الضحية غنى مرجمك أمام منزلهم وكأن شيئاً لم يكن، كما تم اعتقال شخص آخر على صلة بالحادث.