اختفى قارب هجرة كان يحمل على متنه 85 شخصاً، بينهم 35 طفلاً، غالبيتهم سوريون بظروف غامضة منذ نحو أسبوعين بعد انطلاقه من السواحل اللبنانية نحو قبرص في الثاني عشر من الشهر الماضي دون معرفة مصيره او مصير ركابه.

ولم يبق لهم سوى مقطع فيديو التقطوه أثناء إبحارهم، -بحسب رئيس مركز الأرز للدراسات القانونية المحامي محمد صبلوح- في منشور على صفحته عبر “فيسبوك”.

ونشرت صفحة “لمة أهل تلكلخ وريفها” مقطع الفيديو الذي ظهر فيه 4 من الشبان على حافة القارب وهم يتمازحون ويقول أحدهم أن خفر السواحل القبرصية سيعيدهم إلى لبنان فور وصولهم، ويشير أحدهم إلى مهاجر يجلس في الأسفل منادياً عليه “حزوري”.

ويقول أحدهم ممازحاً “قضاها نوم الحزوري” وهو آخر فيديو عن المجموعة قبل اختفائها في ظروف غامضة.

الحلم الأوروبي
وبحسب موقع “الحرة ” بدأت رحلة القارب مجهول المصير نحو الحلم الأوروبي عند الساعة الثانية بعد منتصف ليل الثاني عشر من يناير/كانون الثاني.

وانطلقت ثلاثة قوارب أخرى في الوقت نفسه واستطاعت الوصول إلى وجهتها إلى الساحل القبرصي.

وتتصدر قوارب الهجرة غير الشرعية الأخبار في لبنان، سواء من خلال البيانات الصادرة عن السلطات اللبنانية أو من خلال تداول صور على مواقع التواصل الاجتماعي لمهاجرين خلال رحلة إبحارهم، بعضهم وصل إلى وجهته، وبعضهم غادروا المياه الإقليمية وواجهوا صعوبات حالت دون وصولهم. إلى الشواطئ الأوروبية.

ولم يتمكن بعضهم حتى من مغادرة المياه الإقليمية بعد أن أوقف الجيش اللبناني قاربهم.

 

منظمة هاتف انذار

 

وكان المحامي “محمد صبلوح” المهتم بشؤون اللاجئين السوريين قد أبلغ عن اختفاء القارب عبر منظمة “Alert Phone”، التي أبلغته بدورها، على حد قوله، أن معلوماتها الأولية تشير إلى احتمال وصول القارب إلى قبرص.

ثم تواصل مع المعنيين في الأمم المتحدة الذين أكدوا أنهم يتابعون القضية دون إعطاء أي إجابة واضحة.

انقطاع الاتصال
وللوصول إلى أهالي الركاب، نشر صبلوح الخبر على مواقع التواصل الاجتماعي، وتمكن حتى الآن من تسجيل أسماء سبعين شخصاً، غالبيتهم يحملون الجنسية السورية ويقيمون في مختلف الأراضي اللبنانية، فيما عدد قليل من جاءوا من سوريا للهجرة عبر الشواطئ اللبنانية.

وأكد له الأهالي أن تواصلهم مع أبنائهم استمر نحو أربع ساعات منذ لحظة مغادرتهم، وبعدها انقطع الاتصال بهم.

ويقول: “لا توجد كلمات يمكن أن تعبر عن حالة أهالي المفقودين الذين يعيشون حالة من القلق والرعب على أطفالهم، خاصة في ظل عدم قدرتهم على معرفة أي معلومات عنهم”.

وفي حديثٍ مع موقع “ميغافون” حمّل الصبلوح الدولة اللبنانية مسؤولية “فتح تحقيق لمعرفة إن كان قد خرج من المياه الإقليمية، واتّخاذ الإجراءات اللازمة إن حصل”.

كما أعلن أنّه سوف يتقدّم، غدا الثلاثاء بكتابٍ أمام وزارة الخارجية والمغتربين لطلب اتّخاذ الإجراءات الدبلوماسية اللازمة وبشكوى أمام النيابة العامة التمييزية لاعتبار الركّاب مفقودين والحصول على الداتا المتعلقة بهم لتسهيل عملية البحث وكشف مصيرهم.