رحيل الكاتب والمخرج السوري ” فرحان بلبل ” عن 88 عاماً

فقدت مدينة حمص الكاتب والمخرج المسرحي فرحان بلبل عن عمر ناهز 88 عاماً بعد معاناة مع المرض، ليخسر المسرح العربي أحد أبرز رموزه الذين تركوا بصمة فارقة في تاريخ الفن المسرحي السوري والعربي.

ولد بلبل في حي شعبي بحمص ضمن أسرة مشبعة بالعلوم الدينية، ودرس اللغة العربية بجامعة دمشق لشغفه بالأدب. تأثر بالثقافة العربية والغربية، وبدأ مسيرته الأدبية شاعراً وناقداً قبل أن يكتب أولى مسرحياته الناضجة “الجدران القرمزية” عام 1969.

أسس فرقة المسرح العمالي في حمص عام 1973، التي قدمت أعمالاً بارزة في مدن سوريا وأريافها، مثل “لا تنظر من ثقب الباب” و”الحفلة دارت في الحارة”. استمرت الفرقة في نشاطها 45 عاماً، ناشرة الثقافة المسرحية بأسلوب مميز حتى توقفها عام 2011 بسبب الحرب.

تميز بلبل بجرأته في انتقاد الظلم والاستبداد، وعكس ذلك في نصوصه التي تخطت قيود الرقابة بأسلوب احترافي. طالب بحرية المسرح العربي خلال مشاركته بمهرجان الهيئة العربية للمسرح في تونس عام 2018.

نعاه فنانون وكتّاب وصفوه بـ”عرّاب المسرح السوري” و”أستاذ الإنسانية”، معتبرين أن إرثه سيبقى منارة للأجيال القادمة. كما عاد ابنه الفنان نوار بلبل إلى حمص مؤخراً ليكون بجانب والده في أيامه الأخيرة، بعد سقوط النظام وتحرر البلاد.

فرحان بلبل، اسم سيظل مضيئاً في ذاكرة المسرح العربي، بروحه التي أضاءت خشبة المسرح وقيمه التي ألهمت أجيالاً من المثقفين والمبدعين.

مصدر