تشارك ابنة ترمب إيفانكا مع زوجها جاريد كوشنر، وكلاهما مستشاران للرئيس، إلى جانب مئات الشخصيات من البلدين، في مراسم التدشين المقررة اعتبارًا من الساعة 16:00 (13:00 ت غ) والتي تأتي على خلفية قلق عميق حول استقرار الوضع الإقليمي.

في الوقت نفسه، وعلى بعد عشرات الكيلومترات، من المتوقع أن يشارك آلاف الفلسطينيين في قطاع غزة المحاصر في مسيرة إلى الحدود مع إسرائيل، وقد يخاطر البعض بمحاولة اقتحام السياج الأمني.

وأعلن الجيش الإسرائيلي وضع قواته في حالة تأهب قصوى. وقال السبت إنه سيضاعف عدد وحدات جيشه المقاتلة حول قطاع غزة وفي الضفة الغربية المحتلة، كما ستتم تعبئة نحو ألف شرطي إسرائيلي في القدس لضمان الأمن في السفارة ومحيطها.

يشكل نقل السفارة، وهو أحد وعود الحملة الانتخابية لترمب، قطيعة مع عقود من السياسة الأميركية والإجماع الدولي، إذ يعتبر وضع القدس إحدى أكثر المسائل الشائكة في النزاع الإسرائيلي الفلسطيني.

لم تعد على طاولة المفاوضات
تدشين السفارة الأميركية في احتفال الاثنين 14 مايو يتزامن مع الذكرى السبعين “لقيام دولة إسرائيل”، وفق التقويم الغريغوري. ويتزامن افتتاح السفارة قبل يوم من الذكرى السبعين للنكبة، عندما تهجر أو نزح أكثر من 760 ألف فلسطيني في حرب 1948.

وصرح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الأحد: “ستبقى القدس عاصمة لإسرائيل مهما كان اتفاق السلام الذي تتصورونه”. إلا أن المبادرة الأميركية الأحادية الجانب تثير غضب الفلسطينيين، إذ تشكل تكريسًا للموقف المنحاز بشكل واضح برأيهم للجانب الإسرائيلي، والذي يتبناه ترمب منذ توليه منصبه في 2017، وتجاهلًا لمطالبهم حول القدس.

احتلت إسرائيل الشطر الشرقي من القدس عام 1967، ثم أعلنت في العام 1980 القدس برمتها “عاصمة أبدية”، في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي. ويرغب الفلسطينيون في جعل القدس الشرقية عاصمة لدولتهم المنشودة.

وكان إعلان ترمب في 6 ديسمبر 2017 الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل سفارة بلاده من تل أبيب إلى القدس، أثار غبطة الإسرائيليين وغضب الفلسطينيين.

ولا تزال الأسرة الدولية تعتبر القدس الشرقية أرضًا محتلة، وأنه من غير المفترض إقامة سفارات في المدينة، طالما لم يتم البتّ في وضعها عبر التفاوض بين الجانبين المعنيين. ودعا زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري الأحد في تسجيل فيديو إلى “الجهاد”، مؤكدًا أن القرار الأميركي دليل على أن المفاوضات وسياسة “الاسترضاء” خذلتا الفلسطينيين.

صديق لصهيون
ونددت 128 دولة من أصل 193 في الجمعية العامة للأمم المتحدة بالقرار الأميركي، ومن بينها دول حليفة للولايات المتحدة، على غرار فرنسا وبريطانيا، في تصويت أثار غضب واشنطن وتهديدًا بالرد من قبل سفيرتها لدى الأمم المتحدة نيكي هايلي. إلا أن الاستنكار الذي أثارته المبادرة الأميركية من جانب واحد هدأ على ما يبدو، وشوارع القدس مليئة بالأعلام الأميركية والإسرائيلية، بينما شوهدت لافتات كتب عليها “ترمب أعِد لإسرائيل عظمتها”، و”ترمب صديق لصهيون”.

يأتي تدشين السفارة الذي سيتم في مبنى القنصلية بانتظار تشييد مقر جديد في فترة حساسة جدًا. فالفلسطينيون يعتبرون أن الموعد الذي يتزامن قبل يوم على ذكرى النكبة يشكل “استفزازًا”.

يحاذي مبنى السفارة حي جبل المكبر في القدس الشرقية المحتلة، الذي يسكنه عدد من منفذي الهجمات المسلحة، بما فيها هجوم نفذ عام 2015، أسفر عن مقتل إسرائيليين ومواطن إسرائيلي يحمل الجنسية الأميركية. وتشهد غزة منذ 30 مارس مسيرات العودة التي يشارك فيها آلاف الفلسطينيين، الذين يتجمعون على الحدود، والتي شهدت مقتل 54 فلسطينيًا بأيدي الجيش الإسرائيلي.

وتتهم إسرائيل حركة حماس، التي تسيطر على القطاع، باستخدام هذه المسيرات ذريعة للتسبب بأعمال عنف. كما يقول الجيش الإسرائيلي إنه لا يستخدم الرصاص الحي إلا كحل أخير. وتهدف “مسيرة العودة” أيضًا إلى التنديد بالحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة منذ أكثر من عشر سنوات.

لم يحدث القرار الأميركي بنقل السفارة حتى الآن الأثر الذي كان ترجوه إسرائيل، إذ لم تعلن سوى دولتين، هما غواتيمالا وباراغواي، أنهما ستقومان بالأمر نفسه.

 

 

 

 

 

 

ايلاف