اكتشاف شبكة أنفاق تربط قصر الأسد بمقر الحرس الجمهوري
أنفاق قاسيون: إرث الحرس الجمهوري تحت سيطرة جديدة
على سفوح جبل قاسيون المطل على دمشق، كشفت شبكة من الأنفاق المحصنة عن إرث النظام السوري السابق. هذه الأنفاق تربط مجمع الحرس الجمهوري العسكري بالقصر الرئاسي، وفق ما أفاد مراسل وكالة “فرانس برس” الذي تمكن من زيارة الموقع بعد تحريره.
محمد أبو سليم، أحد القادة العسكريين في هيئة تحرير الشام، التي قادت فصائل المعارضة إلى دمشق في هجوم خاطف يوم 8 ديسمبر، وصف الموقع قائلاً: “إنه ثكنة ضخمة كانت تتبع لباسل الأسد، وهي تحتوي على أنفاق طويلة تصل حتى القصر الجمهوري”. وأضاف أن المجمع يتضمن غرفاً محصنة تحت الأرض مزودة بمعدات اتصال، أنظمة تهوية، ومستودعات أسلحة.
إلى جانب الأنفاق المحصنة، توجد ممرات بدائية محفورة في الصخر تحتوي على كميات كبيرة من الذخائر. أما تمثال باسل الأسد الذهبي الذي كان رمزاً في المجمع، فقد تم تخريبه، ورُمي رأسه بعيداً، في إشارة رمزية إلى نهاية نظام عائلة الأسد.
الموقع، الذي كان يُستخدم لحماية دمشق عبر الحرس الجمهوري، بات اليوم ساحة تدريب للمقاتلين الذين يستهدفون صور بشار الأسد ووالده حافظ. كما يضم المجمع أسلحة ثقيلة، بما في ذلك دبابات ومدافع، بالإضافة إلى عدد كبير من البراميل الفارغة التي كان النظام السابق يستخدمها لقصف المناطق المدنية، بحسب أبو سليم.
التحول الذي شهدته دمشق منذ دخول فصائل المعارضة إليها لم يقتصر على الجانب العسكري، فقد زار وزراء خارجية فرنسا وألمانيا العاصمة للقاء قائد الإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع، في خطوة تحمل دلالات دبلوماسية كبيرة بشأن مستقبل العقوبات الدولية المفروضة على سوريا.
وكانت الأمم المتحدة قد أدانت بشدة استخدام النظام السابق للبراميل المتفجرة ضد المدنيين، في واحدة من أبشع الانتهاكات التي ارتكبت خلال حكم بشار الأسد. ومع هذا التحول، تبقى الأنظار موجهة إلى سوريا ومستقبلها في ظل الإدارة الجديدة.