مع استمرار موجات اللجوء رغم التحذيرات التي أطلقها ويطلقها ناشطون على الدوام من خطورة طرق الهجرة وخاصة مع تردّي الأوضاع في سوريا وتركيا، كشف أحد السوريين عن اتّباع حرس الحدود اليوناني وسائل تعذيب جديدة بحق الذين يتم القبض عليهم من المهاجرين، مشيراً إلى أن ما يجري على حدود اليونان تخطّى حدود الإنسانية.

وروى لاجئ سوري في مقطع فيديو نشرته مجموعة الإنقاذ الموحّد المَعنية بشؤون اللاجئين، كيف أنه حاول العبور إلى اليونان 3 مرات، إلا أن محاولاته باءت بالفشل، حيث تعرّض للضرب والإهانة والتعذيب على يد مرتزقة مرتبطين بحرس الحدود اليوناني.

 

 

ضرب وإهانة

 

وأشار إلى أن أولئك المرتزقة اعتدوا على مجموعة من اللاجئين كان بينهم، وذلك أثناء محاولتهم العبور من اليونان إلى أوروبا، حيث تعرضوا للضرب بالعصي وتم نزع ملابسهم وإعادتهم عُراة إلى الحدود التركية.

وقال: “حبسونا في حظيرة للأغنام وعاملوننا كأننا حيوانات، وترجّيناهم كي يطلقوا سراحهنا لكنهم رفضوا ذلك، بل عمدوا إلى البصق علينا وإهانتنا بشتى الطرق والوسائل”.

وأوضح اللاجئ السوري الذي كان يقيم في تركيا، أنه بعد تجريدهم من ملابسهم ناشدوا حرس الحدود أن يعطوهم أي شيء لكي يستروا أجسادهم، وبعد إلحاح شديد سمحوا لهم بارتداء ملابسهم الداخلية.

وروى اللاجئ السوري كيف أن أولئك المرتزقة المجنّدين من قبل حرس الحدود، طلبوا من إحدى النساء التي كانت معهم أن تخلع ملابسها وتتعرى أمامهم، لكنها رفضت وفضّلت أن تتعرض للضرب بدلاً من ذلك، حيث قاموا بركلها وكدمها على وجهها وأجزاء من جسمها.

عقب ذلك جاءت شرطية وجرّدتها من ملابسها في غرفة خاصة وتحققت من عدم وجود أي شيء معها، وفق اللاجئ السوري الذي قال إن السيدة تعرضت للتحرش من قبل اليونانيين وبعض اللاجئين الأفغان الذين كانوا في الطريق.

وتابع: “شعرنا بالبرد عندما تركونا بدون ملابس وأحذية، وتعاملوا معنا بإهانة لم يتعرض لها بشر من قبل، وبعد أن أخذوا هواتفنا ألقونا على جانب الحدود مع تركيا، وهناك كانت معاملة الأتراك جيدة حيث حاولوا مساعدتنا”.

انتهاكات بحق اللاجئين

وكشف تقرير سابق نشرته أورينت عن تشكيل ميليشيات من أهالي القرى اليونانية الحدودية مع تركيا، الذين تطوّعوا لمؤازرة حرس الحدود ومساعدته في القبض على المهاجرين، تحت اسم (وحدات دلتا)، وقد عُرِف عن عناصرها وحشيتهم مع المهاجرين وضربهم ضرباً مبرحاً، إضافة لسلبهم أموالهم ومقتنياتهم الثمينة وحتى الأوراق الثبوتية، قبل إعادتهم من جديد إلى مياه النهر ومنها إلى تركيا.

وكانت اليونان خطّ المواجهة في أزمة الهجرة في أوروبا في عامي 2015 و2016 عندما وصل مليون لاجئ فرّوا من الحرب والفقر من سوريا والعراق وأفغانستان، عبر تركيا بشكل رئيسي.

وتُفيد تقارير حقوقية أن قوات حرس الحدود اليونانية تتعمّد انتهاك حقوق اللاجئين ومعاملتهم بشكل وحشي ولا إنساني من خلال إطلاق النار عليهم بشكل مباشر ومحاولة إغراق قواربهم، في مسعى منها لمنع تقدّمهم نحو دول أوروبا الغربية، وسط تنديد شديد للمنظمات الحقوقية والدولية بالممارسات الهمجية التي يتعرض لها اللاجئون هناك من ضرب وسرقة وتعريتهم من ثيابهم.