مضايا تستغيث .. والزبداني ضحية الخذلان والظلم
تسعة أشهر من الحصار المطبق على منطقة الزبداني تحت مرآى العالم أجمع، وأمام عيون المنظمات الإغاثية والإنسانية كاملة, فمن قصف ممنهج وتدمير وحرق الأخضر واليابس, إلى الموت تحت وطأة الجوع والقهر والحرمان، فما زال الأهالي بمدينتي مضايا والزبداني، يعانون ظلم الأسد جراء مطالبتهم بحريتهم وتخاذل المجمتع الدولي في نصرتهم.
” نور أحمد” صحفية وعضو مكتب التوثيق في منطقة الزبداني قالت: إن الأهالي بمدينة مضايا يقعون فريسة الجوع رغم دخول بعض المواد الغذائية إلى المدينة، لكن تلك المواد، لا يكفي لسد رمق العيش، فالناس مصابون بالإرهاق والشحوب، والأطفال محرومون من أبسط حقوقهم, مشيرة إلى أن طعام الأهالي مقتصر على الأرز والبرغل والفاصولياء والفول في أحيان قليلة، فأجسام الأهالي نحيفة ،وضئيلة، وهزيلة كما وصفتها “نور”.
وأضافت إن المساعدات التي يتم إدخالها عن طريق الهلال الأحمر غير متكاملة، فإن وجدت مادة السكر، لا تجد الملح وبحال أدخل البرغل فلا يدخل المعكرونة, فعدم توافر الغذاء المتكامل سبب انتشارالكثير من الأمراض التي ظهرت على الأطفال كسوء التغذية, منوهة إلى أنه ومع إدخال المواد الغذائية، فقد ارتقى ثلاثة شهداء خلال هذا الشهر، وهم ” الشاب محمد شعبان 17 عاما والطفل علي من أل الشيخ والرضيعة بروج الزيبق، عمرها أربعة أيام .
وقالت “نور أحمد” “أن الأهالي والمجالس المحلية في منطقة الزبداني وجهوا نداء ومناشدة للصليب الأحمر من أجل إدخال اللقاحات للأطفال حيث يوجد ما يقارب 2500 طفل بحاجة للقاحات الداعمة لهم، إذ تقل أعمارهم عن ثلاث السنوات في حين يوجد حوالي 14 ألف طفل من عمر يوم واحد إلى الثمانية عشر عاما.
وأشارت “نور” إلى أن اللقاحات اللازمة، هي لقاحات شلل الأطفال ولقاحات الحصبة، والحصبة الألمانية، والنكاف، وجدري الماء، والسعال الديكي، والدفتريا، والكزاز، والتهاب الكبد، وغيرها من اللقاحات اللازمة للأطفال من هم دون الثالثة.
وفي تاريخ 27-4 -2016 تم إدخال الدفعة الأولى من اللقاحات لأطفال مدينة مضايا عن طريق الهلال الأحمر السوري بعد مناشدات عدة من المجالس المحلية بالمنطقة وتم تلقيح عدد من كبير من الأطفال مع إبقاء وعود من الهلال بإدخال دفعة أخرى لاستكمال عملية التلقيح.
بما يخص أعداد الشهداء ببلدتي “مضايا وبقين” منذ بدء حصار الجوع على المدنيين من الشهر السابع من السنة الماضية لغاية الآن، فقد استشهد 175 مدني جراء الجوع والألغام .
وتابعت الصحفية “نور” حديثها عن الوضع في مدينة الزبداني بشكل خاص،” لم يبق في المدينة المهدمة سوى ما يقارب 400 شخص محاصرين ضمن مساحة لا تتعدى كيلو المتر الواحد، وقناصات ميليشيا حزب الله منتشرة حولهم بشكل كثيف مانعة حتى دخول أبسط الأشياء لهم، بينما عناصر الحزب ونظام الأسد يفرضون سيطرتهم على سهل الزبداني الذي يحرقونه في كل يوم واضعين شريطااً شائكاً وكتلاً إسمنتية لمنع خروج أي أحد.
ونوهت “نور” أخيراً إلى الوضع الطبي، وانعدام وجود الأطباء في المنطقة بعد استشهاد الدكتور “محمد الخوص” وانعدام الأدوية، كالمضادات الحيوية، واشارت إلى تدميرأجهزة التعقيم جراء استهدافها بالقصف عدة مرات.
وتستمر معاناة الأهالي في منطقة الزبداني خاصة في ظل حكم “نيرون سوريا” الذي لم يفرق بين طفل وشيخ هرم ليسجل في كل يوم ضحية جديدة من ضحايا الجوع, والعالم أجمع يقف مكتوف الأيدي لا يحرك ساكناً لإنقاذ هذا الشعب المغلوب على أمره.
أحمد سلوم | مصدر