الفساد في سوريا يزيل الطبقة الوسطى من المجتمع السوري
تدهور القطاع الاقتصادي في سوريا في ظل القتل والدمار الذي ألحقه الأسد في سوريا إضافة إلى الوصاية الايرانية والروسية على النظام ضاعت الطبقة الوسطى وحلت الطبقة الفقيرة المعدمة التي لا تملك ثمن رغيف خبز تقتات عليه.
ألاف من الشعب السوري هبط مستوى معيشتهم إلى الحد الأدنى جراء الغلاء الفاحش وغض نظر النظام عن التجار مقابل حصوله على عمولة منهم.
وبين الدمار والفساد زادت الأسعار بمعدل يفوق العشرة أضعاف فالثلاثون ألف ليرة التي قدرها المكتب المركزي للإحصاء التابع لنظام الطاغية لأسرة مؤلفة من 5 أشخاص أصبحت 260 ألف حسب حالة الأسرة ما أدى لإزالة الطبقة الوسطى عن الوجود.
وكما يقول الخبراء الاقتصاديون (الاقتصاد عصب الحياة)، حيث يعكس دائماً الوضع المعيشي لهم، وقد تأثر بشدة بالنزاع الدائر في سوريا، حيث أعادت الحرب التي افتعلها النظام منذ نحو ست سنوات عجلة الاقتصاد عقوداً إلى الوراء.
فالمواطن السوري يعيش منذ مايقارب الستة سنوات ظروفا معيشية صعبة بسبب الأوضاع التي تشهدها بلاده، وهو يتطلع إلى إنهاء هذه الأزمة عبر حلول سياسية, إلا أن هذا الأمر لا ينطوي على كافة الشعب السوري بسبب الانقسامات بين مؤيد للطاغية و ثائر ,فالمؤيد , يرى كل ما يدعيه النظام من الاصلاحات بأنها إيجابية ويتفق مع نظرته (المؤامرة الكونية ) بينما الثائر يعي جيدا أن وعود النظام مجرد كلام فارغ لا يتعدى اللحظة التي يقال بها.
لم تستطع وعود النظام لغاية الآن إنعاش الاقتصاد السوري الذي استشرى به سرطان الفساد والمصالح الشخصية, فكيف لنظام يقتل شعبه عطشاً وجوعاً وقصفاً أن يفكر بتحسين اقتصاد بلاده؟
فالحرب لم تخلف فقط أكثر من نصف مليون قتيل وملايين المشردين، (بحسب تقديرات الأمم المتحدة)، بل تردى خلالها الوضع الاقتصادي.
فزيادة البطالة وقلة المحروقات وتخلي الشركات الاستثمارية عن العمل وإصرار الأسد وأعوانه على القتل والتشريد والتهجير كلها كانت الاسباب التي دهورت الاقتصاد نحو الهاوية دون بصيص أمل في عودته مجددا , ليبقى المواطن السوري يصارع يوميا شبح الغلاء محاولا تأمين أبسط مستلزماته المعيشية.
احمد سلوم | مصدر