كشف الناشط الحقوقي المهتم بشؤون اللاجئين السوريين في تركيا، طه الغازي، تفاصيل مقتل اللاجئ السوري صالح السباكة، يوم أمس السبت، على يد شاب تركي في مكان عمله بمنطقة بيرم باشا في إسطنبول.

وقال الغازي في منشور على صفحته في فيسبوك، إن الشاب السوري ” صالح العبد السباكة (28 عاماً) توفي صباح السبت، نتيجة تعرضه للطعن بأداة حادة، وذلك أثناء وجوده في أحد المعامل بالمنطقة الصناعية في بيرم باشا بإسطنبول.

ولفت الغازي إلى أنه بعد التواصل مع مُلّاك المعمل والعاملين فيه، تبيّن أن السباكة قد أبلغ قبل أيام قليلة صاحب المعمل بحاجته الماسّة للعمل وفق نظام (اليوميات) وذلك في سبيل تقديم الدعم المالي لعائلته في سوريا.

 


 

ووقعت الجريمة قرابة الساعة 10.30 صباح السبت، حيث تطوّر نشوب جدالٍ لفظي بينه وبين أحد العمال الأتراك “بذريعة تنظيف الحمام” إلى عراك بالأيدي، ليقوم الموجودون في المعمل بإخراج (الجاني) من  المكان، إلا أنه توجه بعد ذلك إلى أحد المطاعم المجاورة لمكان العمل وأخذ سكيناً بيده.

عقب ذلك دخل الجاني إلى المعمل وقام بطعن صالح طعنة مباشرة في منطقة القلب، وقام كذلك بطعن شاب آخر لاجئ من الجنسية الأوزبكية.

وتم نقل المصابين إلى مستشفى Kolan، وبالرغم من كل التدخلات والإسعافات الطبية التي قُدمت للشاب السوري صالح إلا أنّه فقد حياته متأثراً بإصابته المباشرة في منطقة القلب.

أما الشاب الآخر فما زال في العناية المشددة وفق الغازي الذي قال إنه تعرض لطعنة حادة في منطقة الرقبة، فيما تم توقيف (الجاني) من قبل عناصر الشرطة، وتم نقله إلى إحدى المراكز الأمنية في المنطقة.

وحول دوافع الجريمة، ذكر الغازي أنه لدى سؤال صاحب المعمل والعمال الأتراك عن دوافع الجناية وعن وجود مشاحنات أو خلافات سابقة بين القاتل والضحية، فقد أجمع الكل على أنّ الشاب صالح كان حسن الخُلق طيب المعشر محبوباً من قبل الجميع، وكان يتنقل بين المعامل كعاملٍ يبحث عن العمل وفق نظام (اليوميات)، وإن يومه الأول في هذا المعمل ينفي أي علاقة أو خلاف سابق بينه وبين الجاني.

وتم نقل الجثة إلى مركز الطب العدلي في منطقة “بكر كوي” لإتمام إجراءات التقرير الطبي المقترن بواقعة الوفاة، لتتم عملية نقلها إلى الداخل السوري (بناءً على رغبة عائلته).

ووفق الناشط علاء يونس، فإن الشاب السوري هو من مواليد قرية الجابر التابعة لمدينة معدان بريف الرقة، وكان يمتلك بطاقة الحماية المؤقتة الصادرة عن دائرة الهجرة في ولاية شانلي أورفا، وكان قد قدِم إلى تركيا في عام 2018.

وقال يونس إن جثة السباكة موجودة حالياً في مغسلة “علي بي كوي” في إسطنبول حيث ستتم الصلاة على جثمانه قبل أن يتم نقله إلى الداخل السوري.

 

تزايد العنصرية ضد السوريين في تركيا

وخلال الفترات الماضية زادت حدّة مشاعر العنصرية ضد اللاجئين السوريين في تركيا مدفوعة بمجموعة من العوامل من أبرزها تحريض المعارضة التركية في خطاباتها أكثر خلال فترة الانتخابات، حيث كان من أبرز برامج المعارضة ترحيل ما ادعت أنهم “10-12 مليون لاجئ سوري في البلاد.

ومطلع شهر أيار الجاري، قال شقيق اللاجئ السوري (خالد المصطفى) الذي لقي حتفه في مدينة الريحانية جنوب تركيا في لقاء تلفزيوني له مع راديو أورينت، إن مجموعة من الأتراك الذين يقطنون بالحي نفسه جاؤوا إلى منزل شقيقه بسيارتهم ونادوه، وعندما نزل إليهم قاموا بطعنه في قلبه، الأمر الذي تسبب بوفاته على الفور.

وحول سبب طعن الأتراك للاجئ السوري، بيّن شقيقه “حسام” أن السبب الحقيقي للجريمة لم يُعرف بعد وأن أخاه لا يعادي أحداً، فهو يسكن منذ فترة في الريحانية برفقة زوجته وأطفاله الثلاثة، مؤكداً أن عائلته خائفة من تقديم شكوى ضد المجموعة المعتدية حتى لا تتعرض للأذى.

يذكر أنه في ثالث أيام عيد الفطر، تسبّب حادث عنصري ضد اللاجئين السوريين في ولاية كلس، بوفاة فتى مراهق عقب طعنه بالسكاكين على يد أقرانه الأتراك، وذلك بسبب شجار دار بينهم تم على إثره نقل الشاب السوري إلى المستشفى القريب، حيث فارق الحياة.

وفي الخامس من الشهر الماضي أيضاً عثرت فرق الشرطة والإنقاذ التركية على الطفلة السورية “غنى مرجمك” مقتولة داخل بئر بولاية كلّس وتحديداً في منزل تعود ملكيته لمواطن تركي يُشتبه بارتكابه للجريمة.