يبدو أن جديدا طرأ على عجل، جعل الشرطة في 3 دول أوروبية تنهمك منذ الاثنين الماضي في بحث جديد عن الطفلة البريطانية Madeleine McCann التي كانت بعمر 3 سنوات حين اختفت في 3 مايو 2007 من حيث كانت تمضي عطلة مع والديها وشقيقتيها التوأمين بمنتجع Praia da Luz الشهير كمعلم سياحي في منطقة Algarve الساحلية بجنوب البرتغال.

كانت نائمة مساء ذلك اليوم، كشقيقتيها البالغتين 18 شهرا، فيما كان والداها يتناولان العشاء مع سياح بريطانيين في مطعم مجاور لشقة استأجرتها الأسرة بطابق أرضي من سكن فندقي، وفقا لتقرير نشرته “العربية.نت” قبل عامين، واستندت فيه إلى ما قاله Christian Hoppe كبير مفتشي وكالة الجرائم الفيدرالية الألمانية، لصحيفة “التايمز” البريطانية.

ملخص ما صرّح به هوب، أن أحدهم دخل الغرفة تسللا، وحمل “مادلين ماكان” عن السرير النائمة عليه، ومضى بها إلى حيث اختفى له ولها كل أثر. ولم يكن ذلك الخاطف، سوى ألماني اعتقلته الشرطة الألمانية فيما بعد بجرم مختلف، زجته بسببه وراء القضبان. إلا أن كريستيان هوب لم يذكر اسمه ذلك الوقت للصحيفة، ثم مضى عامان من الصمت على قضية “أشهر طفلة مختفية في العالم” إلى أن طرأ الجديد العاجل الأسبوع الماضي، فأعلنت الشرطة في ألمانيا وبريطانيا والبرتغال حالة طوارئ.

ومع أن تفاصيل الطارئ الجديد لم تتضح بعد تماما، إلا أن السلطات القضائية بالبرتغال ذكرت في بيان أمس الثلاثاء أن البحث مجددا عن أثر ما للطفلة “يتم بطلب من السلطات الألمانية، وبالتعاون مع السلطات البريطانية” ويجري قرب سد Arade البعيدة منطقته 50 كيلومترا عن حيث اختفت مادلين قبل 16 عاما.

ويعني البحث في منطقة محددة هذه المرة أن معلومات مهمة ومحصورة حصلت عليها السلطات الألمانية، ربما بصفقة مع السجين لديها، قد تؤدي إلى العثور على “أثر” لجسم مادي، أو شيء ما له علاقة بالمختفية، وفقا لما استنتجت صحيفة Correio da Manhã البرتغالية، من نقل فرق تنقيب لكميات من تربة منطقة السد “لتحليلها بحثا عن ألياف من بيجاما الطفلة” مضيفة أن السلطات “تعمل بدقة في ضرب الأرض بالمعاول، سنتيمتر بسنتيمتر، للكشف عن أي تشوه بالأديم يشير إلى تعرضه للانتهاك” طبقا لما نقلت عن مصدر لم تذكر اسمه.

اعتقاد بوجود رفاتها في المنطقة

قالت أيضا، إن فرق التنقيب بالمنطقة تستخدم تكنولوجيا متقدمة، ومعززة بكلاب بوليسية مدربة وموارد كبيرة، بمشاركة 10 ضباط شرطة، يشرفون على عمليات البحث، “لأن السلطات الألمانية تعتقد أن رفات “مادلين مكان” موجود في تلك المنطقة التي تم تطويقها ونصبت خيمة زرقاء فيها، ثم وصلت 12 سيارة وشاحنة (..) وسيتم إبلاغ أسرة الطفلة بأي تطورات”، وفقا لما أنهت تقريرها.

والمعروف أن السلطات الألمانية، أوضحت في منتصف 2020 أن سبب علاقتها باختفاء الطفلة، يعود لاعتقادها بأن الألماني Christian Brueckner البالغ 45 حاليا، مشتبه به في اختفائها، برغم نفيه المتواصل، فقد نقلت صحيفة Bild الألمانية عن أحد المحققين، أنه أمضى سنوات عدة في البرتغال، خصوصا في منطقة Praia da Luz أو “شاطئ النور” بالذات، فيما يقضي حاليا حكما بالسجن 7 سنوات في ألمانيا، لإقدامه في 2005 على اغتصاب امرأة برتغالية عمرها 72 عاما.

كما اتهمه القضاء الألماني قبل عام بارتكاب سلسلة جرائم جنسية بين عامي 2000 إلى 2017 ضحاياها أطفال في البرتغال أيضا. أما الاشتباه به في قضية الطفلة مادلين فيشمل إقدامه على قتلها بعد اعتداءات جنسية عليها، فقد عثروا في “لاب توب” كان يستخدمه قبل اعتقاله على صور لمنطقة السد، إلا أن أي تهمة لم توجه له حتى الآن بهذا الخصوص، فيما التفاؤل كبير هذه المرة بحل أحد أكبر الألغاز.