كثر الحديث في الآونة الأخيرة عبر وسائل التواصل الاجتماعي عن منظمة سورية ثورية جديدة تحمل اسم – مشروع وطن – حتى صار شعار المنظمة يرفع في مظاهرات الداخل السوري, كما أن الكثير من ناشطي المجتمع المدني في الداخل والمهجر بدأوا بالتبشير للمشروع بحماسة فائقة وخصوصاً بعد إطلاق المشروع حملة دولية للإفراج عن المعتقلين السورين, (مصدر) بدورها تواصلت مع الاستاذ موفق زريق للحديث حول مشروع وطن:
– قمتم قبل ذلك بنشر مسودة مشروع وطن عبر وسائل التواصل الاجتماعي, تعرفون مشروعكم كمنظمة مجتمع مدني, المطلع والعقلاني فقط يدرك أن سبب فقر الوعي الجمعي و تشتت الارادة الشعبية هو وجود حالة من شبه انعدام لمؤسسات المجتمع المدني في سوريا, ولكن من خلال طرحكم نلاحظ في المضمون حزبا سياسيا ذو غاية وأهداف (تحقيق التحرر السياسي مثلا ) واديلوجيا ( التأكيد على عروبة سوريا وانتمائها لمحيط اسلامي ) ماهو تفسيركم لذلك ؟
سؤالكم يندرج ضمن إشكالية التمييز بين السياسي والمدني وأيضا بين المعرفي والادلوجي أي انه فعليا سؤالين في سؤال واحد بالنسبة للأول أقول كل عمل مدني له بعد سياسي حكما وأيضا كل عمل سياسي له بعد مدني مجتمعي الا ان الفرق الدقيق بينهما منهجيا يكمن في آلية وهدف العمل لكليهما السياسي يتوسل المدني المجتمعي لكن هدفه الحقيقي والبعيد سياسي المدني أيضا يتوسل المدني المجتمعي لكن هدفه أيضا مجتمعي ومدني أي هدفه المركزي ليس السلطة بل تطوير وانهاض المجتمع المدني باختصار المدني يقوي المجتمع بالمجتمع وهدفه المجتمع نفسه لاحداث توازن قوة بين السلطة والمجتمع لصالح المجتمع لكي يكون الشعب فوق السلطة بل هو يقررها ويعزلها للسلطة لانه فوقها واقوى منها كشعب مؤطر منظم سياسيا ومدنيا وخدميا وقانونيا اما عن الادلجة والخلط بين المعرفي والادلوجي فلااعتقد انك اصبت لان سوريا لااحد يختلف عن كونها جزء من الدائرة الحضارية العربية والإسلامية بالمعنى الثقافي التاريخي وليس بمعنى الادلجة القوموية التي نعرفها سياسيا في تاريخنا المعاصروالدائرة الحضارية شيء والقوموية المؤدلجة شيء اخر عندما تقرر اوتشخص واقع ما وعليه شبه اجماع بما يخص الهوية الثقافية فهذا موقف معرفي وليس اديلوجي
– كل المشاريع وخصوصا الناشئة بعد اندلاع الثورة في سوريا, تقدم في بياناتها قيما واهدافا نبيلة, نبذ الطائفية التحرر نبذ الفرقة التمسك بوحدة سوريا ارضا وشعبا الديموقراطية الانتخاب الخ .. وتدعي انها قامت لاجل الناس وللناس … في مرة حاولت ان احصيها … بلغ المسجل منها تقريبا 380 تجمع او منظمة … مالذي يميز مشروع وطن عن غيره ؟
