اقتحام مسلح يهز السويداء… ومطالبات شعبية باستعادة هيبة الدولة

في تطور خطير هزّ محافظة السويداء، أقدم مسلحون ينتمون إلى إحدى العائلات المحلية على اقتحام مبنى المحافظة وتهديد المحافظ الدكتور مصطفى بكور بالسلاح، في محاولة لإجباره على الإفراج عن موقوفَين بقضايا سرقة سيارات.

الحادثة التي وقعت يوم الأربعاء 21 أيار، وصفتها مصادر رسمية بأنها “تهديد مباشر للسلم الأهلي”، وأثارت موجة تنديد واسعة في الأوساط الاجتماعية والدينية والسياسية.

ووفقاً لبيان صادر عن المكتب الإعلامي لمحافظ السويداء، فإن مجموعة مسلحة يقودها المدعو فادي نصر وبدعم من طارق المغوش وآخرين، اقتحمت المبنى خلال الدوام الرسمي، تزامناً مع وجود المحافظ وعدد من الموظفين، وطالبت بالإفراج عن المدعو راغب قرقوط، الموقوف في دمشق، والمدان بعدة قضايا سرقة، إضافة إلى المدعو ضياء برجاس، المحتجز منذ شهر بتهمة مماثلة.

وبحسب البيان، هدد المسلحون المحافظ والموظفين بالسلاح الرشاش، وأغلقوا أبواب المبنى لمنع أي تدخل، ما اضطر المسؤولين إلى الموافقة على الإفراج عن الموقوفين تحت ضغط السلاح، وذلك حفاظاً على سلامة الموجودين، قبل أن يغادر المحافظ المبنى بسلام بمساعدة فصائل محلية.

وسارعت “حركة رجال الكرامة” و”لواء الجبل” إلى التدخل لتأمين مخرج آمن للمحافظ ومنع وقوع اشتباك مسلح داخل مبنى حكومي، فيما انتشرت فصائل محلية أخرى في المدينة تأكيداً على رفضها المطلق لمثل هذه التصرفات الخارجة عن القانون، والتي تتنافى مع القيم المعروفة في جبل العرب.

وقد نفت مصادر في المحافظة ما أُشيع عن احتجاز المحافظ أو الاعتداء عليه، مؤكدة أنه تعامل مع الموقف بحكمة، وفضّل التهدئة لتفادي أي تصعيد. كما أشارت إلى أن المحافظ توجّه لاحقاً إلى العاصمة دمشق ولن يعود إلا بعد معالجة ما جرى بشكل واضح وحازم.

الاعتداء أثار موجة من التنديد الشعبي، واعتبرته فعاليات أهلية ودينية “طعنة لتقاليد الجبل وإرثه الأخلاقي”، وأكدت أن الحادثة لا تمثل أبناء السويداء، بل فئة خارجة عن القانون تسعى إلى فرض واقع جديد بالقوة. وأعربت شخصيات اجتماعية عن أسفها لأن هذه التصرفات تستهدف تقويض جهود التهدئة والحوار بين الدولة والمجتمع المحلي، في لحظة حساسة كانت تشهد تقاربًا ملموسًا.

؟

مصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى