مهداة إلى رفيقة الدرب ..شريكة الحياة…زوجتي الغالية

.

.
القرية بيضاء هذا الصباح,الثلج غطـّى كلّ شيء, الأكواخ البائسة شعرتْ بالبرودة هي أيضا.كانَ يجلسُ أمام مدفأة الفحم التي تلتهب ببطء, تناولَ فطوره…ما أحلى الدفء هنا يا امرأة.
هيا استعدْ لتذهبَ إلى الغابة..لم يبق عندنا سوى قليل من الحطب.نهضَ متثاقلا ً,جمعَ لوازمه وخرج,الثلج بدأ يتساقط,الطريق مملوءة بالبرودة والتـّعب…يا إلهي…يجب أن أسرع.إبتعدَ عن القرية,الغابة لازالت بعيدة…ما أقسى التعب والبرد..لكن صبرًا سأصل.أشجار الغابة انحنت من كثرة ما حملت من الثلج.أخيرا وصل ….يتسلـّل داخل الغابة علـّه يعثرُ على أغصان نجتْ من بلـَل ِالثلج, أحسَّ بالبرد,واصَل البحث, جمعَ أغصانا من هنا وهناك …حزمة كاملة, شدَّها بالحبل,حمَلها على ظهره وقفلَ راجعا إلى البيت,مشى كثيرا, وصلَ إلى البيت مـُنهَكـًا.تستقبلهُ زوجته باسمة.ً تمـدّدَ على الفراش أمام المدفأة. يتغـذّىَ بكـُسيراتٍ قليلة.
إي…..ما أصعب العيش يا امرأة
هكذا هي الحياة يا رجل …..تعب..وشقاء
عاد الدفء إلى جسمه ,أحسَّ به .حرارة منعشة تسري في كيانه أنستهُ ألمَ البرد وقساوته.لم يبق إلا ّقليل من الوقت وتحين صلاة العصر.تمدّدَ على الفراش منتظرًا موعد الصلاة.أخذتهُ سِنة ُنوم..رأى كأنـّه ملك…قصر دافىءوضخم,الخدم…الحرّاس..الوصيفات أمامه, تمر أيام وأيام , أبلغه الحارس يومًا أنّ قوما على مقربة من المملكة يريدون مُهاجمتَها.يتشاورُ مع أعوانه…حالة طوارىء..وصل الغزاة إلى أسوار المملكة, مناوشات,قتال, إستطاع الغزاة دخول المملكة..قتلوا الكثير..دخلوا القصر..الملك ومن معه إستسلموا,رعبٌ شديد عمَّ نفوسهم.دخل قائد الغزاة غرفة الملك…تقدّم من الملك الذي كاد أن يموت خوفا..والآن ستأخذ ُجزاءكَ كاملا.أمسكه ُإثنان, قاداه إلى غرفة الإعدام.حبل المشنقة مخيف..مرعب…يا إلهي,وضعوا رقبته داخل الحبل,شدّوا الحبل قليلا,أحسَّ بإختناق.
إنهض يا رجل…لقد حان وقت الصلاة
أفاق,تفقـّدَ عنقه,حبل المشنقة, القصر,الغزاة….لاشيء, إنـّه حلم, استغفر, توضّأ ثم صلى.
جالسًا كان يفكـّر, فاجأته زوجته, مابك؟
الحياة…الحياة ياإمرأة….العيش فيها بشقاء والرّحيل منها بسلام خير من العيش فيها بنعيم والرّحيل منها بشقاء.

 

 

 

 

الجزائر