هذا السؤال في الجوهر والعمق واسعدني أنكم طرحتموه وأشكركم عليه فعلا لا مجاملة الذي يميز مشروع وطن عن غيره وباختصار شديد .. اختلاف منهجي أي انه استند إلى تحليل تاريخي قديم ومعاصر منذ سقوط الدولة العثمانية تحديدا ونشاة الكيان السوري على يد الاحتلال الفرنسي ثم وقوعنا تحت وطاة الاستبداد الطائفي الانقسامي أي اننا مازلنا كيان سياسي وليس مجتمع سياسي حيث الفرق دقيق جدا أي الاحتلال ثم الاستبداد حالا دون التحول من الكيانية السورية الى الوطنية المواطنية السورية بما تعني من سيادة قانون وحقوق انسان وديمقراطية معاصرة وحريات عامة قائمة على توازن العدل أي الوطن بالمفهوم الحديث والمواطنة المعاصرة وليس الوطن بمعني الارتباط والتعلق بارضه وفقط فلا وطن حقيقي مكتمل بدون موطنة و اختلاف بأسلوب واليات النشأة والتاسيس لان مشروع وطن للحراك المدني هو مشروع قيد التاسيس وليس مكتملا وناجزا ومؤسسا بل هو في اتون مخاض التكون بكل متاعبه والامه وتشنجاته وتقلصاته أي انه لاينشا الان من شله نخبوية او تحلق اتباع لشخصية عامة كبيرة او زعامة او شيخ او امين عام مسبق الصنع يصبح فيه امينا عاما للابد كما عرفنا وشهدنا في تاريخنا القريب مشروع وطن كمنظمة حراك مدني مجتمعي سينشأ من قاعدة شعبية عريضة ( تنسيقيات افقية للتسيير الذاتي ) هي التي سترسم وتحدد ديمقراطيا كل مقومات المشروع عبر المشاركة الحره من وثائق وهيكليلية وبرامج عمل ومعام وصولا الى نتخاب قيادة جماعية مؤسسية وفق أنظمة وقواعد وقوانين والقائمين المؤسسين وهم عددهم كبير مجرد إدارة ديمقراطية مؤقته ولايتخذون أي قرار الا بشكل جماعي عبر التصويت لذا مهمتنا الكبرى تأسيس التنسيقيات للسوريين افقيا حيث وجدوا داخلا وخارجا وكل تنسيقية تحدد ديمقراطيا من يمثلها هي وبدون مصادرة من احد أي مايميزنا اننا نمارس الية من القاعدة الى القيادة وليس العكس من الزعيم المقدس نزولا الى الناس وهذه الية دكتاتورية من بدايتها حتى لو رفعوا شعار الديمقراطية

 

– ماهي الادوات او الامكانيات التي من الممكن ان تساعد في انجاح مشروع وطن ؟
ان اتساع القاعدة الشعبية للمشروع يمكنه من ان يكون فعلا مستقلا وفعلا وطنيا بدون ارتهان لاجندة ما او جهة ما ويمكنه من حماية نفسه من المال السياسي والارتهان ان القاعدة العريضة تمكننا من الاستقلال المادي استنادا الى مساهماتها الشهرية وتبرعات القادرين من أبناء المشروع ومع ذلك تعرضنا لهجوم وتشهير من الكثيرين
– لفت نظرنا كثيرا نشاطكم الأخير المعنون بالحملة الدولية للافراج عن المعتقلين هل هي اتجاه تسلكونه لكي يتمحور مشروع وطن حول قضية الاسرى السورين ام انها احدي القضايا التي سينشط المشروع لأجلها؟
قضايا شعبنا كثيرة جدا وسنعمل عليها جميعا في فعاليات لاتتوقف حتى اسقاط النظام والوصول الى دمشق وعبرها للفعاليات نخدم شعبنا ونبلور انفسنا ونتطور معها وبها الى لحظة التاسيس ككتلة وطنية شعبية قادرة على عودة الحراك وتعظيمه ليصبح الشعب عبرها قراره الذي يفرضه .. ويصبح رقما صعبا في اتون الصراع ضد النظام
– البعض يتهم موفق زريق انه يقف خلف ستار مبادرة ومشروع شبابي كعراب او كاب روحي لحصد مكاسب او بعبارة اخري اعادة انتاج تواجده على الساحة السياسية السورية وخاصة بعد ان استهلك الرعيل الاول من السياسين في المعارضة والساحة الان شبه فارغة لوجوه سياسية لم تستهلك بعد فما هو ردكم على هذا الكلام؟
اتهموني كثيرا وما زالوا ولم يتركوا تشهيرا الا فعلوه ولم ولن ارد عليهم حينا بالزعامة وحينا بالدكتاتورية وحينا بالفساد المالي وحينا بسرقة قلوب النساء حتى ابني الشهيد لم يوفروه وللأسف الاغلب ممن يسمون انفسهم معارضة كما قاموا بالتجسس علينا واختراق حرماتنا وهددونا وحاولوا الفتنة الخ ؟ ياصديقي لو كنت اريد الزعامة والشخصنة كنت انخرطت بالمجلس الوطني ثم الائتلاف وشاركت في مؤتمر الدوحة ثم اسحبت بعدما رايت ما رايت؟ انني أصلا انخرطت قبل الثورة بالبحث النقدي وابتعدت عن السياسة الا ان الثورة اندلعت وكان لابد ان اؤدي دوري فيها ولا اظل في برجي العاجي فانا مؤسس مثل كل الاخوة والاخوات المؤسسين واشاركهم يوميا أعباء العمل ولي صوت واحد مثل الجميع
– تحدثتم في مسودة بيانكم عم مشروع ربط التنسقيات الثورية في المنفي والمهجر ببعضها البعض وتكوين تنسيقية دولية للثورة السورية … اتابع عن قرب بدء تشكيل هكذا مشاريع في المانيا مثلا.. منذ شهرين والاجتماعات على قدم وساق بين الاخوة في تنسقية كولن وتنسقية شتوتغارد وتنسقية برلين وهم على اتصال بالتنسقيات الاخري في النمسا والدينمارك والسويد كخطوة ثانية لانشاء تنسقية اوربية بعد الانتهاء من تكوين جسد تنسيقي في المانيا … هل ستقبلون الاندماج في هكذا مشروع ام انكم تفضلون ان تبدؤوا مشاريعكم بانفسكم او ان تكون لكم الريادة في مشروع التنسيق؟
المشروع يقوم على أساس فردي في المشاركة به واي تنسيقية قائمة أصلا او جماعة ما ارادت المشاركة بالمشروع نرحب بها بوصفهم افراد اعتنقوا مبادئ المشروع وأهدافه اما المشاركة بوصفهم منظمة او جماعة فلا يمكن لأننا لسنا تحالفا لقوى منظمة بل منظمة لافراد مستقلين احرار ولا هناك تعارض ابدا في ان الفرد عضوا في المشروع وعضو في حزب سياسي أي الدخول الجماعي الكتلوي غير ممكن والمشروع مليء بذلك ويحتوي كل الاطياف السياسية المؤمنة بوثيقة المشروع
– النازحون السوريون في لبنان والاردن … الاكثر عددا .. والاكبر في المعاناة .. جلهم عوائل اسري وشهداء … و المفارقة انهم الاكثر تهميشا في كل المبادرات والمشاريع التي تسلط نشاطتها على المجموعة البشرية السورية المقمية اما في تركيا او في اوربا … باسم هؤلاء المنسنين اتوجه لك بسؤالي … ماللذي سيقدمه مشروع وطن لهم؟
كل قضايا الشعب السوري من اهتمامنا بما نستطيع الا ان القضية المركزية اسقاط النظام ولا بد من تركيز اغلب الجهود على نشر وتعظيم الحراك الثوري الشعبي في الداخل والخارج للوصول الى الهدف وانت تعلم اننا مازلنا تحت التاسيس وامكاناتنا بسيطة الان ومع ذلك نقوم بدور من الان تجاه النازحين والمحاصرين واللاجئين في كل مكان لاتنسى ان عمر المشروع اربع اشهر فقط.

 

مصدر