اعتقل فرع المعلومات التابع لقوى الأمن الداخلي اللبناني يوم الأربعاء الناشط السوري “مهند الزعبي”، مراسل تجمع أحرار حوران، بعد دقائق من خروجه من القنصلية الفرنسية في بيروت حيث كان يُجري مقابلة ولا يزال مصيره مجهولاً حتى الآن.

 

وكان الزعبي قد أجرى مقابلة مع القنصلية برفقة زوجته وأطفاله بتاريخ 19 كانون الأول/ديسمبر من العام الماضي، وبعد المقابلة الأولى وصله بريد إلكتروني من القنصلية يبلغه برفض طلب حصوله على الفيزا.

 

وأفاد “تجمع أحرار حوران” أنه خلال الفترة بين المقابلة الأولى والثانية تلقى الزعبي اتصالاً من فرع المعلومات يطلب منه الحضور إلى الفرع في بيروت، فرفض الذهاب خوفاً من الاعتقال، خاصة أنه دخل لبنان عن طريق التهريب.

 

ولم تستبعد عائلة الزعبي أن يكون أحد الموظفين اللبنانيين في القنصلية الفرنسية قد رتب موعد المقابلة بهدف اعتقاله.

 

French citizens residing in Lebanon arrive to cast their votes at the French embassy in Beirut on May 7, 2017 during the second round of the French presidential vote. (Photo by ANWAR AMRO / AFP)

 

وأعربت عائلة مهند عن خشيتها من تسليمه للنظام السوري، لذا أطلقت العائلة مناشدة وتواصلت مع عدة هيئات ومنظمات محلية ودولية للمطالبة بالإفراج عنه في أسرع وقت ممكن.

 

وعمل مهند كمراسل ميداني مع “تجمع أحرار حوران” من ريف درعا الغربي، وسبق أن تعرض منزله للقصف بطائرة مسيرة مصدرها قوات النظام والميليشيات الإيرانية المتواجدة في درعا.

 

كذلك عمل مراسلاً لوكالة نبأ سابقاً، وكان عضواً بارزاً في فريق طفس الإعلامي، الذي نقل الانتهاكات التي ارتكبتها قوات النظام بحق أهالي مدينة طفس منذ إنطلاق الثورة السورية.

؟

احتجاز تعسفي

؟

وكانت منظمة “هيومن رايتس ووتش” قالت في تقرير حقوقي صدر منذ أيام إنه في الأشهر الأخيرة احتجزت السلطات اللبنانية سوريين تعسفياً وعذّبتهم وأعادتهم قسراً إلى سوريا، بينهم نشطاء في المعارضة ومنشقون عن الجيش.

 

وقالت المنظمة إنها وثّقت بين يناير (كانون الثاني) ومارس (آذار) 2024 إقدام الجيش اللبناني والأمن العام “على الإعادة القسرية بحقّ منشق عن الجيش السوري وناشط معارض. وفي قضية منفصلة، احتجزت مخابرات الجيش اللبناني لفترة وجيزة رجلاً سورياً، وعذّبته، زُعم مشاركته في مظاهرة تضامنية مع النساء في غزة”.

 

وكانت “الأمم المتحدة” قد أشارت، في تقرير لها في شهر مارس الماضي، إلى أنها على علم بــ”ترحيل 13772 فرداً من لبنان، أو إرسالهم إلى الحدود السورية في نحو 300 حادثة عام 2023″، بما في ذلك 600 في يوم واحد في 8 نوفمبر (تشرين الثاني).