تسويات الوعر تطال حتى العجائز .. والنظام يمتنع عن إكمال الهدنة
بعد امتناع النظام السوري وشبيحته , عن تنفيذ البند الثاني من اتفاق المصالحة في منطقة الوعر , والذي ينص على إخراج المعتقلين في سجن عدرا بدمشق وسجن حمص المركزي .
حصلت جريدة مصدر على قوائم “مطلوبين” من منطقة الوعر , اللافت فيها، حسب مصادر خاصة، أن معظم المطلوبين تجاوزت أعمارهم الـ 60, وأن بعضهم قد بلغ الـ 45.
وأوضحت مصادرنا، أن اللجنة الأمنية ومكتبها “داخل مدينة المعارض”, ما هي إلا مكتب صوري يجمع أسماء المطلوبين من الحواجز , وينفذ بعض التسويات فقط .
ويبدي المتابعون صدمة واندهاشاً، من أن معظم المطلوبين, من النساء , والعجائز , متهمون بتمويل الإرهاب ومساعدة مسلحين تلطخت أيديهم بالدماء .
وحسب نشطاء من الوعر، فلم تسجل أي حالة خروج لشباب صغار , بسبب حالات الاعتقال والاستدعاء بعد الخروج من الحي والتي طالت العشرات من الأشخاص .
من الجدير ذكره، أن سبب سريان الهدنة الحقيقي، هو موجة غضب في الأحياء الموالية، وتمرد القرى الشيعية الأربعة المحيطة بالحي على قرارات النظام، هذا ما خرجت به المرحلة الأولى خاصة بعد محاولات القوات الشيعية عرقلة اجتماع التقييم الذي جرى بين طرفي الهدنة، نهاية كانون الأول الماضي، إذ تعرض ثلاثة من مقاتلي المعارضة لإطلاق نار من قبل القوات في الجزيرة السابعة، ما أودى بحياة اثنين منهما.
ووصف ناشطون العملية بأنها أشبه بـ”الإعدام الميداني”، ونشروا تسجيلًا مصورًا يظهر سحب عناصر الهلال الأحمر المقاتلين بدون سلاح، بعد ادعاء اللجان الشعبية في الحي، أنهم أوقفوا عملية تسلل لانتحاريين مفخخين بأحزمة ناسفة، واعتبر الناشطون أن هذه العملية تهدف لإفشال اجتماع التقييم والهدنة بشكل كامل.
لم يكن ما سبق ذكره، الخرق الوحيد الذي طال الهدنة، بل سبقه عشرة خروقات، كان أبرزها اعتقال أحد أعضاء لجنة التفاوض، واستخدام جبهات الحي لقصف مناطق معارضة كالريف الشمالي، إضافة إلى إصابة عدد من المدنيين قنصًا، ومنع دخول الأدوية ومواد أساسية أخرى.
ويعاني حي الوعر من نقص حاد في المواد الأساسية، وتلقى وعودًا بترحيل 30 ألف طن من الأنقاض والقمامة، إلا أن أيًا من الوعود لم تنفذ بعد، في ظل رفض النظام بشكل مستمر، إدخال الأدوية و المواد الإسعافية رغم الحاجة الشديدة إليها، وفقًا لنشطاء الحي.
وخرج أهالي الحي بمظاهرة، للمطالبة بالضغط على النظام بخصوص المعتقلين , والسماح بإدخال المواد الطبية اللازمة إلى الحي , خاصة وأن الوعر لا يزال رغم الهدنة تحت رحمة حواجز الشبيحة.
مرهف مينو | مصدر