دعوة لإزالة ضريح المجرم عصام زهر الدين: رسالة إلى أهالي السويداء

 

وجه الباحث السوري “ماهر شرف الدين”، المنحدر من محافظة السويداء، دعوة صريحة إلى أهالي المحافظة لإزالة ضريح اللواء عصام زهر الدين، الذي ارتبط اسمه بجرائم وحشية ضد السوريين. وأكد أن الضريح يمثل إهانة لسمعة أهل جبل العرب وعلاقتهم التاريخية مع أهالي دير الزور، مشدداً على أن وجوده يشكل “لغماً” قابلاً للانفجار في وجه أهالي السويداء، مطالباً بتفكيكه فوراً.

في مقطع مصور عبر “يوتيوب”، أشار شرف الدين إلى أن زهر الدين، الذي كان أداة للنظام في تأجيج الفتنة، لا يجوز أن يُسمح له بأن يكون فتنة حتى بعد موته. وانتقد تصرفات وتصريحات ابنه “يعرب زهر الدين”، الذي وصفه بأنه يحاول افتعال الفتنة للاختباء وراءها. كما دعا لتحويل الضريح إلى متحف يخلد ذكرى ضحاياه، مقترحاً تسميته “متحف المحرقة السورية – فرع السويداء”.

وتساءل الباحث كيف يمكن التوفيق بين الدعوات إلى العدالة والقصاص وبين الإبقاء على رموز تورطت في دماء السوريين، مؤكداً أن استمرار وجود الضريح يعد مشاركة ضمنية في تشويه صورة السويداء الوطنية.

عصام زهر الدين: رمز الإجرام

عصام زهر الدين، الذي ينتمي للطائفة الدرزية في السويداء، كان ضابطاً في الحرس الجمهوري لنظام الأسد. وبرز اسمه بعد عام 2011 كأحد قادة حملات القمع والقتل التي شنها النظام على الشعب السوري، حيث عُرف بوحشيته وأطلق عليه لقب “أبو المجازر”. وقاد حملات في مناطق مثل بابا عمرو في حمص والتل في ريف دمشق، قبل أن يُقتل في دير الزور عام 2017.

أعلن نظام الأسد في عام 2021 افتتاح صرح تخليدي لزهر الدين في السويداء، ما أثار غضباً واسعاً بين السوريين. وتضمن الصرح قاعات تعرض مقتنياته، بما في ذلك أسلحته وبزاته العسكرية التي تلطخت بدماء الأبرياء.

رغم إعلان النظام أن زهر الدين قُتل بانفجار لغم أرضي، تشير تقارير عديدة إلى أنه تم تصفيته بأوامر من النظام نفسه بسبب تصريحاته التي هدد فيها اللاجئين السوريين، قائلاً: “نصيحة من هالدقن لا ترجعوا”. هذه التصريحات، التي أثارت انتقادات واسعة، كشفت حقيقة النظرة الدموية للنظام تجاه السوريين، حتى ممن أجبرتهم الحرب على الهجرة.

الكاتب السوري فيصل القاسم، في تعليق سابق، أشار إلى أن زهر الدين حاول بتصريحاته الإجرامية توريط الطائفة الدرزية بأكملها، داعياً إلى رفض محاولات النظام إلصاق جرائمه بمكون سوري أصيل.

أم زهر الدين: البطولة الزائفة

في ظهور إعلامي، عبّرت والدة زهر الدين عن فخرها بابنها، واصفة إياه بـ”البطل”، لكنها تناست الجرائم التي ارتكبها بحق أبناء وطنه. وأثارت كلماتها مشاعر الغضب لدى السوريين الذين عانوا من إجرامه، خصوصاً حينما وصفت الرئيس بشار الأسد وجيشه بأنهم “الأمل”، متجاهلة الدور الذي لعبوه في تمزيق النسيج الاجتماعي السوري.

مثّل نظام الأسد أداة لتقسيم السوريين، محاولاً استخدام رموز مثل زهر الدين لضرب الوحدة الوطنية. ومع سقوط هذا النظام، تُفتح الأبواب نحو المحاسبة والعدالة، لإزالة إرث القمع الذي حاول ترسيخه عبر عقود من الدماء.

ختاماً، إزالة ضريح عصام زهر الدين ليست فقط ضرورة رمزية، بل خطوة نحو طي صفحة الإجرام التي شوهت تاريخ السويداء، واستعادة العلاقات الوطنية الحقيقية التي تجمع بين كافة مكونات الشعب السوري.

 

 

 

مصدر

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى