بينما يستمر انهيار قيمة صرف الليرة السورية مقابل الدولار الأميركي، يتواصل انهيار الواقع المعيشي وارتفاع الأسعار بشكل جنوني وسط حالة من الغضب بين المواطنيين.

فقد حدد مصرف سوريا المركزي سعر صرف الليرة السورية 7800 مقابل الدولار الأميركي الواحد، كما وصل سعر تصريفها أمس الجمعة في العاصمة دمشق إلى 9025 شراء و9125 مبيع، وفي حلب وصلت إلى 9100 شراء و9200 مبيع، أما في مدينة الحسكة فقد وصل سعر تصريفها إلى 9000 شراء و9100 مبيع.

وتتأثر أسعار جميع السلع والمواد الأساسية في البلاد بانهيار الليرة السورية، حيث تشهد أسواق بعض المحافظات السورية ارتفاعاً كبيراً في الأسعار، وتشمل أسعار المواد التموينية والخضار والفواكه والأدوية والمحروقات، إضافة لخدمات الإنترنت والكهرباء والمواصلات، ما يضع المواطن السوري أمام مواجهة مع الواقع المعيشي والمادي المتردي.

لا تغيير في الرواتب

ومع كل هذا الانهيار في قيمة الليرة السورية والتي فاقت حد 9000 ليرة سورية، لا يوجد أي تغيير جديد على رواتب الموظفين وأجور العمال، إذ إن راتب الموظف السوري الذي لا يكاد يتجاوز 150 ألف ليرة سورية لا يكفيه لسد حاجة عائلته ليومين فقط على أعلى تقدير.

وفي جولة على أسعار أبرز المواد الغذائية والخضار في أسواق العاصمة السورية دمشق بالليرة السورية، كانت على النحو التالي: كيلو الباذنجان 1250 ليرة، كيلو البطاطا 1700 ليرة، كيلو الخيار 3100 ليرة، كيلو الزهرة 2200 ليرة، كيلو الكوسا 3000 ليرة، كيلو الفول 3000 ليرة، كيلو البازلاء 2800 ليرة، كيلو الليمون 3400 ليرة، كيلو الثوم 5600 ليرة، كيلو البصل 1700 ليرة، وفق ما نقله المرصد السوري لحقوق الإنسان.

من اسواق دمشق - رويترز
من اسواق دمشق – رويترز

موجة ردود غاضبة

ولاقى ارتفاع الأسعار المتواصل وانهيار قيمة صرف الليرة السورية مقابل الدولار الأميركي، استياء واسعاً من قبل المواطنين، حيث لاقت الأسعار موجة ردود غاضبة، مؤكدين أن الأسعار منذ عدة سنوات هي خارج قدرة المواطن السوري الشرائية لكنها تفاقمت بشكل كبير جداً خلال الأشهر الماضية وأصبحت مبالغا فيها لحد كبير جداً، محذرين من كارثة حقيقية بحال استمرت الأوضاع المعيشية على ما هي عليه.

وعلق البعض قائلاً: إن الأسعار التي تحددها وزارة “حماية المستهلك” لا يعمل بها أبداً في الأسواق، والأسعار تفوق ما تحدده الوزارة بنسبة كبيرة، فلا رقابة مشددة، وتسلط التجار واحتكارهم للسلع والمواد الأساسية يزيد من هذه الأزمة الخانقة.

يشار إلى أن تقريرا صادرا عن منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (فاو)، وبرنامج الأغذية العالمي (WFP)، ذكر في حزيران 2022، أن سوريا تعتبر واحدة من 20 نقطة ساخنة للجوع في العالم.