
الجدل مستمر … إلغاء حفل مالك جندلي … واحتفالات عيد التحرير تخطف الأنظار وطنياً
شهدت مدينة حمص خلال الأيام الماضية نقاشاً واسعاً عقب قرار إلغاء حفل الموسيقار العالمي مالك جندلي في ساحة الساعة، وهو قرار رافقه كثير من التحليلات، بينما تكشف المعلومات التي حصلت عليها جريدة مصدر عن خلفيات ترتبط بالواقع الأمني واللوجستي الخاص بالمدينة.
قرار المحافظة : اعتبارات أمنية بحتة
تؤكد مصادر رسمية في محافظة حمص أن قرار نقل الحفل من ساحة الساعة إلى المركز الثقافي لم يكن سياسياً ولا موجهاً ضد الموسيقار، بل كان نابعاً من تقييم أمني دقيق لظروف المدينة الراهنة.
فمشاركة أكثر من 80 عازفاً من جنسيات متعددة—including قائد أوركسترا أمريكي—كانت ستجعل من الحفل فعالية ضخمة تحتاج إلى مستوى عالٍ من الحماية والتنسيق، وهو ما اعتبرت المحافظة أنه يتجاوز قدرتها الحالية، خاصة في ساحة مكشوفة وحساسة من الناحية الأمنية.
ونُقل عن أحد المسؤولين الأمنيين قوله خلال اجتماع تنسيقي :”الحفل بهذا الحجم وبهذه التشكيلة بده تأمين كبير… والأولوية دائماً لسلامة الناس.”
وفي الوقت نفسه، أشار مسؤولون محليون إلى أن الإعلان عن الحفل تم بشكل مبكر من طرف جندلي قبل اكتمال التنسيق الرسمي، ما أدى إلى تضارب في التوقعات حول حجم الحضور والقدرة على ضبطه.
محافظة حمص تكشف الأسباب الحقيقية وراء الغاء حفل مالك جندلي بحمص
.

.
مناخ شعبي كان ينذر باكتظاظ شديد
وبحسب ما رصدته مصدر من تعليقات الأهالي، فإن حمص كانت مقبلة على حضور جماهيري ضخم لو أقيم الحفل في موعده، إذ تحدث كثيرون عن “زحف كبير” نحو ساحة الساعة كان قد يحوّل الفعالية إلى أكبر تجمّع جماهيري تشهده المدينة منذ سنوات.
وقال أحد أبناء حمص: “الناس كانت رح تبلع الشوارع… الزحمة كانت رح تكون فوق العادة.”
ووفق تقديرات محلية، فإن هذا الحضور غير المسبوق كان سيُضاعف من تعقيد المهمة الأمنية، ويجعل المحافظة في مواجهة تحديات لا تستطيع تحملها في الظروف الحالية.
…………………………………….
رواية مالك جندلي : اعتراض مهني دون صدام
في المقابل، أصدر الموسيقار مالك جندلي بيانين خلال يومين، عبّر فيهما عن اعتراضه على تغيير شروط الاتفاق قبل سفره بساعات قليلة.
وتوقفت جهات عديدة عند صدور بيانين متتاليين باعتباره أمراً غير مألوف، مع أنه قد يكون نابعاً من رغبته في توضيح موقفه بشكل كامل.
ورغم انتقاده لآلية الإلغاء، حافظ جندلي على خطاب غير تصادمي، ولم يوجّه اتهامات مباشرة، متحدثاً فقط عن “تغيّر في الشروط الأساسية” للحفل.
رأي ديني يزيد حساسية المكان
كما جاء تصريح مفتي حمص الشيخ سهل جنيد ليعكس حساسية ساحة الساعة، حين قال إن إقامة فعالية موسيقية في “مكان يحمل ذاكرة الفقد” قد لا يكون مناسباً، ما أضاف بعداً معنوياً إضافياً لقرار نقل الحفل.
وفي سياق متصل، أظهر استطلاع للرأي أجرته مصدر أن احتفالات حمص بذكرى عيد التحرير هذا العام كانت من أكثر الفعاليات تميزاً وتنظيماً على مستوى البلاد، حيث لفتت الأنظار في مختلف المحافظات السورية.
وتداول عدد كبير من روّاد مواقع التواصل الاجتماعي إشادات بالجهود الكبيرة التي بذلتها محافظة حمص والطواقم الإعلامية العاملة فيها، معتبرين أن مستوى التنظيم والتغطية تجاوز كل التوقعات إلى حد أن بعضهم رأى أن الاحتفال الحمصي تفوّق – من حيث الزخم والحضور والتنظيم – على احتفالات العاصمة دمشق.
تكشف هذه القضية أن قرار إلغاء حفل جندلي في ساحة الساعة لم يكن خلافاً فنياً ولا سياسياً، بل نتيجة تقييم واقعي لتحدٍ أمني كبير كانت المحافظة غير قادرة على تحمله في الوقت الحالي، في ظل توقعات بحضور جماهيري كثيف وتشكيلة موسيقية ضخمة تتطلب ترتيبات معقّدة.
ومع حفاظ الموسيقار على حقه في الاعتراض عبر بيانين، تبقى سلامة الناس هي الأولوية التي استندت إليها الجهات المحلية، في وقت ما تزال فيه حمص تحاول تنظيم الحياة المدنية وسط واقع يتطلب أعلى درجات الحذر.
.
.
حمص – خاص



