أوروبا، خصوصا دول الاتحاد الأوروبي، في حالة طوارئ بدأت منذ أسبوع وتنتهي الثلاثاء المقبل، بسبب مخاوف من وقوع “هجمات إرهابية” خلال احتفالات ليلة رأس السنة، ما حمل معظم دول القارة على اتخاذ إجراءات أمنية مشددة، أهمها في فرنسا التي نشرت 90 ألف شرطي في كل أنحائها وسط “تهديد إرهابي مرتفع للغاية”، بسبب ما يجري في غزة.
نشرت فرنسا أيضا 5000 جندي “وسط مخاوف من وقوع هجوم إرهابي محتمل”، بحسب ما قال وزير الداخلية Gerald Darmanin في مؤتمر صحافي عقده أمس في باريس، وتوقع فيه أن يحتفل أكثر من مليون و500 ألف شخص بليلة رأس السنة في جادة “شانزليزيه” وحدها، والشيء نفسه من طوارئ يحدث في الجانب الآخر من العالم، حيث الخطر محتمل في نيويورك بشكل خاص، بحسب ما نراه في الفيديو المعروض.
قال دارمانان أيضا: “طلبت تعبئة كثيفة جدا لقوات الشرطة والدرك في سياق تهديد إرهابي مرتفع للغاية”، وشرح أن رجال الشرطة سيكونون قادرين على استخدام المسيّرات لأول مرة كجزء من العمل الأمني، وسيتم نشر عشرات الآلاف من رجال الإطفاء، إضافة لطائرتي هليكوبتر فوق كل منطقة بباريس.
الطاعن الإيراني الأصل
ومن المرجح أن تتحور احتفالات ليلة رأس السنة في باريس حول دورة الألعاب الأولمبية، الموعودة من 26 يوليو إلى 11 أغسطس المقبلين في باريس، بما في ذلك مجموعات DJ لمنسقي موسيقى الاحتفالات، إضافة إلى الألعاب النارية وعروض الفيديو عند “قوس النصر” في قلب العاصمة الفرنسية.
والسبب في تسليط الضوء على الحاجة إلى تشديد الإجراءات الأمنية قبل الألعاب الأولمبية، هو ما تعرض له سائح ألماني، من طعن حتى الموت في هجوم بالسكين قام به إيراني الأصل، ولد قبل 26 عاما في فرنسا باسم Armand Rajabpour-Miyandoab ثم “تدعوش” وانقضّ طعنا في 2 ديسمبر الجاري على السائح الذي أفرجت الشرطة عن اسمه الأول فقط، وهو Collin البالغ 24 عاما. كما أصاب بريطانيا كان في منطقة “برج إيفل” أيضا.
وفي ألمانيا منعت السلطات الزيارات السياحية إلى “كاتدرائية كولونيا” الشهيرة عشية عيد الميلاد، وواجه المصلون عمليات تفتيش أمنية وسط مخاوف متزايدة من هجوم محتمل، فيما قالت الشرطة إنها تتخذ الاحتياطات اللازمة برغم أن المتوافر لديها من معلومات يتعلق بهجمة ما ليلة رأس السنة فقط، على حد ما استنجته وسائل الإعلام المحلية من عبارات مما قاله المتحدث باسم الشرطة Wolfgang Baldes في مؤتمر صحافي.
أماكن العبادة مستهدفة أيضا
وفي النمسا، قال المسؤولون إنهم عززوا الإجراءات الأمنية حول كنائس العاصمة فيينا، كما في أسواق عيد الميلاد وما بعده، بينما حافظت السويد على حالة تأهب قصوى سبق أن أعلنتها ببداية الصيف ومستمرة للآن. أما في هولندا، فقرأت “العربية.نت” بموقع صحيفة “الصن” البريطانية، أن مستوى التهديد الإرهابي ارتفع فيها منذ الأسبوع الماضي “مع تحذير أجهزة الأمن من أن الجماعات الإرهابية، ومنها تنظيما “داعش” المتطرف، ونظيره “القاعدة” وغيرهما، قد تستخدم الصراع في الشرق الأوسط لتشجيع القيام بهجمات في دول الغرب”، وفقا للصحيفة.
وقبيل اجتماع وزراء داخلية دول الاتحاد الأوروبي في العاصمة البلجيكية بروكسل، قالت السويدية Ylva Johansson المفوضة الأوروبية للشؤون الداخلية: “مع الحرب بين إسرائيل وحماس والاستقطاب الذي تسببه في مجتمعنا، ومع موسم العطلات الحالي، هناك خطر كبير من وقوع هجمات إرهابية في أوروبا”، وأعلنت أن المفوضية ستخصص مبلغا إضافيا قدره 30 مليون يورو لتعزيز الأمن في المناطق المعرضة للخطر، بينها أماكن العبادة، بوصفها مستهدفة أيضا.